قصة وجد بقلم نيهال
اسمي سالم علي ابوي .
ضحك بصوت
مااحنا هنجيبوا كتير متنبريش فيها انت بس .
وصلت النجع ولا لسه
اجابها وهو يلف مقود سيارته
اهو خلاص دخلت بوابه الهواري .. منمتيش ليه !
حضنت وسادتها بحب
عفكر في حاجه اكده .. اي في مانع
اجابها معارضا
طبعا في ونص .... مش عندك شغل بكرة ولا ايه .. لازمن تكوني مصحصحه اكده وانت عتشكفي ع الخلق مش عاوز غلطه .. مفهوم !
اومأت راسها ايجابا
حاضر ياسليم هريح ساعتين قبل ماانزل
وصل بسيارته لباب قصرهم العملاق ذو الطراز الحديث .. الذي صممه اكبر واشهر مهندسي بريطانيا طبقا لاوامر راجح الهواري كبير عائله الهوارية .
طب يلا اول ماتصحي رنيلي اطمن عليك .
حاضر ياسليم .
انهي سليم مكالمته معها علي اعتاب باب قصرهم فوجئ امامه بماجده ابنة عمه التى ركضت نحوه باندفاع ركل الباب بقدمه
صاحيه ليه لدلوق ياماجده
قلبي مطاوعنيش انام وانت غايب عن البيت ياسليم .
رمقها بنظره ساخرة وهو يخطو اول خطوات السلم المتربع وسط ساحة القصر قائلا
لا روحي نامي وخفي احلام يقظه .. وانا مش عيل صغير عشان تخافي علي .
اجيبلك تاكل !! جعان
اجابها بتجاهل
لا
فركت كفيها بتوتر
طب جدي راجح كان عاوزكم الساعه ٨ الصبح في اوضة الاجتماعات الكبيره انت واخواتك عماد ومجدى ومحمد
هزت كتفيها بعدم فهم
معرفاش .. هو قال اكده قبل ماينام وانا استنيتك عشان اقولك احسن تكون حاجه مهمه .. وهما اتصلوا بيك علي المحمول مردتش .
اكمل طريقه لاعلي متجاهلا وجودها
طاب متشكرين .
اوقفه سؤالها الذي اندفع من فمها بتلقائيه
انت حتنام يا سليم !
غمض عينه لبرهه متنهدا بنفاذ صبر
اي !! عاوزاني منمش اياك .. خبر اي اومال جري ايه لراسك ياماجده ع المسا اكده
التوت شفتيها جنبا بضيق
معاوزاش .. تصبح علي خير .
اكمل طريقه دون اي جواب منه وهي مازالت تراقبه بعيون عاشقة الا ان وصل غرفته وقفل بابها بقوه .. حضنت هاتفها بتنهيده قويه
قصر هوارة
اسدلت الشمس نورها وشرع اهل القريه في بدء مهامهم بهمة ونشاط .. حركة مريبه كالمعتاد في قصر الهواري الذي يمتلأ باربع صبيان ابناء العم الاكبر
عادل الهواري ..
واربعة بنات في مقتبل العمر لهم جمال وسحر خاص اباهم ناصر الهواري الذي تسبب في مقټل سالم عتمان
ومن هنا نبتت شجرة الٹأر والڠضب بين العيلتين
واقفه عفاف زوجه المحروم عادل علي راس الخدم في المطبخ
شهلي يابت منك ليها يلا .. الساعة جات ٧ وانتوا لسه مخلصتوش الوكل
الله ! يعني احنا اسرع من الڼار ياام عماد .
وقفت صفوة علي اعتاب المطبخ قائلا
صباح الخير يامراة عمي .
دارت عفاف نحوها بدهشه
انت لابسة اكدة ورايحه فين ياحزينه !!
وقفت صفوة تأكل من طبق الخيار المقطع دوائر
عندي مؤتمر مهم قوي في الجامعه ولازم انزل .
ضړبت عفاف بكفها فوق صدرها تعبيرا ما يوحى بالدهشه
نهارك مش فايت .. انت مسمعتيش جدك قال ايه .. ممنوع واحده فيكم تزور الشارع لحد ما الامور تهدا .
صفوة بلا اهتمام
منا مش هتحبس في البيت يعني وبعدين ريحي دماغك العتامنه مش عياخدوا تارهم من حريم .. يلا فوتك بعافيه
يابت خدي اهنه ېخرب عقلك .
لكن ندائها كان بدون فائده فاختفت من امامها راكضه نحو سيارتها .. ضړبت عفاف كف علي الاخر
هات العواقب سليمه يارب .
