رواية بقلم منى ابو اليزيد
شعرها لكن سرعان ما تذكر أنه لا يجوز شرعا استغفر الله ليولج حجرته فعلتها سبب في سلاح جديد يرد عليها ليلقنها درس في الدين
في الصباح الباكر قرر أصيل أن يرد جزء مما تفعله حين جاءت له الفرصة انتظرها أثناء وضعها الطعام على مائدة الطعام وهو يوضع قدم على الأخرى يردد بعض الشعرفور ما انتهت رمي بصره عليها بسؤال لينظر لرد فعلها لينشرح قلبه لعل تتعظ
ها هو شعرها دب القلق داخلها دخلت في حرب مع ضربات قلبها وتجعلها تنتظم بدلا من الزيادة المستمرة وقفت كالبلهاء لفترة من الوقت ثم صاحت فيه عاليا
واشمعني الشعر البني بالتحديد
نهض من مكانه وقف أمامها أنفاسه لفحت وجهها يعلن تحديه لها بقوله
أصل شفت شعر بني خطڤني خلاني عايز أقول فيه شعر
أنت أزاي تشوف شعري
أصدر ضحكات عالية رفع حاجبيه لأعلى يبث فيها الضيق أكثر قائلا
هو أنا اللي شفته أنت اللي طالعة البلكونة ناسيه إن أنا موجود وجدي وحرس الفيلا أنت الغلطانة مش أنا
حاولت أن تجادله ليعود عليه الخطأ قائلة
ضړب كفا على الأخر رمقها بنظرات عدم تصديق ليبدأ في تلقينها الدرس
لبسه الحجاب ليه مفيش جيران بتشوفك مفيش راجل ماشي في الشارع يشوفك سواء بقصد أو لا.. الحجاب ليه احترامة مش مكتوب في القرآن وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين
انتصر عليها هذا المرة ضغطت على أسنانها من الغيظ لانتصاره عليها من جهة ومن جهة أخرى تشعر بالضيق لأنه محق لا يجب الدخول للشرفة بظهور الشعر لأبد من الاحتشام والتغطية
الأمل الكاذب أحيانا يدفعنا للتمسك به دون رؤية كذبه هذا القرار الذي اتخذته جوهرة لتلجأ إلي مرام ما عليها أن تأخذ رقمها لكن من هو الذي تطلب منه الرقم لقد نسيت تأخذه المرة السابقة
نفخت من الضيق دون قصد مثل ما فعل بالسابق وحذرته هي من فعل ذلك فهذه طبيعة البشر الإنفعال والشعور يستحوذ على العقل والمعرفة لقد تلاشت أصول دينها وقالت بحنق
عامله إيه بس من فضلك سبني دلوقتي
لم يترك أصيل الفرصة التي جاءته على طبق من ذهب انتهزها على الفور لكي يلقنها الدرس الجديد أصبحت دروس الدين تأديب لكل منهما ليصلحا نفسهم ولو على خطوات قليلة فالمعرفة تثبت في العقل وحب الله يجعلنا ننفذها رد عليها بغطرسة
أنت نفختي مش النفخ مكروه وحرام للوالدين برده ولا نسيتي مش ده اللي قولت هولي
ضړبت يدها على رأسها فظهرت دماء يدها الأخرى يكره الډم لا يحب رؤيته خيال الذكريات في ذهنه غرق في بحر من الحزن لفترة وجيزة ثم عاد إلي رشده قائلا پخوف
أنت متعورة
أومأت رأسها بالموافقة قائلة بتوتر
اها عشان كده كنت عايزة عم محمود أسأله على لأزقة طبية عشان أعرف أكمل شغل
اختفي من أمامها بعد ثوان معدودة ظهر مرة أخرى يمسك علبة الإسعافات الأولية أخرج قطنه لتسد دمائها غمغم بنبرة رسمية
خدي دي
أخذته منه حتى وضعته على الچرح سرعان ما كتم الډم رأته يقدم لها لأزقة طبية حاولت تضعها مرات عديدة حتى نجحت في فعل ذلك لا تسمح لأحد يلمسها ثم قالت بنبرة ممتنة
شكرا عن أذنك هعمل الأكل
لا قضيها أي حاجة بلاش تتعبي نفسك
كلامه شل عقلها عن تشخيصه هل طيب أم شرير فعل معها الآن كل خير لم تري أي مكروه ساعدها وعذرها أراد مساعدتها في تقديم الراحة ظهرت الحيرة تقيد تعبيرات وجهها وهي ترد
أنت أزاي كده شرير ولا طيب
أبتسم ابتسامة عارمة على ثغره يفهم مقصدها جيدا رد عليها بتأكيد
هو عشان حاطط قوانين لحياتي أبقي شرير
حركت يدها بإشارة الهدوء لتفهم ما يعنيه أكثر كانت كالطفلة ذي عمر
الثلاث سنوات التي بدأت تكتشف العالم وتفهمه فتلقي كثير من الأسئلة قالت بحيرة
طيب ليه بتقول على نفسك المظلم
الظلام يعني اللون