السبت 30 نوفمبر 2024

قصة مشوقة بقلم منى محمود

انت في الصفحة 22 من 22 صفحات

موقع أيام نيوز


كرسي السائق .. كان يقود بأقصي سرعه خصوصا بعد ما استعادت نرجس وعيها ولكنها كانت في حاله معاكسة تماما لحاله الاڼهيار التي إصابتها منذ قليل كانت هادئة تماما نظراتها حائرة ملتاعه وبأعين زائغة تجول ببصرها المرتجف تارة بين محمود وآخري بين مؤمن وتارة أخري بين الطريق
حاول محمودالتحدث معها
لكنة فشل وعندما حاول لمسها سحب يديها بسرعه وفتحت عينيها علي وسعهما وأخذت تردد بسرعه

عايز تقتلني صح صح رايحين تقتلوني صح يلا طيب يلا بسرعه عايزة اروح ل على بسرعه ضحكت بشدة بتبصلي كدة ليه فاكرني مش عايزة اټقتل لا لا ابدا انا جاهزة اهو قامت بالاستقامة في جلستها يلا بقا لحسن زمان علي زعلان مني اني اتاخرت عليه كل دا وسيباه لوحدة نظرت إلي محمود متخفش مش هأخرك اقټلني بسرعه وروح ل مراتك انا عارفه انك مبتحبش تتأخر عنها اول ما اموت روح بقا واقعد معاها براحتك فتحت عينيها علي وسعهما مرة أخرى كأنها تذكرت شيئا اه صح كنت هنسي اوعي يا محمود متدفنيش جمب على هزعل منك بجد لازم نكون سوا نونس بعض هه اوعي تنسي يلا بقا انا جاهزة اهو يلا
لم يجرؤ أحد منهم علي الرد عليها محمود الندم يأكل بقلبه و مؤمن اعتصر الحزن قلبه عليها فقد دموعهم التي تلمع داخل أعينهم هي كل ما استطاعوا فعله
مر ثلاث ايام آخري ...
استطاع فيهم مؤمن إثبات أن ۏفاة الطفل طبيعيه وإثبات أيضا أن نرجس مريضة وتحتاج إلي علاج نفسي وقام باخذها الي المشفي الخاص بأخيه وأوصاه عليها جيدا
أما محمود فبعد أن قام بډفن ابنه الوحيد فخيرتة هبه بين أن تبقي نرجس علي زمتة أو تبقي هي ومهما حاول الحديث معاها بلا فائدة كان قرارها حاسما وعلي عكس ما توقعت هبه تماما فقد فاجاءها محمود و فاجىء الجميع بقراره وقام بتطليق هبه نهائيا طلقة بائنة بلا رجعة ويظل يتردد علي

المشفي لمتابعه حاله نرجس وكل ليلة يدعو من الله أن يسامحة ويرجع إليه زوجته ويقسم أنه سوف يعوضها عن ما عانتة في حياتها وكان هو سببا من أسبابه
عبد الهادي وإسماعيل و رقيه سافرو الي بلدهم مرة أخري وعندما يسألهم أحد من القريه عن نرجس يخبروة أنها ماټت ولا يرودن الحديث عنها بعد الآن ... عادو إلي حياتهم سريعا وكأن شيئا لم يكن فكانو كالذين ذكرهم الله تعالي في كتابة العزيز
ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسۏة ۚ وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار ۚ وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء ۚ وإن منها لما يهبط من خشية الله ۗ وما الله بغافل عما تعملون
البقرة 74
وها هو محمود يقف مع إيهاب الدكتور المتابع لحاله نرجس يطمئن علي أحوالها غافل عن ذلك العاشق الذي يقف عن بعد ينظر إليها بحزن شديد غير قادر علي مساعدتها كل ما يستطيع فعله هو الدعاء لها بالشفاء والصبر علي ما أصابها
أما نرجس ...
فقد فقدت كل معالم الحياة تجلس علي سريرها بغرفة المشفي تبكي پألم لا تستطيع الكلام مهما حاول معها إيهاب كانت شاردة بعالم أخر لا يوجد به سوي صغيرها حبيبها على تارة تراة مبتسما فتبتسم هي الأخري وتارة تراة عابسا فتبكي بشدة دون كلام فالۏجع بداخلها اكبر من اي حديث يمكن أن يقال
مازلت أؤمن أن الإنسان لا ېموت دفعة واحدة و إنما ېموت بطريقة الأجزاء كلما رحل صديق ماټ جزء وكلما غادرنا حبيب ماټ جزء وكلما قتل حلم من احلامنا ماټ جزء فيأتي المۏت الأكبر ليجد كل الاجزاء مېتة فيحملها ويرحل 
جبران خليل جبران
تمت ....

 

21  22 

انت في الصفحة 22 من 22 صفحات