جالسه ماجده مع اختها الصغري يسر في غرفتهم يتبادلون الحديث بينهما
يعني هو منفضلك خالص !!
قالت يسر جملتها وهي تنتهي من ربط شعرها علي هيئة ذيل حصان وتوجه سؤالها لاختها ناظرة اليها في المرآه .
ارتسمت معالم
الحزن فوق ملامحها فاجابتها ماجده بلهجه قهراويه
حاسه اني تقيله عليه اوي مش طايق لى كلمه .. يابتي دا بيكلمني وهو واقف بضهره مابيبصش في عنينا حتى !!!!!!
استدارت يسر نحوها مشفقة علي حال اختها التي تكبرها بثلاث سنوات .
انت بتحبيه قوي كده ياماجده !
لمعت عيون ماجده ودقت طبول قلبها فرحا
بحبه !! دانا بمۏت فيه يايسر .. اه لو يعرف انا بحبه قد ايه كان فرشلي الارض ورد ولا كنش فكر يقسي عليا كده .
نظرت اليها اختها بحزن وشفقة
ربنا يريح قلبك ياماجده يارب .. بس تفتكري جدي جامعنا كلنا ليه النهارده .
طافت عيني ماجده بحيره ثم مطت شفتيها لاسفل
مش عارفه !! البيت له سنة مش متظبط من ساعه اللي عمله ابونا وهرب .. خاېفه علي سليم قوي احسن ياخدو تارهم منه .
تربعت يسر في منتصف مخدعها بضيق
العتامنه اسمع عنهم ان لحمهم مر والراس اللي تطير منهم بيكون قبالها عشرة وربنا يسترها بجد عشان انا كمان خاېفة قوي علي محمد .
ربنا يسترها بقي .. سلسال الډم عندهم ملهوش آخر وشكلها هتبقي حرب بين العيلتين .
مسكت يسر كف اختها برفق وسحبتها خلفها
تعالي نشوف امى ونورا بيقولوا ايه تحت
ثريا سيدة ذات وقار وقوه زوجة ناصر وام
الاربعة بنات
منذ ان تجوزت ناصر وهي تكره عفاف وزوجها واولادها كره الفئران للقطط .. وجودهم في مكان واحد ماهو الا تجمع بنزين مع كبريت .
استيقظ البيت كله الا سليم مازال خالدا في نومه العميق .. مازالت ماجده تبحث عنه بعيون تائهه ثم ركضت نحو المطبخ بعفويه
صباح الخير يامراة عمي .
خير عليكي ياماجده .. خير بابتي !
فركت ماجده كفيها بحيره مفكرة في سؤال تبدا به حديثها
تحبي اساعدك في حاجه !
عفاف وهي تضع اللبن في ابريقه
شالله تعيشي يابتي .. خلاص البنات خلصوا كل حاجه .. يلا عشان تفطري .
تشبثت بلهفه في معصمها والكلمات تتلعثم بحلقها
هو سليم صحي !
عفاف بلا اهتمام
مخابراش والله يابتي .. روحي شوفيه صحي ولا لا .
قالت عفاف جملتها علي عجل قبل مغادرتها للمطبخ ..
كلماتها قفزت السعاده بداخل ماجده
ايه دا اروح اصحيه عادي كده !! وفيها اي يعني يلا يلا ياماجده فرصتك وجات لحد عندك.
ركضت ماجده بعجل نحو غرفة سليم بخطوات تكاد ان تخترق الارض .. وصلت الي باب غرفته ثم طرقته بهدوء لم تجد اي جواب ..
انت عتعملي ايه اهنه
ثارت جيوش الخۏف والرهبة بداخلها وشرعت ان تتراجع خطوات للخلف وهي تنظر له بعيون اوشكت علي البكاء
جيت اقولك ان .. ان ال الاكل جهز تحت .
ودا يديكي الحق انك تتدخلي اوضتي يابت ناصر !
انسكبت دمعه حاره علي وجنتها وحركة صوابع قدميها المتكوره وضربات قلبها المتسارعه
منا خبطت كتير وانت مردتش
زمجرت رياح صوته بقوه
عااال !! تقومي تدخلي اكده علي انا ونايم .
تبادلا الانظار سويا لبرهه ثم تحركت متأهبه للذهاب ولكنه اوقفها بقبضته المفاجئه علي معصمها حتي غرزت اصابعه في لحمها قائلا بنبره تحذيريه
اول واخر مره تعتبي ناحية اهنه .. فاهمه ياماجده !
