رواية زهرة الفارس بقلم إيمان فاروق من الفصل الرابع إلى السادس

علمت خالتي من أشرقت انكي علي دراية كاملة بوضع الخال وأولاده وأنا أريد أن اعلم لماذا فعل هذا معي وموقفه من أمي هل يعقل أن يكون الاخ عدو خالتي أخبريني بالله عليكي حتي استوعب ...
سامحكي الله يا أشرقت ولكني لا أتذكر أنني حدثتها في هذا الأمر....
لا تلوميها خالتي فأنا التي فتحت معها الحوار وأنا التي أريد منكي اخباري بكل شئ حتي أرتاح...
حسنا بنيتي سوف أخبرك بكل شئ ..
.......................
.
صراع القلب والعقل ..حينما نود شئ دائما يحدث هذا الصراع فالقلب يهوي القرب والعقل ينفي الوصال القلب يعشق طفلته والعقل يعتبره هراء فكيف له ان ينهي هذا الصراع...
جلس فارس بعد هذا الصراع الداخلي الذي أوشك به على الاڼهيار وبعد أخذ حمام دافي قام متوجها الي الله يشكو له همه ويدعوه ان ينهي بداخله هذا الصراع ويعينه علي فتح موضوع عودة الاب مع الجد ولكن عليه أولا معرفة الحالة الصحية لجده حتي لا يؤذيه جراء ما يريد محادثته به...
قام فارس بالإتصال بمراد مدير عام المستشفى التي قام الجد بإنشائها وعمل بها قسم خيري لعلاج المرضى بالمجان وبرغم صغر سن مراد إلا أنه تميز في جراحة القلب وعمل دراسات عليا وقام بمتابعة الحاله الصحية للجد بعد ان عمل له عملية لتغير إحدى صمامات القلب وعمل بعض الدعامات مما جعل الجد يثق فيه وتحميله مسئوليه المشفى تحت إدارة فارس من الناحية الماليه واشرافه هو من الناحية العامه 
مراد يرفع هاتفه بعد سماع رنينه مبتسما لوجود اسم صديقه العزيز فهو يعلم مدى شغف فارس للاطمئنان على صحة جده .
متفوها بعد فتح الهاتف ..السلام عليكم مرحبا بك فارس
وعليكم السلام كيف حال طبيبنا الهمام ...
انا في خير حال الحمد لله ولكن انت كيف حالك لم أراك منذ فترة ولم تأتي الي المشفي من عدة أسابيع ..لهذا الحد مشغول يا رجل ...
لم يستطع فارس قمع ضحكته التي غلبته فهو يعلم أنه يرمي عليه مسئوليات المشفي وأنه انشغل عنه في موضوع حسناء وأنه مقصر فى حق صداقتهم فتفوه ..رفقا يا رجل تمهل فالحديث ..أخبرني أولا عن حالة جدي الصحية وبعدها لومني علي تقصيري معك مع إني أثق انك أكفاء مني في إدارة المشفي...
مراد بعد ان أستمع صوت فارس الضاحك واجابته الدبلوماسيةتفوه ضاحكا هو الآخر ..لا لن تستطيع أن تسيطر علي عقلي فأنا لن أتنازل عن وجودك معي هنا في المشفي انا لا أذهب إلي القصر سوي لكي اطمئن على صحة جدي فقط بل أقيم هنا من أجل سيادتك وأقوم باعمالك الإدارية وانت هناك بالإسكندرية وقبلها بالملاهي الليلية والنوادي العامة ولن أخبرك بحال جدي قبل ان اطمئن على حال قلب صديقي أولا...
تنهد فارس بعد تلك العبارة متفوها بأسى ..بالله عليك مراد خبرني بحال جدي فقلب صديقك ېنزف ألما وعقله مشغول بأشياء تكاد ان تجعله يجن ...
مراد بقلق ..ماذا بك يا فارس أخبرني ...
فارس بحزم ..ليس الأن يا مراد ليس الأن فأخبرني هل حالة جدي الصحية تتحمل محادثته في أمور هامة ...
أجابه بثقة ..نعم حالة الصحيه في استقرار ولكن نوعية تلك الأمور يجب أن تكون بعيدة عن المشاكل والمشاحنات ...
حسنا طبيبنا الهمام اتركك الأن ...
مراد متلهفا ..ليث قبل ان تطمئنني عليك...
تنهد فارس متفوها ..لا تقلق فأنا بخير والحمد لله ولنا لقاء بإذن الله عندما تأتي للراحة ...
