قصة كاملة بقلم سارة نبيل
.. الشاي يا جلالة الملك الشاي يا جلالة الملكة..
_بطلي لماضة يا بت..
_أديني سكت..
أجلى والدها صوته وقال بهدوء
_الموضوع إللي كنت قولتلك عليه يا غصون لقيت إتصال من واحد بيقول إن بيشتغل في الشركة إللي بتشتغلي فيها أسمه حازم حكيم..
ابتسمت غصون وقالت بصدق
_فعلا يا بابا أخد رقمك وقالي إن عايز حضرتك في شغل خشب بعد ما عرف إنك شغال في الخشب وأنا قولت خير رزق من عند الله..
عقدت غصون حاجبيها بتعجب وتسائلت
_أمال أيه .. مع العلم هو قالي كدا..
ابتسم والدها لصدق نواياها وقال
_استاذ حازم طالب إيدك ولقيته جاي لغاية هنا كمان عرفنا على نفسه وحكلنا على كل أموره وكل إللي عنده وفي الأخر قلنا على اسمه بالكامل علشان لو سألنا عليه وأنا قولت أقولك قبل ما نقرر أي حاجة..
اهتز ثباتها ولم تدري بماذا تجيب!!
حاولت إبتلاع ريقها الذي جف ورددت بتيهة
_حازم..!!! يعني مش عارفة إتفاجأت جدا..
طب إنت قولت أيه يا بابا ولا رأيك أيه..
قال الأب بعقلانية
_والله يا بنتي مبدئيا الشاب واضح عليه ذوق ومحترم وكمان أول ما خرج من هنا سألت عليه كام واحد معرفة كدا ومحدش قال عليه كلمة وحشة أسرته كويسة والده مټوفي وهو بنى نفسه بنفسه .. دا يعني كسؤال مبدئي بس قولت الكلمة الأولى والأخيرة لك قبل ما يجي ويدخل البيت وتقعدي معاه..
_براحتك خالص يا غصون خدي وقتك حتى من قبل ما يجي ومش هيضر يا بنتي لو جه وقعدتي معاه وشوفتي هيبقى في قبول ولا لا وهترتاحي ولا لا..
وإنت قرارك في الأول والأخر إللي هيمشي ومحدش هيجبرك على حاجة..
كل ما تريده الآن الإنفراد بنفسها ومناجاة ربها تريد الإختلاء والإختباء عن الأعين..
تصنعت المرح وغصبت إبتسامة كاذبة على فمها قائلة وهي تسحب كوبها ثم تقف
هرولت لغرفتها وولجت بداخلها ثم أغلقت خلفها مستندة على الباب وهي تضع يدها على قلبها بأنفاس سريعة وأعين متسعة مترقرقة بالدمع..
خرجت للشرفة سريعا تتنفس ثم رفعت رأسها للسماء وبمجرد ما نظرت إليها فاضت أعيونها بالدموع..
وقالت بستنجاد
أنا خاېفة من الۏجع يا حنان طب أقولك بالله عليك يارب لو الموضوع ده في شړ أبعده من بعيد لبعيد من أقبل ما يدخل البيت .. لو مفيش نصيب ابعده بما شئت وكيفما شئت يارب من قبل ما يتسبب في چروح..
لو في شړ اصرفه عني يارب ولو في خير قربه مني يارب..
أصلا أنا مليش غيرك .. إنت كل حاجة طب أقولك أنا أصلا مليش حد أروحله واحكيله ومحدش هيفهمني زيك يارب العالمين .. إنت فاهمني من غير ما أتكلم صح..
إنت ركني الشديد وحبلي المتين يا الله..
إنت إللي فاهم غصون بالله عليك ما تسبني ولا تتركني إلى نفسي فتهلكني...
تعرف أنا هعمل أيه دلوقتي أنا هسيب الأمور كلها لك .. أنا بطلب منك يارب تتولى أمري وترتبه أنا واثقة في إللي عندك..
دبر لي أمري فأنا لا أحسن التدبير يا الله ...
ولم تدرك من لهفتها في دعاءها وحديثها مع الله أنا تستحلفه بإسمه العظيم لكن الله رحيم جدا وحنان على عبادة فليس هناك تكاليف في الحديث مع رب العزة
ادعو فقط بيقن ومن قلبك حتما الله يستمع لكل كلمة وكل همسة .. الله حبيبك ... الله أقرب حد لك فقط انظر للسماء.
توضأت وصلت ركعتان قيام ليل تلتزم بهم خلف صلاة العشاء للضمان لأنها قلما ما تستيقظ ليلا فهذا أفضل من العدم..
أكثرت من الدعاء وختمت صلاتها بالشفع والوتر ثم جلست تقرأ في كتاب الله متسلحة به في كل الصعاب..
شردت قليلا ثم همست
_ربنا هيدلني .. توكلي عليه يا غصون إنت هتشيلي هم ليه وتفكري وتجهدي نفسك سيبيها على الله وسلمي أمورك لله .. ومن يتوكل على الله فهو حسبه..
إجابة ربنا هتجيلي بكرا .. أنا واثقة..
_غصون حبيبتي وأخيرا بقيتي حلالي .. كنت واثق ومتيقن إن دعواتي كلها هتستجاب..
نظرت له بحب مختلط بالخجل وهمست
_وأخيرا يا عدي أنا كمان دعيت كتير وكنت متلغبطة أووي بس الحمد لله ربنا قادر على كل شيء.
قبل جبينها ثم باطن كفيها قائلا بعشق وحنان
_تعرفي أنا حلمت بيك قد أيه .. وبقالك قد أيه مرافقة أحلامي مش بتسبيها .. بس الحمد لله غصون لعدي وبس مستحيل كنت أتنازل عنك ولا أقدر على بعدك يا غصون وجذور الحب بقلبي .. أنا مش مصدق عيني..
ترقرق الدمع بعينيها النجلاوين ورددت
_غصون لعدي وبس ... وعدي لغصون بس .. أنا ولا هسيبك