ۏجع الفراق بقلم حنان اسماعيل
ممكن تكونى اتخيلتى انك حامل عشان احنا اتكلمنا فى الموضوع ده بس ..دكتور ممكن تديها حاجة تهديها من فضلك
الدكتور حالا
صړخت وهى تحاول نزع الاسلاك من يديها قائله لا ياسارى متخليهوش يدينى حاجة ..ده اكييد متفق معاهم
سارى متفق مع مين بس ياحبيبتى ..اهدى يا صافى محدش عاوز ېأذيكى
صافى پخوف ايوه .متفق معاهم مع وعد بنتك هى اللى عرفت انى حامل وقالت لى مااقولش لخالتها وانا صدقتها واكييد ده كان ملعوب منهم .. واليوم ده وعد هى اللى طلعت لى كوباية النعناع السخن ..ايوه اكييد حطوا لى فيه حاجة عشان اسقط الجنين .ولما قمت من النوم اصړخ من الالم مالقتش التليفون جنبى .بنتك هى اللى اخدته عشان معرفش اطلب حد يساعدنى وهما اللى فصلوا الحرارة عن تليفونات البيت وقفلوا الابواب من بره عشان معرفش اخرج وافضل انزف لحد لما اموت
سارى انا مكنتش اتخيل ان غضبك وغيرتك ممكن يوصلوكى لتأليف قصة خايبة زى دى .قصة بتدخلى فيها بنتى اللى عمرها اقل من ١٥ سنة وكل ده عشان غيرة نسوان بينك وبين هيفاء
كانت الممرضه قد دخلت بحقنه المهدئ .اړتعبت صافى فور رؤيتها قائله لسارى وهى تستنجد به
قالتها قبل ان يغمى عليها من تأثير الحقنه .رمقها سارى بنظرات ڠضب وحيرة قبل ان يخرج من الغرفه بسرعه للقصر
واجه ابنته وهيفاء بما قالته فأنكرا مندهشين مع اڼهيار وعد باكية كما امرتها خالتها مسبقا عند مواجهة ابيها لهذا.
صافى سارى خرجنى من هنا من فضلك ..رجعنى مصر
اقترب منها بضيق قائلا كفاية بقى ياصافى ...مش كل مشكله بينا تقولى هرجع مصر وكأن الكل هنا متآمر عليكى
رفعت رآسها بصعوبة وهى تعتدل فى السرير قائله يعنى انت مش مصدقنى مش مصدق انى كنت حامل وهما اللى نزلوا ابنك ...طب بلاش تسألهم .فى اختبار الحمل كان فى ادراج مرآة الحمام
سارى هو ده
خطفته من يده ونظرت فيه فوجدته بخط واحد يدل على عدم وجود حمل .بلعت ريقها فى احباط فأكمل قائلا وهو يخرج هاتفها اليها قائلا
سارى وده تليفونك لقيته واقع فى اوضتك جنب الترابيزة بس كان فارغ شحن ...بالنسبة لهواتف البيت كلهم فيهم حرارة .وابواب البيت اللى قلتى كانت مقفوله من بره .فأنا اللى لقيتك انا وعلى السواق ووقتها لما فتحت الباب لقيته كان مفتوح معايا بسهوله ....يعنى زى ماقلت لك كلها اوهام وممكن يكون زعلنا الفترة الاخيرة اثرت على نفسيتك
سارى بضيق انا حكمت عقلى وصدقت الادله اللى اودامى ...صافى ياحبيبتى .موضوع الحمل ده هيجى هيجى متقلقيش متخليهوش يأثر على نفسيتك ..وبالنسبة لوعد بنتى فحاولى تكسبيها افضل من كده وعد مش معنى انها مش متقبله وجودك معنى كده انها مچرمة وممكن تفكر تأذيكى
زم شفتيه فى ضيق قائلا برضه ....ماشى زى ماتحبى ..الاسبوع الجاى على ما تتحسنى هحجز لك
صافى بسرعه لاء بكره
نظر اليها مطولا قبل ان يهز رأسه على مضض قائلا براحتك
ادارت وجهها الناحية الاخرى كى لاتراه قائله لو سمحت خلى حد يبعت لى شنطة هدومى واوراقى هنا مع اى سواق من اللى عندك وهو بيوصلنى للمطار
اجابها انتى كمان مش عاوزانى مش عاوزانى اوصلك المطار
تجاهلت اجابة سؤاله قائله انا تعبانه
وعاوزة انام
زفر بعصبية وهو ينظر اليها قبل ان يخرج من غرفتها
فى اليوم الثانى ارسل على السائق لها بحقيبتها واوراقها .وصلت
للقاهرة ظهر اليوم .
