السبت 23 نوفمبر 2024

رواية حان الوصال بقلم بنت الجنوب امل نصر

انت في الصفحة 10 من 29 صفحات

موقع أيام نيوز


ماما الهانم بقولها تريح شوية عشان العيل وهي مفيش فايدة قاعدة تتنطط من هنا لهنا زي فرقع لوز لما هتشلني.
وقبل ان تتفوه مجيدة بكلمة سبقتها الأخرى
يا سيدي وانا اشتكلتك ما انا فل وعال العال اهو.
قاطعتها مجيدة تكبر بتحذير
يا بنتي الله اكبر متفوليش على نفسك يا منيلة.
عشان تشوفي يس يا ماما المورستان اللي انا عايش فيه اهي كل كلامها كدة لما هتطير برج من نفوخي.
ربتت مجيدة على كتف ابنها لتجذب الأخرى والتي كانت تزفر بضيق تضمها اليها كي تلطف مع الاثنان
بعد الشړ على نفوخك يا حبيبي وانتي يا بنتي ربنا يحفظك هو برضو خاېف عليكي اعذريه روح يا امين على شغلك وانا هتفاهم معاها.

اومأ لها بطاعة وفور ان هم بالتحرك عاد اليه الجنون مرة اخرى عقب قولها
بس انا ورايا شغل يا طنط مينفعش اتأخر. 
اهي يا ماما عشان تشوفي بنفسك دماغها دي مينفعش معاها التفاهم ابدا.
تدخل شقيقه والذي كان خارجا من غرفته يسند زوجته بخطوات متمهلة بطيئة من اجلها
مالكم على اول الصبح كدة ازعجتونا وقلقتوا نومنا يا بعدة الواحد ميعرفش بقى يريح في بيته منكم.
يا حبيبي انت يا رايق سامحنا يا اخويا لو ازعجناك .
عقب بها امين متمهكا بحنق ليثير ابتسامة متلاعبة على ثغر اخيه
حقكم تصالحونا بقى
قالها ليزيد من استفزاز اخيه الذي ارتفع طرف شفته بغيظ له ليتدارك بعد ذلك حينما وجد زوجته تهرول بلهفة نحو صديقتها
شهودة يا قلبي عاملة ايه النهاردة انتي والبيبي
لانت ملامحه متأثرا بعاطفة الاخوة التي تجمع بين الاثنتان ليخاطب هو الاخر زوجة اخيه بتعاطف
اخبار رجلك ايه النهاردة يا شهد لساها برضوا بټوجعك
اومأت متمتمة له بالحمد ليضيف زوجها بتأنيب ينبع من خوفه
ما هي طبعا لسة مخفتش عشان الحركة عليها انا عارفها مبتثبتش مكانها ربنا يستر ع الجنين .
دافعت عن نفسها بكلل وتعب
يا حسن انا طول اليوم نايمة على سريري مش خطوة ولا خطوتين هما اللي هيزيدو تعب الرجل ولا هيسقطوا الجنين
تمام يا شهد انا قاعدلك النهاردة من الشغل خالص اما اشوفهم خطوتين ولا اكتر. 
اشاحت برأسها عنه والتوى فمها بطريقة اضحكت من انتبه مثل مجيدة وابنها الضابط امين والذي عقب بمرح
والله يا شهد انتي الله يكون في عونك. 
التقت عينيه بفيروزتي زوجته ليتابع بكيد لها بادعاء يجيده كي لا يضعف امامها
وعوني انا كمان معاكي ويصبرني على ما بلاني
سارت تخرج من الحارة مسرعة وقد غيرت طريقها المعتاد وتعجلت عن ميعادها الصباحي كي تلحق بالسيارة التي اتفقت مع سائقها عبر الهاتف ان يبتعد بقدر الامكان عن منطقتها وقد تأكدت من الدادة نبوية بحقيقة مرضها بالفعل كما اخبرتها بالتفصيل عن موقف الامس وترددها بالذهاب بعدما رأها بهذه الصورة الغير لائقة امامه حينما كانت تمسح الارضية ببيجامة النصف كم وشعرها الذي ظهر جميعه بغفلة منها ولكن المرأة هونت الأمر عليها بل وسفهت منه حتى اقنعتها ان الأمر لا يستحق التفكير من الأساس 
وبدورها هي اتصلت بصباح كي تغطي عليها حتى لا يحتسب عليها يوم غياب في عملها بالمصنع.
أبصرت عن قرب العم علي وقد وجد احد الاكشاك ليجلس مع صاحبه في انتظارها يتحدث ويتباسط مع الغريب كعادته ليتها تملك نصف مزاجه الرائق دائما.
حينما انتبه اليها تبسم لها بتحية ثم ترك كوب الشاي من يده ذاهبا نحو محله خلف عجلة القيادة لتدلف خلفه على الفور متمتمة بقلق
