براثين اليزيد بقلم ندي حسن
ماټ كل ده طبعا أنا مفتكرش منه حاجه لأني كنت صغيرة بس سمعت الكلام ده أكتر من مرة
نظرت أمامها في الفراغ المتواجد حولها من الأراضي الخضراء وهي لا تصدق ما استمعت له هي لم تستمع إلى هذه القصة من قبل هل من الممكن أن يفعل جدها هذا لقد ماټ شخصين بسببه لا مستحيل فهو كان طيب حنون رجل وقور عادل مؤكد لم يفعل ذلك هناك خطأ هي حتى لا تتذكر جيدا..
خرجت من شرودها على صوت شقيقة زوجها المتسائلة باستغراب
ايه يا بنتي روحتي فين
ابتسمت بود ثم اجابتها وهي تعتدل في جلستها لتواجهها من جديد
هنا هو يزيد بيشتغل ايه وفاروق أنا هنا بقالي أسبوعين ومش شايفه حد فيهم بيشتغل خالص
لأ إزاي بيشتغلوا طبعا شغلهم كله في الخشب فاروق أخويا وعمي ليهم هنا مغلق داخل نواحي البلد وكده أما يزيد ماسك المصنع اللي في القاهرة ودايما قاعد هناك
استغربت لسماعها لتلك الكلمات البسيطة التي لأول مرة تعلمها عن زوجها وقد جال بخاطرها فكرة ما فسألتها قائلة بجدية
بجد أنا أول مرة أعرف كل ده ظروف جوازنا كانت صعبة أنت أكيد عارفه.. بس هو معقول بيروح ويجي ده سفر من هنا للقاهرة
ابتسمت يسرى بحزن هادئ ملائم للموقف وللحديث الذي قالته زوجة أخيها
عارفة للأسف بس إن شاء الله كل شيء يتحل بس يزيد أصلا ليه بيت هناك.. أقصد إن حياته هناك أصلا وبيجي هنا إجازات بس
صدعتك برغي يا يسرى صح
ابتسمت يسرى ثم هتفت قائلة بحماس وهي تعتدل على مقعدها
بالعكس ده أنا كنت خلاص هطق والله يا مروة أنا أغلب الوقت لوحدي الكميا بيني وبين إيمان بايظه خالص ولا حتى ماما ومن يوم ما خلصت كلية وأنا زي ما أنا كده لحد ما أنت جيتي بقى
سألتها مروة مرة أخرى باستغراب
ليه محاولتيش تكوني صاحبة إيمان مثلا
زفرت يسرى بضيق شديد قد ظهر على تعابيرها ثم اجابتها قائلة بجدية
صمتت لبرهة ومن ثم تحدثت قائلة
طب عارفة لما جيت أدخل كلية التجارة وقفت لفاروق وقالتله جوزها بلا علام بلا بتاع وقعدت تقول الست ملهاش غير جوزها وماما وافقتها وحتى عمي سابت بس يزيد وقف معايا وخلاني أكمل تعليم ڠصب عن الكل أنا ويزيد مش زي الباقي خالص
اومأت لها مروة برأسها ثم قالت بخفوت وهي تقترب منها برأسها بحركة مضحكة لتفعل الأخرى المثل
ارتفعت ضحكات يسرى بعد حركات مروة العفوية وهي تتحدث وتصف إيمان زوجة أخيها ولكنها صمتت عندما تحدثت مروة مرة أخرى سائلة إياها بجدية بعد طرأ السؤال عقلها لتعلم الإجابة الصحيحة منها دون كڈب من شخص آخر
بس هو ليه بعد خمس سنين فتحتوا موضوع التار يا يسرى وبعدين أصلا ابن عمي اتحاكم ومشي وكان من غير قصده ليه عملوا كده
صمتت يسرى قليلا ثم نظرت إليها بجدية وتحدثت بعد أن تنهدت بهدوء
إحنا مكناش نعرف حاجه يا مروة ولا حتى يزيد يزيد اعترض وحصل خناق وسمعنا صوته وهو بيقول إنك ملكيش ذنب في حاجه زي دي بس عمي
سابت وماما وفاروق كلموه وبعدين غير رأيه ووافق
صمتت يسرى عن الحديث عندما وجدت إيمان تخرج من باب المنزل مقبلة عليهم في الحديقة تبتسم ببرود..