حسنا فارس سوف أنهي بعض الأعمال الأن وعند قدومي للقصر سوف أحدثك ونلتقي بامر الله..
حسنا اتركك في رعاية الله... في رعاية الله وأمنه ...
أنهى فارس المحادثه وتوجه إلى غرفة الجد عازما علي محادثته في امر قدوم أبيه وإيضاح بعض النقاط الهامة بالنسبه له ..
بالفعل اخطاء الاباء يجنيها الابناءاخطاء حدثت بالماضي و وقع فيها هذا الشاب ويجني ثمارها هو اليوم 
برغم حبه الشديد لوالده الا انه لم يغفر له تخليه عنه بل يحمل في نفسه حزن شديدمنه لاحساسه بانه يفضل اخوته عنه فهو لم يقدم من اجله اي تضحية بل ضحي به هو من اجل ان يهاجر برفقة زوجته وبنائه حياة جديدة دونه هو...
..................................
دلف فارس الي الجد متفوها السلام عليكم كيف حال جدي العزيز ...
انا بخير يابني كيف حالك انت وزهرة اين هي الم تاتي معك ...
انا بخير والحمد لله وزهرة ايضا تمام ولكنها لم تاتي معي فهي ارادت البقاء بضع ايام اخرى وسوف تاتي بصحبة الخالة وابنتها حتي يقمن بالمشاركة في اعداد حفل عقد القران ...
الجد وهو ينظر اليه بنظرة متفحصة ماذا بك يابني لما اري في عينيك تلك النظرة الحائرة تكلم بني تكلم ماذا تخفي عني ...
فارس متبسما في وجه جده العزيز فهو يقراء ما في عينيه ويستشف ما به من خلال نبرة صوته بل يعلمه اكثر من 
نفسه
نعم جدي فانا في حالة لا يرثى لها ...
لما بني تحدث لا تقلقني عليك فانا كلي اذان صاغية لك..
فارس مطمئنا حسنا جدي سوف اخبرك ...
سرد فارس للجد كل ما مر به خلال الفترة السابقه فيما يخص العمل ولم يتطرق الي قصته العاطفية بل حاول ان يتناساها وقام باخباره بقدوم ابيه وما يحزنه منه ومخاوفه بان يتولي ادارة الشركات ويستبعده لانه انهي اعماله بالخارج بل يزداد خوفا ان تصل الامور بان يقف ويصتدم مع ابيه واخيه جراء هذا فلذلك قام باخبار الجد بكل تلك المخاۏف وطلب منه العون فيما بستقر هل يقف امام ابيه ام يتنازل له عن رأسة المجموعة ويعطيه زمام الامور ويترك هو العمل ام ماذا يفعل في حيرته تلك ...
الجد بدا متفهما لتلك المخاۏف التي تدور برأس حفيده فهو ادرك انه لا يريد ان يخسر والده واخيه فتفوه مطمئنا بني لا تقلق فانت صاحب الجزء الاعظم من مجموعة الشركات ولك الاحقية في ادارة الشركة ولكن في حالة طلب ابيك في مشاركتك في الادارة للاعمال فحينها نخبره انه له جزء خاص قد خصصته له وبامكانه ادارتها وهي احدى الشركات وليست الشركه الام فهي ملك لك انت وزهرة وانت معك توكيل عام منها بادارة اعمالها وممتلكاتها واظن انها لن تسمح لاحد ان يتولى ادارة اعمالها سواك اما بالنسبة لابيك فعليك ان تكون بارا به وتحسن معاملته فأنا اعلم انك حزين منه لفراقه لك ولكن يابني هذا خطأي انا فهو كان يريد ان تكون معه وانا الذي اجبرته علي تركك لي بني انا اود ان لا تحمل لابيك اي ضغينه في نفسك واظن انه سيكون سعيدا بادارتك للمجموعة وعلينا الا نسبق الاحداث...
اكتفي بالحديث مع جده مطمئنا اياه حتي لا يرهقه اكثر من الازم ولكنه مازال يصارع مخاوفه ...
.......................................
قلوب تملائها الافراح واخرى تملائها الاحزان واخري تائهة لا تعلم لها مرسى...
جلست وحيده والحزن يملائها داخليا وخارجيا تفكر فيه فهل من المعقول ان تلك المشاعر الخاصه به كانت هراء ومشاعره تجاهها والتي كانت تنم عن عشقه لها كانت اوهام تعيشها هي هل اخطاءت الفهم الي هذه الدرجة وازدادت حيره بعد مصراحة خالتها لها بقصة