اتحرك بسرعة يا عم علي .
ليذعن الرجل مغادرا بها على الفور رغم استغرابه من توترها.
وبعد لحظات قاربت الربع ساعة خرجت من خلفها شقيقتها الصغرى لتذهب نحو مدرستها ثم تقابل بابصارها ابن عمها سمير الذي توقف محله ف مدخل البناية يطالعها بتساؤل اثار التسلية داخلها لتسخر كعادتها
يا دي النهار الملزق لما يبتدي من اوله.
اصابته كلماتها بالغيظ الشديد حتى انه لم يصمت لها هذه المرة يدفعه الفضول ايضا في السؤال
بطلي قلة حيا يا عائشة واصطبحي ع الصبح.
رفرت اهدابها بتمثيل لتردد باستخفاف
افندم حضرتك انت بتكلمني انا
امال بكلم خيالي.
هتف بها ليقترت متسائلا
اختك مخرجتش ليه معاكي النهاردة هي تعبانة
هذه المرة صارت ټضرب كفا بالاخر تحدث نفسها بتجاهل له
لا اله إلا الله انا قولت من البداية انه يوم ملزق.
همت ان تتخطاه غير مبالية ليوقفها ناهرا وكأنه قد اصيب بالجنون
لما حد كبير يكلمك ردي وبلاش قلة ادب ولا تلقيح بالكلام اختك ايه اللي أخرها لقريب الساعة واحدة بالليل امبارح
وكأنه ضغط على زر الاشتعال لتفرغ به طاقة الڠضب التي تحملها منه ومن اسرته
اولا اختي ملكش حق تسأل عليها ثانيا بقى انا مؤدبة ڠصب عن اي حد ولو مش مؤدبة برضو ملكش دعوة.
لسانها الحاد كسياط تجلد من أمامها ولكنه ابدا لن يصمت لها
بقى دي اخلاق بنات محترمة بترودي على ابن عمك الكبير وتقلي أدبك عليه.
تكورت وجنتيها بضيق طفولي تزفر في وجهه بحنق ثم تهم ان تقرعه بما يستحقه ولكن اوقفها مجيء شقيقه الأصغر ينقذه من براثنها
ايه في ايه صوتكم جايب لاخر الشارع ايه اللي حصل يا عائشة
ردت رافعة له حاجبها
اسأل اخوك الكبير المحترم اللي بيتعرض لواحدة قد عياله وبعدها يتهمني اني بقل ادبي طب انا ماشية ورايحة مدرستي دلوقتي واياك الاقيه بيوجهلي اي كلام تاني .
قالتها وتحركت ترفع حقيبتها مغادرة امام صدمة الاثنان ليردد سمير في اثرها بعدم تصديق
بقى انا بتعرضلها وهي قد عيالي ليكون فاكرة نفسها طفلة حقيقي دي عجوز شمطاء
.
وحد قالك تقف في وش القطر اتحمل بقى لسانها اللي زي المرزبة .
تفوه بها سامر ضاحكا يصعد الدرج لمنزله قبل ان يتوقف على قول شقيقه
انا كنت بسألها على اختها الكبيرة الهانم راجعة امبارح على واحدة بالليل والنهارده مظهرتش خالص.
ارتفع حاجب الاخر بريبة مرددا
واحدة بالليل! ليه يعني
حينما توقف بها العم علي داخل محيط المنزل الضخم ترجلت منها سريعا والهاتف على اذنها تتحدث مع الدادة نبوية لتنفذ التعليمات المطلوبة في مجالسة الهانم الكبرى 
كان هو في طريق خروجه نحو عمله لتتشبث قدميه بالأرض فور رؤيتها حتى مر طيفها يتخطاه فيصل لأسماعه تحيتها على عجالة
صباح الخير يا باشا ايوة يا دادة انا معاكي 
اكملت محادثتها تسرع بخطواتها وكأنها فعلت ما عليها والان تريد الهروب منه ليتوقف محله ناظرا في اثرها حتى دلفت لداخل المنزل واختفت بداخله .
ثم يعود لصوابه شاعرا بشيء ما غير مفهوم ان كان ارتياحا لمجيئها بديلا في الوقت المناسب لرعاية والدته في وقت مرض المرأة التي تتحملها ام هو لمحة من انتعاش سرت داخله برؤيه البريق الاخضر رغم حديثها المقتضب السريع ثم هذا الشيء المختلف بها رغم ارتدائها هذا الثوب الرديء لكنه لا يليق بها ابدا.
ربتت سميرة على كتف ابنها وهو يتناول الطعام بنهم اثناء جلستها معه في موعد الزيارة الاسبوعيه تخاطبه بتعاطف وعدم احتمال لما وصل اليه.
