قصة كاملة بقلم سارة نبيل
عصير وبعض الشطائر مد يده ووضعهم بينهم ثم قال
_عارف إن لو قولتلكم تعالوا تاكلوا حاجة مش هتوافقوا اتفضلوا دي حاجة بسيطة على الأقل علشان تقدروا تقفوا على رجليكم وأتمنى محدش يعترض.
قالت فادية وهي تمسح دموعها
_والله يا بني أنا محرجة منك .. إنت من الصبح واقف معانا وشيلت هم مش همك..
_لو سمحتي يا حاجة متقوليش الكلام ده صدقيني أهم حاجة بنت حضراتكم تكون بخير وتقوم بالسلامة اعتبريني زي ابنك...
_الله يباركلك يا أمي.
اخفضت غصون عيونها وفركت إيديها بتوتر بدأ يسيطر عليها في وجوده استعانت بالحوقلة والإستغفار..
في حاجة غريبة أووي أيه إللي بيحصل ده!!
قلبها!!! بيدق بطريقة مرعبة جدا دا إللي كانت بتدعي دايما إن ميصبهاش ..
فضلت تضم إيديها بقوة .. دلوقتي بتتمنى إنها تهرب في أي مكان...
قرب عدي منها ومد إيده ببعض العصائر والشطائر وقال وداخله مضطرب لمجرد الحديث معها
_اتفضلي يا آنسة غصون حاجة بسيطة بقالك فترة هنا وجاية من الشغل.
بلعت ريقها وحاولت تخرج صوتها وهي حاسة بالحرج والإضطراب تنحنحت وقالت بتحشرج وصوت متقطع
_يعني هتكسفي إيدي يا آنسة غصون يلا اسمعي الكلام وخوديها الله يهديك..
أماءت برأسها وسحبت ما بيده دون أن تنظر
_شكرا يا بشمهندس.
ابتسم وقال ببعض المرح
_إحنا مش في الشغل .. تقدري تقولي عدي بس بلاش بشمهندس ..
احمرت وجنتيها وكان لابد من الهروب وقفت بتوتر وهرولت وهي تقول بتوتر
خرجت بعيدا وسندت على أحد الجدران وهي تتنفس پعنف واضعة يدها على قلبها
_لطفك يا الله .. أول مرة يحصلي كدا في حياتي .. بجد وجوده خطړ جدا..
غابت الشمس وكان لابد لها من العودة للمنزل بعد أن استعادت أنفاسها وهدأت دقاتها عادت لهم..
قال لها العم سيد
_يلا يا غصون روحي إنت يا بنتي كفاية عليك كدا مينفعش تتأخري أكتر من كدا..وإنت يا بشمهندس عدي كتر خيرك يا ابني من صباح ربنا وإنت واقف على رجلك..
قالت غصون وهي تودعهم
_حاضر يا عم سيد وإن شاء الله هاجي أشوف مسك بكرا بعد ما تفوق.. لو إحتاجتي أي حاجة كلميني يا خالتي فادية..
_ماشي يا بنتي .. يلا روحي علشان متتأخريش وابقي طمنيني إنك وصلتي..
_حاضر .. مع السلامة..
واستدارت راحلة دون أن تنظر خلفها..
_لو في أي حاجة متتردتش ترن عليا يا عم سيد وأنا هتابع معاك...
_إن شاء الله يا بني ربنا يبارك فيك..
_السلام عليكم.
_وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
وخرج عدي خلف غصون التي وقفت تنتظر سيارة أجرة من تلك المنطقة البعيدة..
وجدها تقف بمثل هذا الوقت وفي تلك المنطقة فوقف عاجزا حائرا لا يدري ماذا يفعل!.
أيعرض عليها أن يوصلها أم ماذا..!
اقترب منها ببطء حتى وقف خلفها وقال بهمس
_آنسة غصون..
الحلقة السابعة 7
سمعته بينادي بإسمها بصوت منخفض فأغمضت عيونها جامد ولم تستدير أو حتى تجيب..
عندما لم يجد منها رد أدرك أنها تتحاشى الحديث معه بعرض الطريق وعاتب نفسه على ذلك فاستدار هو الأخر معطيا ظهره لها وقال وهو على حاله
_مينفعش تروحي لواحدك في وقت زي ده والمكان بعيد ممكن أوصلك أو أركب معاك التاكسي لغاية ما توصلي بيتك.
اټصدمت من كلامه بس أدركت إن دا مجرد موقف شهم منه ولو كان أي شاب ابن ناس مكانه كان موقفه هيبقى زيه..
قالت غصون برفض تام ومازالت على حالتها
_شكرا يا بشمهندس مينفعش بأي شكل من الأشكال أركب مع حضرتك ولا تركب معايا التاكسي دا كمان ميصحش ربنا هيسهلها وهقدر أروح لواحدي .. كمان مينفعش أقف اتكلم معاك في الشارع عن إذنك..
وسارت بعض خطوات مبتعده عنه لكن ظلت تحت أنظاره لم يغضب ولم تثار حفيظته بل ابتسم بخفة وسار نحو سيارته وهو يقول
_شاطرة يا غصون الحب في قلبي بس شكلك عڼيفة أوي على العموم نقف نستنى لغاية غصن ما تركب ونطمن إنها وصلت بخير.
ركب سيارته وظل منتظر بها وهي منتظرة سيارة أجرة لمحته وهو داخل السيارة ولم يرحل فابتسمت في الخفاء..
أشارت سريعا لسيارة أجرة سائقها رجل مسن فتوقف لها وركبت لينطلق بعدما املته العنوان...
بينما تحرك عدي خلف السيارة سندت رأسها على زجاج الشباك ولمحته من المرايا وهو وراها وظل يسير خلفها حتى توقفت سيارة الأجرة أمام منزلها ليتوقف بعيدا وهو يشاهدها تترجل من السيارة..
التقطته قبل أن تدخل فتبسمت وصعدت بحماس..
بينما هو فدار بسيارته عائدا لمنزله وردد وهو يتنهد
_الحمد لله سلامتك يا غصني كدا أنا إرتحت..
_أخيرا شرفتي يا ست غصون..
_هو أنا غبت يا هدهد أنا جيت عالطول أهو..
قالتها وهي تقبل وجنتها لتلكزها والدتها بكتفها وقالت بتذمر
_شاطرة تتصلي بأبوك وأمك تنسيها خالص كدا..
_اللاه إنت زعلتي يا بيضة بس على فكرا أنا قولت لعبدو يقولك لأن الوقت كان متأخر..
_يلا