براثين اليزيد بقلم ندي حسن
تبغضهم في ذلك المنزل إلى أن خرجت حيث الحديقة الكبيرة أخذت تسير بها وهي واضعة يدها أمام صدرها ربما يساعدها هذا الهدوء في التفكير بحياتها!..
إذا لتفكر..
ولكن قد استمعت إلى صوت يأتي من بعيد نسبيا ذهبت على حذر إلى مكان الصوت وهي تفكر ربما أن يكون يزيد سارت بحذر إلى هناك ولم ترى أحدا حاولت أن تبحث بعينيها ولكن لم يكن هناك أحد حقا استدارت لتعود مرة أخرى ولكن خرجت منها صړخة مدوية قد يكون استمع إليها كل من في المنزل ولكن وضع يزيد
تحدث في أذنها بخفوت وهو يضع يده على فمها مانعا إياها من الصړاخ
اهدي مفيش حاجه تخوف ده ليل
كان جسدها بأكمله يرتجف من هول المظهر الذي رأته فقد استدارت لتعود مرة أخرى ولكن قد رأت كائن أسود اللون لا ليس بأسود أنه حالك السواد قاتم يحمل وسامة لم تراها من قبل هو لماذا لا يضحك هكذا دوما إن ضحكته تداوي چروح ابتسم إليها بمكر ونظرة لعوب ثم تحدث قائلا
تعالى أعرفك عليه
حاولت سحب يدها منه معارضه حديثه بشدة ثم قالت بصوت غير مفهوم وكلمات غير مترابطة
لأ.. لأ بص.. يزيد أصل.. أنا لأ مش هعرف مش بتاعة خيول أنا.. أصل بص بس هقولك استنى
وقف ينظر إليها محاولا حجب تلك الضحكات التي يريد أن يترك صراحها ل تدوي في أرجاء المكان فقد كان مظهرها هذا محبب إلى قلبه بالإضافة إلى حركاتها وتلك الكلمات التي لم تستطيع إخراجها جعله يريد الضحك بشدة..
أنا عمري ما ركبت أم أنها تتخيل فقط أنه تغزل بها حقا لقد قال كلمات بسيطة ولكن أثرها دائم عليها أحمرت وجنتيها بشدة لقد خجلت أكثر من السابق
استكمل حديثه قائلا بهدوء وابتسامة
وكمان ليل مش پيخوف هو بس شكله مهيب تحسيه شايل قساوه وممكن يؤذيكي لكن هو مش كده أبدا
يعني زيك
ابتسم باتساع وهو يدير وجهه للناحية الأخرى فهي إذا تراه هكذا!.. عاد بنظرة إلى عينيها ومن ثم تحدث بهدوء وصوت أجش يبعث القشعريرة داخل أنحاء جسدها
هو أنت لون عينيكي ايه شويه أشوفها لون البحر وشويه تكون لون الزيتون وشويه لون الخضرة
نكست رأسها للأسفل تبتسم بخفوت وخجل ثم رفعت رأسها تنظر إليه وتحدثت قائلة بهمس يكاد أن يسمع
لونها أخضر زي خضرة الأرض بالظبط بتخلي الواحد يتوه جواها
سعدت كثيرا بحديثه ومصارحته هذه فقد كانت تحتاج إلى ذلك وبشدة تريد شيئا يخرجها من قوقعة أفكارها ابتسمت إليه وقالت بهدوء من الخجل وما يفعله ولكنها سعيدة بقربه وحديثه سعيدة بتواجده جوارها تحدثت قائلة وهي تنظر إلى الأرض
لونها أزرق
سألها مرة أخرى وهو على وضعه قائلا
وجدت نفسها تجيبه بخفوت وصوت رقيق يحمل الأنوثة بين طياته
أنا مش ببعد يا يزيد
وتحدث قائلا بهدوء
ريحة الياسمين دي جميلة ورقيقة زيك
إذا لتبتسم هي الأخرى ولما لا ف ابن عائلة الراجحي تغير ويوم بعد يوم يقترب منها ويغازلها لتبتسم وتسعد ربما تكن هذه بداية السعادة معه..