كل يا حبيبي وبر نفسك انا جيبالك اكل كتير اشكال والوان دا غير الفلوس اللي حطيتها في الامانات مش عايزاك تحتاج حاجة خالص يا ابني
رد ابراهيم يلوك الطعام بفمه
انا عايز اخرج ياما هو دا اللي انا محتاجه مش شوية الاكل والشرب داخل سجن من اربع حيطان.
مصمصت بأسى وحنق يغمرها
ويعني انا هعمل ايه اكتر من كدة يا حبيبي المحامي بياخد شيء وشويات وابوك على قد ما بيعارضني لكنه في الاخر بينخ ويديني اللي عايزاه عشانك لكن بقى اللي معقد الدنيا هي شهادة الشهود خالتك اترجتها كذا مرة لكن المزغودة امنيه راكبة راسها نست اللي كان ما بينكم وباعت بطول دراعها بعد ما اتخطبت لحضرة الظابط الهي ما توعى تفرح.
كلمات الحقد التي تتفوه بها كانت تزيد من صب الوقود واشعال النيران بصدر ابنها الناقم من الأساس
اه ياما متفكرنيش بت ال....... اللي كانت زي الخاتم في صباعي لعبة احركها من ايدي دي لإيدي دي خلاص كبرت وشافت نفسها.
زفر بحريق من داخله مع دخان السېجارة التي اصبح ينفث بها غليله بعد ترك الطعام
اموت واعرف بس الظابط دا ايه اللي عجبه فيها عادية واقل من العادية كمان دا غير انها غبية مفيهاش غير بس جسمها.........
توقف وقد لاحت بعد اللقطات القديمة في مخزن والده وما كان يفعله بخسة معها ليمسح بظفر ابهامه على ذقنه النابتة بتفكير
يكونش دا اللي عجبه فيها هو كمان
تبسم بغليل مغمغما
ماشي يا امنية والله ما هاسيبك.
اثناء مطالعته للملفات وتوقيعه على الاوراق المطلوبة وهي تحدق اليه بوله كعادتها كي تفتح معه اي حديث عادي تخرج من اطار الرسمية التي يحبسها بها
ماما فرحت اوي لما حكتلها عن انجاز الشركة والتوقيع اللي حصل امبارح مع مسؤلي الماركة العالمية للأزياء مش قادرة اقولك كان ناقص بس تزغرط.
رفع رأسه بشبه ابتسامة خفيفة كرد لها ليقول ببرود لا يناسب لهفتها قبل ان يعود لما يفعل
ربنا يبارك فيها سلميلي عليها 
تمتمت بإحباط اصبح يلازمها من افعاله
يوصل ان شاءالله رغم انها ھتموت وتشوفك بنفسها ترغي وتتكلم معاك.
اوما يرضيها بمجاملة
ان شاء الله اكيد هشوفها في اي مناسبة للعيلة.
بادلته هي الأخرى بابتسامة باهتة لتتناول منه عدد الملفات وقبل ان تلتف أوقفها بقوله
صحيح يا لورا متنسيش تتصلي بالدادة نبوية وتعرفي ايه حالتها عشان تبعتيلها دكتور كويس اصلها تعبانة جدا على حسب ما سمعت .
تساءلت بتوجس
وطنط نجوان مين مراعيها دلوقتي.
بهجة .
توسعت عينيها بمفاجأة وهو يخبرها عن مجيئها اليوم منذ بداية الصباح بناءا على طلبه لتعقب بتشتت وغيط
ازاي حضرتك وانا شايفة اسمها في دفتر الحضور للعاملات قبل ما اجي دي اكيد صباح بتغطي عليها بقى انا هطين عيشتها.
صدحت منه فجأة ضحكة مجلجلة نادرة كادت ان تطيح بها ليقول بمرح
طب والله جدعة وعملت اللي انا غفلت عنه اسمعي يا لورا احسبي كل الايام اللي هتقضيها بهجة في الشفت زيادة محل الدادة نبوية وجمعيهم في مكافأة لها دا غير طبعا الايام اللي هتغيبها هنا متتحسبش غياب.
برقت عينيها باعتراض لم تخفيه
وافرض استهبلت ولا وزودت فيها دي عمرها ما هتبقى زي دادة امينة انا اصلا بدور على واحدة زي دادة عشان نستبدلها في أي وقت.
ترك كل شيء وارتكزت عينيه عليها برد هاديء وحازم 
وماله يا لورا دوري ولو لقيتي زي الدادة جيبيها برضوا تساعد معاهم..... مش نستبدل..
بقوله الحاسم أنهى كل سبل الجدال معه لتنصرف من امامه تغمغم داخلها بكل عبارات الحنق والندم على
 

10  11 

انت في الصفحة 10 من 29 صفحات