قصة كاملة بقلم سارة نبيل
حينما يحاوطها دفء أحضانهم..
تعرفوا البنات..
مسحت والدتها على رأسها وقالت بحنان
أمي الله يرحمها كانت معايا كدا وعلمتني كدا بردوة ربنا يزيدك يا غصون تعرفي يا بنتي أهم حاجة في الإنسان عقله العقل لما يتحكم فيك ويبقى هو القائد بتاعك بتقل أخطائك والتأني عمره ما هيخسرك حاجة هيخليكي تكسبي كتير..
عندك حق يا ماما كلامك صح بتعلم منك كتير ونصايحك دي ڼصب عيوني..
فخور بيك يا غصون ربنا عوضني فيك عوض كبير أووي يا بنتي..
أنا إللي محظوظة بيكم يا بابا ربنا يديمها نعمة عليا..
كادت والدتها أن تسألها ما تشعر تجاة عدي
لكن رنين هاتف غصون اللحوح جعلها تبتر كلامها..
عقدت غصون حاجبيها وهرعت نحو الهاتف فوجدتها أروى
أجابتها غصون
وعليكم السلام غصون كنت عايزة أقولك على موضوع كدا ضروري..
خير يا أروى.. اتفضلي طبعا.
قالت أروى بتردد
أحمد يا غصون مش كنت قولتلك إنه في العناية وحالته صعبة..
شعرت غصون بالقلق وأعتقدت أنها ستخبرها بأنه قد فارق الحياة فتسائلت بوجل
ماله يا أروى .. حصل حاجة.
طالب يشوفك يا غصون.. بصعوبة قدروا يفهموا هو بيقول أيه .. وأهله حاولوا يوصلولك وجم هنا الشركة وطلبوا يقابلوكي لكن المهندس عدي قالهم إنك سيبتي الشغل وهما قالوا إنهم لازم يوصلولك وحكوا الموضوع فقولت أقولك..
أنا عارفة إن من حقك تقولي....
قاطعتها غصون قائلة بحزم
عنوان المستشفى أيه يا أروى!..
٠ بقلمسارة نيل ٠
بعد مرور ساعة كانت غصون تدخل المشفى مسرعة لتقابل أروى في الإستقبال..
هو فين يا أروى..
فوق في العناية حالته صعبة أووي يا غصون ربنا يتولاه..
صعدت غصون برفقة أروى حيث العناية المركزة لتقف مصډومة حينما رأت عدي أمامها شعرت بالتوتر بعض الشيء فلماذا هو هنا يا ترى من الممكن أنه أتى للعم سيد فالمشفى نفسها التي بها مسك لكن بصوت خفيض ألقت السلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
هرول أهل أحمد تجاهها وقال والده بإمتنان
شكرا يا بنتي إنك جيتي .. حقك علينا يا بنتي كلك ذوق..
يا بنتي .. أهي غصون جت أهي دخليها بقى الله يباركلك..
ابتسمت الممرضة لغصون بهدوء وقالت
إنت بقى غصون .. المړيض مش مبطل يهلوس بإسمك وعايز يشوفك ضروري..
قبض عدي أنامله بقوة حينما سمع هذه الجملة واشټعل صدره بغيرة تكوي ضلوعه لكن ظل متماسك لأجل الوضع الماثل وبالأخير الممرضة ستبقى بالغرفة وسيظل هو خلف الزجاج..
بخطوات مرتعشة وقلب تعالت نبضاته اقتربت من موضعه لتجده مغطى بالأسلاك والضمادات الكثيرة..
أدرك أن أحد بالغرفة وبصعوبة شديدة الټفت واستطاع برؤيته المشوشة أن يميزها ليهمس بتقطع
غصو..ن ... غص..ون..
ادمعت أعينها للحال الذي وصل إليها وهي تراه ضعيف عاجز حتى عن التحدث بعد أن كان لا يترك فرصة لإھانتها..
أبعد الماسك من على فمه وقال بلهاث ليخرج صوته متهدج
شكرا إنك جيت..ي ... إنت أحسن .. مني .. أنا بطلب منك وطمعان في طيبتك وكرمك ... سامحيني يا غصون
. أنا آسف حقك عليا .. سامحني قبل ما أقابل ربنا .. بطلب منك السماح علشان ربنا يسامحني في كل إللي عملته في حقك .. عارف إن أهانتك كتير وعملت .. خطط كتير علشان ألطخ سمعتك .. عارف إن مستحقش بس إنت أحسن مني..
أنا آسف سامحيني .. سامحني..
دي النهاية .. سامحني قبل ما أقابل ربنا واطلبي منه يسامحني وادعيلي أنا عارف إن قلبك طاهر..
كان يتحدث بصعوبة شديدة وبالكاد يتمالك نفسه أما غصون فكانت تبكي دون توقف..
أحمد يترقب بلهفة أن تتحدث ومن بالخارج لا يختلف عنها وقد يأس الجميع من أن ينجو..
وأخيرا هتفت غصون من بين دموعها
هتبقى كويس متيأسش من رحمة ربنا .. ربنا قادر وكبير أووي..
كل إللي عايزة ... تسامحيني يا غصون .. دا كل إللي بقيت عايزة وطمعان فيه..
مسامحاك يا أحمد ومن غير حتى ما تطلب .. ربنا بيسامح وأنا مين علشان مسامحش .. ربنا يسامحنا جميعا..
نطق