اقتربت منهم ثم وقفت أمامهم متحدثة بضجر
ايه هتفضلوا قاعدين هنا طول النهار قوموا ساعدونا يزيد عازم ضيوف عنده النهاردة
نظرت إليها
مروة باستغراب فهو لم يقل إليها شيء كهذا.. غبية ولماذا سيقول لها هو يتعامل معها كما لو أنها ليست موجودة من الأساس ابتسمت إيمان باستفزاز عندما رأت تعابير وجه مروة هكذا لتسألها بتهكم
هو يزيد مقالكيش
أجابتها وقد أحمرت وجنتيها من الخجل
لأ ممكن يكون نسي
ابتسمت إيمان بسخرية لاذعة ثم تحدثت بتهكم وهي تتجه للداخل مرة أخرى
نسي آه طب يلا يا ماما أنت وهي تعالوا ساعدوا
وقفت مروة و يسرى مثلها يسيرون للداخل فتحدثت يسرى إليها بجدية
متبقيش هبلة وزوجة ابنها هي لا تكف عن ازعاجها تستغل كل فرصة
ولو كانت حتى من اللاشيء لتحزن قلبها تتذكر منذ أن دلفت هذا المنزل وهي تعاملها باحترام ولم تغلط معها ولو بحرف صغير ولكنها تفعل العكس تماما لا تناديها إلا بابنة عائلة طوبار وهل هذا شيء مشين! أنها غريبة الأطوار حقا لقد تفاوتت المرات السابقة ولم تتحدث ازعجتها كثيرا تساندها إيمان تلك البغيضة مثل حماتها تكاد تجن من أسلوبهم وتلك الطريقة الرخيصة التي يتبعونها لو لم تكن يسرى معها وتحاول الدفاع عنها بكل الطرق وتحاول التهوين عليها لما بقيت هنا معهم..
استدارت والدة زوجها نجية إليها لتنظر إليها پحقد وكراهية ومن ثم هتفت قائلة بتهكم
هاتي الخضار اللي هناك ده يابت عيلة طوبار
تركت مروة السکين من يدها والذي كان تقطع به قطع اللحم لتتجه إلى الطاولة التي بالمطبخ موضوع عليها طبق الخضار الكبير أخذته واتجهت إليها وهي تعد بداخلها من واحد إلى عشرة حتى تهدأ ولا تثور على هذه المرأة العجوز تعثرت في طريقها بسبب حبة من البصل واقعة على الأرضية ولم تراها ليقع منها الطبق محطم وتناثرت محتوياته على الأرضية وقد جاهدت حتى لا تفقد توازنها ونجحت في ذلك..
شهقت يسرى بفزع واتجهت إليها على الفور مسانده إياها ثم هتفت قائلة بقلق واهتمام
أنت كويسه حصلك حاجه
لم تستطع مروة أن تجيبها حيث أن والدتها قد تحدثت بحدة وعصبية لا مبرر لهما فقد كان من الممكن تفاوت الأمر
مهي قدامك أهي كيف القرد تمام محصلهاش حاجه كسرت الصحن ووقعت الخضار على الأرض هو ده اللي عملته بت طوبار عيله جايه من عيلة غم بصحيح
وقفت مروة مدهوشة من حديثها الفظ بدلا من أن تتسائل إن كان حدث لها شيء سألت نفسها لماذا وافقت على هذا العڈاب ما ذنبها لتتحمل كل هذه الإهانة من سيدة مثلها تربيتها لا تسمح لها أن تعاملها بالمثل ولكن أن اضطرت ستفعل هي لا تحتمل بكل الأوضاع..
لم تتحدث معها بل انحنت على الأرضية تلملم ما تناثر عليها وتساعدها شقيقة زوجها بينما وقفت إيمان ووالدة زوجها بعيد نسبيا ابتسمت إيمان بوجهها ثم تحدثت قائلة بحماس
والله براوة عليك يا مرات عمي البصلة اللي وقعتيها كانت هتجيب أجلها
ابتسمت نجية وقد ظهرت تجاعيد وجهها وهي تقول والحقد يملئ قلبها
ولسه.. لسه مشافتش حاجه بت عيلة الڼصابين
تريثت قليلا ثم هتفت ببرود وسخرية بذات الوقت وهي تنظر إليها عندما كانت تجمع ما وقع على الأرضية
أمها ماټت وهي