رواية أولاد فريدة بقلم إيمان فاروق من الفصل الثامن عشر الى الواحد والعشرون
الذكريات امام مرئتيهما بعدما شاهدا أحد الامهات تعبر الطريق بحرص وهى تحمل أحد صغارها وبيدها طفل آخر وعلى جانبها الآخر حقيبة ممتلئة بمقتنيات عدة وطفل ثالث يمسك بمقبض الحقيبة وهى تمشي بعينيها تلاحق صغارها يمينا ويسارا حتى تعبر بهم بأمان ليشدوانتباههم هذا المشهد المثير للحنين لتلك السيدة التي تجوب الطرقات الأن وحدها وهم يجهلون ما هى فيه الأن..
ليتهم يعلمون فضلها عليهم فكم عانت وقاست منذ ان حملتهم نطفة في رحمها الى ان صارا علقة ومضغة لتتحملهم وهنا على وهن تسعة أشهر دون ملل ..معاناتها كانت حلم جميل لها فكم استمتعت بتلك النطفة التي ارتبطت بها لتنموا بداخل احشائها وهى تدعو الله ان تكتمل نبتتها دون النظر لعنائها وهى الأن تسير في الطرقات بائسة في حزن وريبة مما ينتظرها من مجهول قادم بينهم نعم هى ضلت الطريق معهم وتعثرت أقدامها امام خطواتهم التي تهرول في الفرار من أحضانها ..تخر قواها لتجلس فوق احد الارصفة من جديد لتستمد منها القوة حتى تستطيع المقاومة لتقف مجددا بعد ان استلقطت انفاسها مجددا وهى تحاول ان تجد حل لوضعها هذا لتحمل ألامها واعبائها فوق اكتافها في حزن ارهقها فهى الى الأن لا تعلم الى اين ستتهادى خطواتها لتسير بعدها في تيته وحزن لتقرر الذهاب الى احد الدور التي ترعى المسنين امثالها لتستوقف عربة أجرى وتستقلها في تية والبكاء يغلبها فلم تنتبه لهوية السائق الذي لم يكن رجلا بل سيدة وقورة اربعينة العمر لتهاتفها قائلة على فين ياستةالكل
تنهيدة حارة من السائقة التي يقابلها الكثير من امثال تلك المسنة والذين ترهقهم الحياة فمن المؤكد أن خلفها حكاية مريرة لتقرر ان تخرجها من هذه الحالة قائلة روقي يا أمي ..الدنيا مش مستهلة بكا عليها ..خلى بالك من صحتك ..محدش يستاهل ان تبكي عليه.
تقابلها الاخرى التي يقابلها من الحكايات اطنانا كل يوم فهناك من ترك ابية واخر رمى امه وهناك من ترك الاثنين ونظر إلى نفسه فقط ..كما هناك اباء وامهات غير بارين بأبنائهم كزوجه أخيها التي رمت أولادها وهم صغار بعد ان ټوفي أخيها وتزوجت بغيره وهى لا تعبئ لهم شئ وهى الأن التي تعول هؤلاء الأبناء الذين يصرون على منادتها بماما وهى العمة التي ضحت من اجلهم مما تجعلها تردف اليها قائلة بعدما سردت قصتها لتلك السيدة الحنونه ها ياست الكل ..ايه رأيك في الام دي بقى ..رمت عيالها وبصت لنفسها وسبتهم ليا وانا والحمد لله..ربتهم وكبرتهم .