الأحد 24 نوفمبر 2024

قصة كاملة بقلم سارة نبيل

انت في الصفحة 18 من 55 صفحات

موقع أيام نيوز


أمي .. كل حاجة..
تعرفي قبل ما أجي .. المستشفى زمايلي في الكلية قالولي أيه.. وكان عندهم حق
تعرفي يا أمي إن كنت بتمنى المۏت وبقول يا ريتني ما أقوم..
نطقت والدتها پصدمة
_مسك .. بنتي إنت بتقولي أيه..
_الكل قالي حتى لو عملتي العملية يا مسك إنت معدتيش هتنفعي لحاجة يا حرام .. متزعليش دا نصيبك إحنا كلنا شافقين عليك .. إنت مستحيل حد يقبل بيك وهتعيشي متعذبه طول حياتك بين الفقد ومرارة الرفض..

حتى هتفقدي أبسط حقوقك في كل حاجة ..
مستحيل حد يقبل يتجوز واحدة زيك ... أو حتى لو فرضا جدلا حصل عمرك ما هتبقي أم..
وفي نهاية دا كله .. يقولوا إحنا بنقولك الحقيقة وبنواجهك بيها أوعي تزعلي..
شوفتي يا أمي نظرت الناس ليا ..
ياريت هما وبس دا أنا بشوف الشفقة في عيون الكل..
وقفت فادية مصډومة مش مصدقة إللي بتسمعه إزاي كانت غافلة عن كل الكلام ده ومقدرتش تحمي بنتها..
هي كانت فين وبنتها پتتعذب العڈاب النفسي دا كله..
أيه المرحلة إللي وصلت لها مسك تخليها بعد ما تفوق وربنا نجاها تزعل إنها عاشت واتمنت المۏت..
إزاي دا حصل..!
لم تستطع الرد حيث دخل والدها بصحبة عبيدة الذي دخل مبتهجا بإبتسامة بشوشة والسعادة ترتسم على وجهه..
_السلام عليكم.
التفتت مسك بوجهها بعيدا وتشعر أنها تبغض هذا الطبيب لفلاحه في إنقاذها وكأنه هو السبب وليست أعمار وقدر الله..
اقترب عبيدة بصحبة ممرضة وتفحص بعض الشاشات والأجهزة بينما تفحصت الممرضة المحلول المعلق بيدها..
لاحظ عبيدة أثار الدموع على وجهها فعقد حاجباه وتسائل بإهتمام
_آنسة مسك عاملة أيه .. قوليلي حاسه بأيه .. وأيه بيوجعك..
رفعت أعينها له ونظرت له بحدة وهجوم وتحدثت بوجه محتقن ألما
_كل حاجة بتوجعني ... ۏجع فظيع في صدري .. ووو
مش قااادرة... أتكلم..
تعجب عبيدة من هجومها ونظراتها الحادة لكن شعر بالقلق من أجلها وقال
_الوجع طبيعي يا آنسة مسك .. لازم تكوني قوية علشان تقومي بالسلامة .. العملية مش ساهلة ولازم يبقى عندك عزيمة واستعداد إن تكوني بخير وأهم شيء العامل النفسي وتنسي كل حاجة تانية... وو....
قاطعته بحدة ووقاحة
_حضرتك دكتور شغلتك توصف العلاج وبس .. أي حاجة تانية مش شغلتك ... مش معقول أقولك تعبانة وجسمي .. 
آآآه .. كله بيوجعني تقولي الدرس دا كله وتقولي أبقى قوية ...
سعلت بۏجع لتنظر إليها والدتها بقلق وتهرول نحوها .. بينما عبيدة وقف مصعوقا من هجومها الحاد عليه ووقاحتها في الحديث..
همس بخفوت
_استغفر الله العظيم .. أيه القطة الشرسة دي هو أنا كنت عملت فيها علشان هجومها ده .. لا إله إلا الله..
قال العم سيد بقلق
_هي مالها يا دكتور عبيدة ... إديها أي حاجة تخفف الۏجع..
نظرت له مسك بحدة ورددت
_أيه يا دكتور هتقف تتفرج كتير ولا .. أيه..
طلب عبيدة بعض الإبر من الممرضة وهو يتمتم بسخط
مسك أيه دي سم ومكس على بعضه..
_بتقول حاجة يا دكتور..
_بقول هتاخدي حقنة مسكنة .. والعلاج ده هتاخديه في مواعيده وهتتبعي كل التعليمات وهتفضلي مشرفانه هنا شهرين..
_مش هيحصل ... آآآه يا دكتور .. أنا مش بحب المستشفيات ...قوله يا بابا هنطلع..
نظر عبيدة للعم سيد وقال بحزم
_لازم يبقى في إلتزام بالتعليمات يا عم سيد علشان ميحصلش انتكاسة .. ولازم آنسه مسك تهدي من أعصابها شوية...
_طبعا يا دكتور هنفذ كل التعليمات وكل إللي هتقول عليه..
نظر لها بتحدي وخرج وهو يقول
_الحمد لله على سلامتها ... السلام عليكم..
همست پغضب وجفونها تنغلق
_دكتور غبي ... دا مين ... إللي عمله دكتور..!
وذهبت بنوم عميق .. ليتغير خلف جدران تلك المشفى أقدار ويحدث ما لم يتوقع .....

جلس الجميع داخل قاعة الاجتماعات بترقب شديد..
غصون ... أروى ... صبا ... أسيل ... أحمد...
دخل مدحت بصحبة زوجته زيزي هانم.. وبجانبهم مدام ناهد وبعض الأشخاص الأخرين.. 
ثم وأخيرا دخل عدي وبيده بعض الملفات..
وقف مدحت قائلا
_خمس تصاميم تم اختيار تصميم واحد فقط هيمثل المؤسسة وهيفوز في المسابقة..
تم دراسة كل التصاميم من جهة خبراء أجانب وكان بشمهندس عدي ضمن اللجنة وزيزي هانم..
هنعرض التصميم إللي اختارته اللجنة..
بشمهندس عدي وزيزي هانم متحمسين علشان يعرفوا مين صاحبة أو صاحب التصميم..
شعرت غصون بالتوتر وظلت تردد بعض الآيات القرآنية والذكر لتهدأ من روعها رفع عدي أنظاره نحوها فتبسم ويدعو الله لها بالتوفيق وحقا لا يعلم من صاحب التصميم المختار ..
لحظة ترقب .. الجميع على أعصابه ومترقب..
أطفأت الإضاءة وأضاءت شاشة كبيرة بوسط الغرفة..
نظر الجميع بترقب بينما أغمضت غصون عينيها وقلبها يدق بسرعة..
ابتسمت أسيل بتشفي وتكبر وقالت
_وأخيرا...
ظهر على الشاشة التصميم المختار لينظر الجميع پصدمة غير متوقعة مرددين
_معقول...
فتسائل عدي بلهفة
 
الحلقة التاسعة 9
وقف الجميع في حالة من الصدمة والدهشة ويوزعون أنظارهم فيما بينهم بينما غصون فكانت مازالت مغمضة عينيها..
أول ما نطق كانت أروى التي قالت بحزن
_مش تصميمي..
فتسائلت زيزي
_الديزاين تبع مين متشوقة جدا أعرف..
هنا فتحت غصون أعينها بحذر وترقب توسعت أعينها ونما بها بعض الدمع واتسعت إبتسامة عريضة على شفتيها..
وظلت تتمتم بالحمد مرارا وتكرارا...
ثم قالت بهدوء وسعادة تنطق بها
 

17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 55 صفحات