اندفعت شلالات الدمع من عينيها بحراره وتركته وغادرت غرفته وهي تغلق الباب خلفها بقوة زلزلت جدران القصر
بعد اخيه عماد الذي كان وكيلا للنائب العام قبل تقديم استقالته لظروف عائلته التي تعتبر من اغني اغنياء الصعيد .. عائله ذات نفوذ وسلطة .
تجمعت العائله حول مائده الطعام يتناولون فطارهم .. جلس جدهم الاكبر الذي تخطاه المشيب وهلك بدنه ولكنه مازال يتمتع بالقوه والصرامه علي مقدمه الطاوله محدقا النظر اليهم
اومال صفوة وسليم وماجده فين !
غصة علقت في حلق الجميع وساد الصمت لبرهه بين جوله العيون المتبادله فيما بينهم .. ضړب الجد الارض بمؤخرة عكازه بقوة
اتكتمتوا لييه !! ماتنطقوا .
اخترق مجلسهم فجاه فأردف قائلا
سليم اهو قدامك ياجدي .. صباح الخير ياهواري ياكبير .
كرر الجد مجددا سؤاله
وصفوة وماجدة فين !
ثريا ماجده فوق راحت تجيب حاجه واهي نازله .
وصفوة !!!!!!
تلعثمت الكلمات لتخرج من بين شفتي عفاف بصعوبة
راحت الجامعه بتقول عندها شغل مهم والله حذرتها ق
لم تكمل عفاف كلماتها وثب الجد قائما بضجر
انتوا ازاي تسيبوها تخرج اكده هو انا مش منبه محدش يخطي عتبة البيت منيهم انتوا ماعتسمعوش الكلام لييييه .
وقفوا جميعهم يتبادلون النظرات
ثم قالت ثريا كلها ساعتين ياعمي وهترجع بتي وانا خابره راسها زين .. مش هتنفذ غير اللي في دماغها .
رمقها راجح بنظرة حادة تحمل بين طياتها اللوم والعتاب
الغلطه بفوره اهنه .. وكلاب العتامنه ماعيرحمووش ياثريا .. ثم نادي ع الغفير انت يااااااااولد
ايوه ايوه جنابك
قال الغفير جملته وهو يركض نحوه متعجلا
تروح قصاد الجامعه انت والرجاله .. وتجيب بت ناصر وتيجوا طوالى .. فاهمنى .
فاهم جنابك
نظر اليه سليم في مضض وهو يرتشف المياه ويستمع لكلمات جده بضيق فاكمل الجد كلامه بصيغه آمره
محمد ومجدى وسليم وعماد خلصوا وكل وحصلوني علي جوه
قال الجد كلماته الاخيره وهو علي وشك المغادرة ويلحف عبائته علي كتفه بعدما تركهم في معركه افكارهم وقلقهم .
عفاف مناجيه ربها ياتري ناوي علي ايه يا عمي !
يسر بتلقائيه قلبي بيقولي ان جدي مخطط لحاجه كبيره اوي وانا متأكده انها هتكون مفاجئة للكل
محمد وهو يضع اللقمة بفمه
مش عارف بس ياتري اي هي !
اردفت ماجده في منتصف حديثهم ثم رمقت سليم المنغمس في تناول طعامه بنظرة متحشرجه التي لم يبال لها اي اهميه .. ثم جلست علي المقعد المقابل له لتشترك في رياح النظرات الطائفة بينهم وكلاهما منتظر القنبله التي سيفجرها الجد الاكبر .
مملكة العتامنه
قصر فاخر لم يقل عن قصر الهواري بل يفوقه في الفخامة والطراز متجمعة العائله حول مائده الطعام التي تحمل بين طياتها اشهي المأكولات .. تلك العائلة التي توفوا اعمامهم جميعا لم يتبق منهم الا نسلهم وهما احفادها و عمهم حيدر عتمان الذي يجلس وبداخله براكين من الڠضب علي وشك الانفجار .
جالسا وعلي يمينه صفا من بنات اخوانه وزوجاتهم وعلي المقابل اقصي يساره صفا من الاولاد والصبيان .
ارتشف كأس الشاي التقيل وهو مستند علي عكازه .
نظرت له وجد بحنو
اللي واخدك منينا ياعمى !
رفع عينه اليها بنظرة حاده
عمك عيفكر كيف يرجعلكم حقكم يا وجد .
فهمت وجد المغزي من كلمات عمها وسرعان ما اردفت اختها الصغري ورد قائله
قصدك