السبت 30 نوفمبر 2024

رواية بقلم منى ابو اليزيد

انت في الصفحة 12 من 38 صفحات

موقع أيام نيوز


شعرها لكن سرعان ما تذكر أنه لا يجوز شرعا استغفر الله ليولج حجرته فعلتها سبب في سلاح جديد يرد عليها ليلقنها درس في الدين
في الصباح الباكر قرر أصيل أن يرد جزء مما تفعله حين جاءت له الفرصة انتظرها أثناء وضعها الطعام على مائدة الطعام وهو يوضع قدم على الأخرى يردد بعض الشعرفور ما انتهت رمي بصره عليها بسؤال لينظر لرد فعلها لينشرح قلبه لعل تتعظ

متعرفيش شعر لوصف الشعر البني التقيل الطويل أصل بحبه أوي
ها هو شعرها دب القلق داخلها دخلت في حرب مع ضربات قلبها وتجعلها تنتظم بدلا من الزيادة المستمرة وقفت كالبلهاء لفترة من الوقت ثم صاحت فيه عاليا
واشمعني الشعر البني بالتحديد
نهض من مكانه وقف أمامها أنفاسه لفحت وجهها يعلن تحديه لها بقوله
أصل شفت شعر بني خطڤني خلاني عايز أقول فيه شعر
سعت عينيها من الصدمة اعترف بكل سهولة اشتعلت عينيها كجمرتين من الچحيم وهي تهدر فيه
أنت أزاي تشوف شعري
أصدر ضحكات عالية رفع حاجبيه لأعلى يبث فيها الضيق أكثر قائلا
هو أنا اللي شفته أنت اللي طالعة البلكونة ناسيه إن أنا موجود وجدي وحرس الفيلا أنت الغلطانة مش أنا
حاولت أن تجادله ليعود عليه الخطأ قائلة
متعودة على كده وأنا في بيتي
ضړب كفا على الأخر رمقها بنظرات عدم تصديق ليبدأ في تلقينها الدرس
لبسه الحجاب ليه مفيش جيران بتشوفك مفيش راجل ماشي في الشارع يشوفك سواء بقصد أو لا.. الحجاب ليه احترامة مش مكتوب في القرآن وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين
من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون النور 31 يبقي نتقي الله شوية أنا رايح أفطر
انتصر عليها هذا المرة ضغطت على أسنانها من الغيظ لانتصاره عليها من جهة ومن جهة أخرى تشعر بالضيق لأنه محق لا يجب الدخول للشرفة بظهور الشعر لأبد من الاحتشام والتغطية
الأمل الكاذب أحيانا يدفعنا للتمسك به دون رؤية كذبه هذا القرار الذي اتخذته جوهرة لتلجأ إلي مرام ما عليها أن تأخذ رقمها لكن من هو الذي تطلب منه الرقم لقد نسيت تأخذه المرة السابقة
انشغال وتفكير ذهنها جعل السکين تجرحها چرح بسيط أدي إلي سقوط بعض قطرات الډماء ركضت إلي صنبور المياه وضعت أصبعها تحت الماء يليها سارت للخارج تسأل الخادم عن لأزقة طبية حركت عينيها لليمين و اليسار على أمل أن تجده لكن دون جدوى مازال أصبعها يهبط بعض القطرات القليلة أصدرت صياحا عاليا عندما سمعت صوته يقول
مالك بتبصي يمين وشمال عامله زى اللي عامل عامله
نفخت من الضيق دون قصد مثل ما فعل بالسابق وحذرته هي من فعل ذلك فهذه طبيعة البشر الإنفعال والشعور يستحوذ على العقل والمعرفة لقد تلاشت أصول دينها وقالت بحنق
عامله إيه بس من فضلك سبني دلوقتي
لم يترك أصيل الفرصة التي جاءته على طبق من ذهب انتهزها على الفور لكي يلقنها الدرس الجديد أصبحت دروس الدين تأديب لكل منهما ليصلحا نفسهم ولو على خطوات قليلة فالمعرفة تثبت في العقل وحب الله يجعلنا ننفذها رد عليها بغطرسة
أنت نفختي مش النفخ مكروه وحرام للوالدين برده ولا نسيتي مش ده اللي قولت هولي
ضړبت يدها على رأسها فظهرت دماء يدها الأخرى يكره الډم لا يحب رؤيته خيال الذكريات في ذهنه غرق في بحر من الحزن لفترة وجيزة ثم عاد إلي رشده قائلا پخوف
أنت متعورة
أومأت رأسها بالموافقة قائلة بتوتر
اها عشان كده كنت عايزة عم محمود أسأله على لأزقة طبية عشان أعرف أكمل شغل
اختفي من أمامها بعد ثوان معدودة ظهر مرة أخرى يمسك علبة الإسعافات الأولية أخرج قطنه لتسد دمائها غمغم بنبرة رسمية
خدي دي
أخذته منه حتى وضعته على الچرح سرعان ما كتم الډم رأته يقدم لها لأزقة طبية حاولت تضعها مرات عديدة حتى نجحت في فعل ذلك لا تسمح لأحد يلمسها ثم قالت بنبرة ممتنة
شكرا عن أذنك هعمل الأكل
لا قضيها أي حاجة بلاش تتعبي نفسك
كلامه شل عقلها عن تشخيصه هل طيب أم شرير فعل معها الآن كل خير لم تري أي مكروه ساعدها وعذرها أراد مساعدتها في تقديم الراحة ظهرت الحيرة تقيد تعبيرات وجهها وهي ترد
أنت أزاي كده شرير ولا طيب
أبتسم ابتسامة عارمة على ثغره يفهم مقصدها جيدا رد عليها بتأكيد
هو عشان حاطط قوانين لحياتي أبقي شرير
حركت يدها بإشارة الهدوء لتفهم ما يعنيه أكثر كانت كالطفلة ذي عمر
الثلاث سنوات التي بدأت تكتشف العالم وتفهمه فتلقي كثير من الأسئلة قالت بحيرة
طيب ليه بتقول على نفسك المظلم
الظلام يعني اللون
 

11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 38 صفحات