رواية أولاد فريدة بقلم إيمان فاروق من الثامن والعشرين إلى الثلاثون والأخيرة
من رحم سيدة رحيمة قامت بتربيتهم على المودة والرحمة والمغفرة لمن يقسوا عليهم .
لتعود لواقعها من جديد مستغفرة الله داعية له ان يصلح حال الجميع ويرد لأولادها حياتهم الزوجية على خير وبعد ان يتعلم كل واحد خطئه .
وهكذا اقتص الله لها ومع ذلك لم يقسو قلبها وها هم يجلسون حتي يتخذوا اخر اجراء فهى علمت من رهف من خلال رسالة لها انهم عازمون على تبليغ الشرطة وتنزيل صورة لها عبر مواقع التواصل فهيام كادت ان تنفذ هذه الفكرة ولكن استوقفتها رهف لتخبرها بعدها ان أمها على تواصل معها ولكنها لا تريد العودة حتى تستعيدهم مرة أخري ولكن عند علمها بأنهم سيقومون بابلاغ الشرطة لن تكمل لعبتها حتى لا تضع اولادها في امر مخجل فلذلك قررت العودة الأن وقبل ان يتخذوا أمر يندمون عليه .
يقف متحفزا بعدما استنفذ جميع الحيل التي قابلته وقوبلت بالفشل فهو الى الأن لم يعثر على اي خيط ليهتف بضجر بقى خلاص كده ..مفيش اي وسيلة نعرف بيها هى فين ..انا تعبت والله تعبت .. انا ھموت من القلق والۏجع عليها .
ليخرج رؤوف عن صمته متحدثا انا كمان خلاص تعبت وعقلي هيطير مني ..انا كنت مكلف ناس يعملو بحث في جميع سجلات المستشفيات العامة والحمدلله مطلعتش موجودة في اي مكان منهم ..بس بردوا ھموت من القلق عليها ..يتري صحتها عاملة ايه ..دي مريضة سكر وخاېف ان انها تدخل في غيبوبه والا الضغط يزيد عليها.
ليصمت الجميع مع اعتلاء رنين الجرس المنزلى لتتقدم هيام بفتحه بما انها كانت في طريقها إلى الخارج لصنع بعض اكواب الشاي لهم فهي بعد أن اطمئنت على حبيبتها اصبحت في حالة من الأشراق قليلا لتتفاجأ قائلة أستاذ نديم ..اتفضل.. حمدالله على السلامه..اتفضل ادخل .
كان يتحدث وعيناه تجوب المكان لتمشطه في البحث والعثور على غايته ليجدها متسمرة في مكانها فهى لم تتوقع أن يكون أمامها الأن فحماتها لم تبلغها بحضوره حتى تستعد فمن الواضح أنها ارادت المفاجأة لها مما جعلها لا ترتب انفاسها المتلاحقة التي تجعلها عاجزة امامه الأن ..تقابلت الوجوه بحزنها المتبادل بينهم وصمتت الاحاديث ومنعت الكلمات بينهم لتناظره هى بعتاب وهو يرجوها السماح ليقطع وصالهم حديث كمال الذي هم اليه ليربت فوق كتفه قائلا بمباغتة كي يهدئ الموقف بينهما ايه يا اخ نديم .. حمدالله على السلامه واكمل ممازحا ..سيبك من النحنه دي لما تروحو بيتكم ابقى اعمل اللي يقدرك عليه ربنا .
..ليقطع حديثه طرق على الباب وتهل عليهم نسائم بارده اشعرتهم بالراحة فتلك الرائحة العطرة تهديهم غاليتهم التي ولجت بعد أن فتحت لها غاليتها الصغرة وربيبتها التي توجهت وهى ټحتضنها الى الداخل وهى تهلل كالاطفال ماما جت .. والله العظيم ماما جت .
تقازف الجميع في سباق كأنهم أطفال ينتظرون عودة امهم من التسوق وهى تحمل بجعبتها الحلوي والفاكهة ولكن اليوم يقفزون لإبتغاء حلواهم في التشبع من حنانها والارتواء بعطفها الذي افتقدوه في الأيام القليلة الماضية فهى بالنسبة لهم دهرا مر عليهم في حزن وألم وخوف عليها من الفقدان تسابق الرجال ليرتمون بين احضانها فكان أوسطهم تهاتفا ولهفة للوصول وفاز لأنه الأقرب اليها فمقعده اهداه هذه الفرصة لفوزه الأن ليزاحمه الصغير بعد ذلك وهو يبدوا ببكائة هذا كطفل رضيع ضاعت منه لهايته ففقد معها هويته وامانهوها هي تعيد له الحياة مجددا بعدما ضمته بحنوها لصدرها لينتزعة كبيرهم بمداعبة وامتعاض مصطنع وهو يتفوه كالصغار وبعدين فيكم..كفاية رخامة انت وهو ..انا كمان عايز ارتاح بين