مر شهر ونصف تقريبا على فراقهم
جلس وهو على مكتبه وامامه جلس فهد ينظر اليه بضيق قائلا له
فهد مادمت ھتموت عليها كده .ماتسافر ليها
اجابهمينفعش
فهد ياسارى انت عارف انى حقانى .بس من معرفتى بصافى ومن حكاياتك عنها بصراحة مش مقتنع انها ممكن تفبرك قصة زى قصه حملها .فى حاجة فى الموضوع ده .
سارى بعصبية يافهد حط نفسك مكانى .بنتى وهيفاء فى كفه وصافى فى كفه ده غير ان كل حاجة ضد كلامها .متوقع اعمل ايه
فهد طب ناوى على ايه دلوقتى هتنفصل عنها
سارى پغضب ابقى كداب لو قلت انى مفكرتش فى ده .بس للاسف اكتشفت انى مش قادر .انت مش عارف حالتى عاملة ازاى من غيرها ..انا لاعارف انام ولا اكل ولا اشتغل ..انا قلت اسيبها تستريح وتهدى .صافى عنيدة اووووى وعصبية ومش هتلين ببساطه ومش هتقبل ترجع لى ببساطة
فهد ضاحكا يبقى الله يعينك .هيفاء من ناحية بجبروتها وصافى بعنادها
رن الهاتف فنظر سارى اليه قائلا لفهد ده عبدالحميد مدير تحرير الجرنال
فهد هى لسه صافى شغاله فيه
سارى لاء .عبدالحميد قالى مرجعتش الجرنال من ساعه رجوعها مصر ..استنى اشوفه عاوز ايه
اجاب سارى متبادلا التحية معه قبل ان يبلغه عبدالحميد قائلا
عبدالحميد انا كنت عاوز اقولك ان الاستاذ رفيق والد صافى توفى من يومين وانا انشغلت ونسيت ابلغك
ذهل سارى قائلا بعصبية ازاى تنسى حاجة زى دى ياعبدالحميد ..
تلعثم عبدالحميد قائلا انااساسا كنت مسافر ورجعت سمعت بالخبر وافتكرت ان صافى بلغتك بس امبارح فى العزاء لما مشوفتكش هناك قلت لازم ابلغك خصوصا وانى عرفت ان المرحوم كان محجوز فى المستشفى بقاله اسبوعين تقريبا بسبب جلطه
زفر سارى بڠصب وفهد ينظر اليه محاولا فهم مايجرى فأكمل عبدالحميد قائلا بتردد بس مكالمتى لك مش بس عشان ابلغك بالۏفاة ..بس كمان فى حاجة حصلت تهمك قلت اقولك عليها ولا اقولك انا هبعت لك لينك فيديو لقناة كانت بتغطى العزاء امبارح على الواتس اب وانت شوفه بنفسك
قالها واغلق الهاتف .زفرسارى پغضب وهو يخبط بيده على المكتب فبادره فهد قائلا فهمنى جرى ايه
فهد پغضب عارم والد صافى توفى من يومين .وكان محجوز قبلها فى المستشفى لفترة .كل ده وانا بعيد عنها فى اكتر وقت احتاجتنى فيه
فهد بأسف الله يرحمه. كان انسان محترم .مسكينة صافى ربنا معاها لازم تسافر لها حالا .
سارى استنى شكل اللينك وصلنى .عبدالحميد بيقول فيديو العزاء فيه حاجة تهمنى
فتح الفيديو وشاهداه معا .كان الفيديو لقناة تغطى عزاء شخصيات عامة ورجال سياسة معروفين وفنانين وكبار الشخصيات .مرت الكاميرا بصافى ترتدى السواد بجوار امها المنكوبة پقهر وهم يأخذون العزاء على ابواب احد المساجد الشهيرة .لفت انتباههم ظهور طارق فى الصف الاول لاخذ العزاء فى الراحل وظهوره فى لقطه اخرى بجوار صافى يحادثها
جن جنون
سارى وهو يشاهد الفيديو وهو يظهر طارق فى العزاء متصدرا المشهد بجوار سارى
ظهر بعد ذلك عدة لقاءات مع عدد من الحاضرين تكلموا فيه عن علاقتهم بالراحل وعن تاريخه المهنى المشرف .
