رواية أولاد فريدة بقلم إيمان فاروق من الثامن والعشرين إلى الثلاثون والأخيرة
لها فلبني مازلت تستشعر معها الحنان التي تفتقده منذ رحيل ابويها وهذه السيدة تذكرها بحنان امها الراحلة لتهتف لها بحب قائلة السلام عليكم يامي ..عاملة ايه ..يارب تكوني بخير .
فريد بود وحبور قائلة وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته..انتي عاملة ايه ياغالية ..وحشتيني يالبنى يابنتي ..صوتك وحشني .
يارب يخليكي لينا يا ست الكل ..يارب تكوني بخير . قالتها لبني بتمني حقيقي لها بالخير لتجيبها الأخري برضا الحمدلله انا في نعمة من الله من ساعة ما رهف بنتي رجعت وهيا مرعياني ومش مخلياني محتاجة لحاجة ..نفسي تيجي اعرفك عليها ..متتخبرش عنك في حنيتك كده يالولو .
فريدة بشفقة عليها ربنا يرحمها يابنتي ويصبرك ويقويكي على حياتك ومسئولياتك ..بس بردوا لازم تيجي علشان انا محتجاكي في توصيلة كده .
لبني في استفسار نحو تلك الوجهة التي تريد الذهاب نحوها طب ومالة ياست الكل ..انا تحت امرك بس على فين العزم علشان اجهز نفسي .
مازلت الوجوه المحبة للجارة تتلوع فقدانها فأم محمود تحاول دائما التواصل بأبنائها في الذهاب والأياب والسؤال عليها للأطمئنان لتأتيهاةالجارة الاخرى ام سعد لترافقها في جلستها ويتبادلن الحديث الا مفيش اخبار عن الست فريدة يا ام سعد .
تجيبها الأخرى بأسى وهى تقول ابدا والله يا أم محمود ..معرفش حاجة ..كل الأخبار بينا على وشوش ولادها المليانه حزن ..دول يا حبة عيني شكلهم مبينمش واللي جري لأهالى نسوانهم يحرام ..كل واحده عندها مصېبة اكبر من التانية ..أحلام متبهدلة ورا اخوها ياحبة عيني وامها وابوها باعو اللي وراهم وقدامهم علشان يكملوا مصاريف العمليات مهو اصله هيعمل كذا عمليه وكل واحدة اخطر من التانية ياقلب امه ..ربنا ينجيه علشان امه الغلبانه.
وهو انا قلت ايه يعني ..مش احنا لما روحنا نعزي كانت زي المجانين ومش دريانه بينا ..هو انا جبت حاجة من عندي ..قالتها الحماة وهى تتلوي بفمها فهى لا تعرف معني للمرض النفسي سوي الجنون .
الأخري بفرحة ظاهرة عليها فهى تحب رهف التي تستأنس بوجودها كل يوم كحال أمها التي كانت تغدقهم بحنانها اه والله هو ..ربنا هداه وشكله ناوي يصالحها ..ربنا يهديها وترضى ترجعله .
ليتمتمن جميعهن بالدعاء لها ولأسرتها بالهناء والراحة..فكم يشقيقهن شقائهم فتلك السيدة فريدة اثرها باقي على قلوبهن مما يجعلهن اسيرات لها .
ليتفاجأن بعد قليل بأحد سيارات الأجرة البيضاء تأتي نحوهم لتترجل منها الجارة الغالية ليقفن قافزات نحوها في سعادة ليتبادلن معها السلام والترحاب فك اشتقن لحديثها ولكنهم تحت نظرات لبني التي طالبتهم بالتحلى بالصبر وعدم الصياح حتى تدخل السيدة بيتها بأمان وبعدها