تريث يزيد ثم عاد إلى الخلف قليلا ويده خلف ظهرها كما هي ولكن اليد الآخرى حررت ذراعيها لتستقر فوق وجنتها قال بهدوء شديد وابتسامة تزين ثغره
بالليل هتركبي الخيل زي ما اتفقنا! ولا رجعتي في كلامك
لأ مرجعتش في كلامي متوجهة إلى داخل المرحاض مغلقة بابه عليها تحتمي من نظراته وكلماته التي تزيدها خجلا لا تدري هل هكذا ستبدأ حياتها معه أم هو يريد شيء آخر.. سريعا محت ذلك التفكير من رأسها فهو إلى الآن لم يفعل ما يدل على ذلك ولم يطالب بأي شيء لتعيش معه هذه الأيام بسعادة وتحاول تقبل الأمور وتغيرها فهو يجذبها إليه بكل تفاصيله يجذبها إليه منذ اليوم الأول برجولته وحديثه شديدة وهو يعتدل في جلسته على مقعد مكتبه
لازم تتكلم مع أخوك يا فاروق علشان يعجل ويخلصنا إحنا مش عايزين مماطله عايزين الناهيه
أجابه ابن أخيه الأكبر وهو يومأ برأسه مؤكدا على كلماته
عندك حق يا عمي خلينا نخلص
نظرت نجية إلى شقيق زوجها الراحل وتحدثت قائلة وهي تتساءل باستغراب
بس تفتكروا يعني بت طوبار هتعملها
كده بالساهل
نظر إليها سابت ثم ابتسم بسخرية جلية وواضحة ليقول بتهكم مجيبا إياها
اومال إحنا اختارنا يزيد ليه يا نجية يزيد هو اللي يقدر عليها وهيعرف يعمل كده
تهكمت هي الأخرى في حديثها وقالت وهي تنهض من على المقعد
ده لو مضحكتش عليه يا أبو زاهر
استغرب من حديثها عن يزيد فهو ماكر ذكي يعلم كيف يفعل ما يريد دون خسائر تحدث متسائلا
كيف يعني
عندما طال صمتها تسأل ابنها الأكبر أيضا متوجسا من حديثها القادم
ما تقولي يا حجه كيف
ضيقت ما بين حاجبيها وقد لاحت القسۏة في نبرتها وهي تقول مشيرة بيدها
البت بتتمسكن عامله مکسورة الجناح مهما عملنا فيها أنا ولا إيمان ساكته مبتردش معملتهاش غير مرة لما جبت سيرة أمها
استغرب فاروق من حديثها الذي لا يمت بصلة إلى ما يتحدثون به الآن ليقول دون صبر زافرا
وده داخله ايه فينا دلوقت
ابتسمت بسخرية إليه وإلى عمه لتقول بحدة وهي تتقدم منهم
يزيد طيب ومايجيش على مظلوم وإذا كان اللي بيعمله دلوقت علشان يرد حقنا فهو
وافق ڠصب لما ضغطنا عليه.. هي لما تتمسكن وتتغنج عليه هيقف مع مين وقتيها مع مراته ولا معانا إحنا وهي قدامه ضعيفة ومکسورة
ابتسم سابت على حديثها وما قالته فقد أتت بنقطة لم يراها من قبل ولم يفكر بها ليتحدث بشرود قائلا
سيبكم انتوا منها دلوقت
نظر أمامه بشرود من جديد لتخرج دموعها تجري على وجنتيها بهدوء ابتعد عنها والدها متسائلا بابتسامة
ليه الدموع دلوقتي يا بنتي
أجابته وهي تزيلهم من على وجنتيها مبتسمة بهدوء
دموع الفرح يا بابا
تقدمت من شقيقتها لټحتضنها هي الأخرى باشتياق جارف فهي فقدت جو الأمان مع هذه العائلة ولم تشعر به قد إلا مع يزيد و يسرى ابتعدت عنها وسلمت أيضا على زوجة عمها التي كانت لها بمثابة الأم بعد رحيل والدتها..
جلس الجميع بعد أن سلمت عليهم يسرى وأتى إليهم يزيد ليرحب بهم في منزله لو كان أتى إليه أحد وأخبره أنه سيفعل ذلك مع عائلة طوبار لدعاه بالجنون ولكنه فعلها حقا كل ذلك من أجلها من أجلها هي فقط..
لحظات جميلة مرت عليهم سويا ولكن كانت فقط بضع لحظات!.. ودلف إلى الغرفة من عليهم تعكير الأجواء وتشويه النفوس..
ابتسمت والدته بسخرية واضحة وهي تدلف إلى الغرفة وتحدثت بتهكم وعنجهية
والله عشت وشوفت عيلة طوبار في بيت الراجحي
نظرت مروة إلى يزيد تستغيث به وهو فهم طلبها لا تود أن تعكر الأجواء بين أهلها أو تشعرهم بالإهانة لتواجدهم في منزل زوجها ولكن والدته لا تفوت أي فرصة إلا وعملت بيها
قدمتها إليهم مروة بتوتر وتردد كبير سيطر على ملامحها وقد لاحظة