الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية أولاد فريدة بقلم إيمان فاروق من الفصل الخامس والعشرين إلى السابع والعشرين

انت في الصفحة 10 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

من غرفة وصالة تحت بير احد المنازل التي تقطن بحارة شعبية ضيقة ولكنها الأن تستشعر دفئة وهى تتذكر حنان والدها وحنو أمها الراقده على فراش المړض الأن .. فكم كانت دنيئة عاقة لها لتجثو أمامها لتقابل وجهها الراقد امي .. سامحيني انا مكنتش اعرف انك تعبانه قوي كده ..ليه مقولتليش ..ليه خبيتي عليا ..انا ياما قلتلك تعالى معايا وانتي الي كنتي بتصري انك تقعدي هنا لوحدك بعد ما اخواتي كل واحد شق طريقه في ناحية بعيدة عنك .
تبتسم الراقدة بحنو لها لتهمس بوهن طب اديكي جيتي دلوقتي لقيتي البيت مفتوح ..كنا هنروح فين لو سيبنا الحيطان دي ومشينا مكنش صاحب البيت سابهم لينا ..دا لولا الدكتور كتر خيره هو والحاجة مكنش رضي يخليني فيه .
حدقتها بدهشه مما ترويه فكيف لزوجها وأمه الفضل في بقاء أمها في هذا المنزل قصدك ايه بالي بتقوليه دا ياأمي..وايه دخل رؤوف وولدته بقعادك هنا.
اجابتها الأم بعتاب مهو لو انتي بتسألي كنتي عرفتي ..واكملت لها مستطردة الست ام كمال كانت بتزورني من حين للتاني وفيوم جه صاحب البيت وكان عايز يمشيني لما انكسرت عليا الأجرة لكن الست كتر خيرها دفعت جزء من الإيجار وبعدها جة الدكتور وغير العقد وخلاه بأسمي ودفع الباقي كله وكان كل شهر يجي يشقر عليا ويدفع الأجرة وكنت انا من الحين والتاني اجي اشوفك انتي والولاد وابقى عايزة اعرفك لكن كان هو بيحلفني اني متكلمش ولما لقيتك بتعملى المواقف الۏحشة دي مع امه ومعاه مكنتش بقدر اوجهه علشان كده مبقتش اجي عندك كتير زي الأول لأنك مبتسمعيش الكلام واديكي اهو ضيعتي الراجل الي سترك وأوانا من إيدك .
نكست رأسها خزي واسدلت اهدابها في الم وجلست تبكي على ما سكبته بيدها دون وعي وبكل برود ..ابتسمت ساخرة على نفسها فكم كانت دنيئة في وقت كانو هم نبلاء في موقفهم تجاه أمها ..ظنت انها بتكنيز المال ستحفظ عيشتها من الفقر ارتدت رداء البخلاء واقنعت نفسها انها تحافظ على بيتها ومال زوجها من الفناء حتى لا تمر بمثل ما عانته و هى صغيرة ..نعم عانت في صغرها ولكن قد انعم الله عليها بزوج حسدها الجميع عليه بل كانت ترى سخرية البعض منها فهى لا تستحق مثله مما جعلها تحاول أن تظهر عكس ما تشعر به فكم تنصلت من أصلها امام الجميع وحاولت التعالى على البعض بفضل ارتباطها برجل مثله ولكن غبائها اوقعها في شړ اعمالها فأمها القابعة في فراش المۏت الأن كانت مثال للشرف كم عانت لتصل بهم الى بر الامان دون ان تدنئ نفسها لأحد لم تفكر يوم أن تمحي ماضيها مثلما فعلت هى لتجلس تحت قدميها تقبلها في خزي تطالبها بالسماح ولكن استوقفتها امها بكلمات متهدجة من بين وهنها تناشدها الاستغفار والتوبة والتكفير عن اخطائها حتي تستريح في نومتها الاخيرة لتتعهد لها ان تكفر عن خطيئتها في حق زوجها وأمه وابنة عمه التي انالتها قسط من شرها ..لتهداء الام المړيضة وتستكين بجانب ابنتها بعد أن وعدتها بأن تحاول تصحيح خطئها ..لتسكن الأخرى بجانب انفاس أمها الهادئة لتغفو والعبرات النادمة مازلت تهطل من مجرياتها حتى في منامها

10 

انت في الصفحة 10 من 10 صفحات