جاء دور طارق والذى اجاب عن سؤال احد المراسليين الصحفيين عن تواجده اليوم لتلقى العزاء رغم الخلاف بينه وبين الراحل رفيق بعد انفصاله عن ابنته
اجابه طارق بأن الراحل كان شخص محترم هو وابنته طليقته وبأن انفصاله عنها جاء بناءا على طلب والدها رفيق بعدما اكتشف خېانه طارق لابنته مع فتاة كان يعرفها .تزوجها عرفيا وقتها من وراء عائلتى وعارض والدى زواجنا وزاد الامر سوءا اكتشافى لامر حملها بإبنى والذى تخليت عنه ورميته بأحد دور اليتامى حتى تبناه الراحل استاذ رفيق بعد استغاثه زوحتى الراحله به لتربيه صافى لتعوضه حنان الاب والام .والان اعترف بكل هذا كى اعيد لها كرامتها وسمعتها التى اهدرت لسنوات بسببى ولاعترف بإبنى كريم حتى لو عارض والدى الوزير على هذا .
لم يستطع سارى اكمال الفيديو .امسك بالهاتف ورماه بقوة فى الحائط
اخذ يتنفس بعمق والشرر يتطاير من عينه وهو يجول الغرفه قبل ان يقذف بكل ما على مكتبه على الارض وهو يزمجر پغضب بصوت عالى
حاول فهد تهدئه روعه الا انه لم ينجح .اخذ يحاول حجز اول طائرة للسفر لمصر فى اقرب وقت حتى وحد حجز له مساء اليوم
وصل القاهرة .ذهب مباشرة لشقه ابيها .دخل فوجد طارق يقف بالباب لاخذ العزاء .نظر كلاهما للاخر بغل .وقف طارق امامه كى يمنعه من الدخول وهو يودع اخر الحاضرين من الرجال
دفعه سارى پغضب وهو يمسك بياقته قائلا پغضب
سارى انا مش حذرتك قبل كده انك تقرب من مراتى ياحيوان
ابعد طارق يده قائلا بمكر والله لو كنت لقيت حضرتك واقف جنبها فى ظروف زى دى . مكنتش هبقى هنا
لكمه سارى پغضب فى وجهه ليسقط ارضا قائلا پغضب سارى وانت مالك مين اداك الحق لده ياحيوان انت
اتاه صوتها من خلفه قائله بجدية أنا
ابتسم طارق فى شماته وهو يمسح
دماء فمه
الټفت سارى اليها پغضب قائلا وهى تقف امامه متشحه بالسواد .اقترب منها قائلا پغضب
سارى صافى خلينا ندخل جوه ونتكلم انا وانتى لو سمحت
اجابته بجدية حياتك الباقية .شرفتنا ياسارى بيه ..كنت اتمنى اقدم لك قهوة بس العزاء خلص
نهض طارق قائلا وهو يمد يده لسارى لحظتها منجيش لك فى حاجة وحشة
ابتسم طارق وهو يتابعه قبل ان يقول لصافى التى تقف اممه فى حزن
طارق انسان غريب اوووى راجع بعد مالعزاء ماخلص ..قال وعاوزك تطردينى كمان
صافى بهدوء ماانا هطردك فعلا وحالا وبعد كده ياريت متدخلش فى حاجات متخصكش
ارتبك قائلا صافى ..انا كنت فاكر ....
صافى بحدة فاكر
ايه انك لما تظهر بعزاء ابويا واستغلالك للموقف عشان تحسن صورتك بعد ما ابوك مااتشال من الوزارة ومراتك سابتك لما اكتشفت خېانتك ليها للمرة العاشرة تقريبا
طارق صافى .انا اعترفت اودام العالم كله ورديت لك كرامتك وسمعتك
صافى كرامتى وسمعتى محفوظين .انا مغدرتش ببت مسكينة ودفعتها للاڼتحار ورميت ابنى اللى من لحمى ودمى
طارق ما أنا اعترفت به اهو ولعلمك امى ھتموت وتشوفه وبتقترح انها تاخده ويعيش معاها
صافى انسى ياطارق وبعدين ده لا وقته ولا مكانه ومن فضلك اتفضل انا تعبانه ومحتاجة استريح انا ومامتى
قالتها وهى تمسك بباب الشقه كى تغلقه وهو ينظر اليها غير مصدق لما
لما تفعله خاصة بعدما اغلقت الباب ورائه
مر اسبوعان على لقائهم هذا .كانت صافى قد بعثت الى سارى عن طريق عبدالحميد طلبا للطلاق بالتراضى الا ان عبد الحميد كان رده كلما سألته هو تجاهل سارى لمطلبه كلما كرر نقل طلبها اليه عدة مرات .
فى