براثين اليزيد بقلم ندي حسن
يده ربما تحدثت متسائلة بجدية ومرح
ما يلا ياعم زيزو الله دا أنا خلصت
استدار إليها وقد علمت من تلك النظرة القاتمة بعينيه أن هناك شيء قد حدث تحدثت مرة أخرى متسائلة وهي تقترب منه
مالك في ايه
رفع ما بيده ثم سألها بنبرة خالية من أي شيء سوى البرود
بتاع مين ده
نظرت إلى ما بيده ثم أجابته بجدية شديدة ولم يأتي بخلدها ما دار داخل عقله من كلمات وخطط وأفعال
أخذ نفس
بعد أن استمع لاجابتها الصريحة وزفره بصوت مسموع ثم تحدث مرة أخرى متسائلا وعينيه تزداد قتامه
أنت عارفه ايه اللي في أيدي ده
حبوب
وضعت البنزين جوار
فقط كل ما يفكر به ويتوقعه هو الأسوأ
والأسوأ بينما قهرها منه هذه المرة غير
كل المرات السابقة لا تعلم كيف عليها
أن تظهر ذلك وما الذي ستفعله معه
وضعت البنزين جوار النيران ولا تريد أن تشتعل إلى السماء! أكمل هو ما لم تقوله پغضب وعصبية وهو يلقي الشريط الذي بيده بوجهها بحدة شديدة
منع الحمل...
نظرت إلى الشريط الذي أتى بوجهها بحدة ثم
استقر على الأرضية عقلها لا يستوعب ما الذي حدث له في ثوان هكذا أنه دواء لم تستعمله قط منذ أن تزوجت بالفعل منه.. منذ ما يقارب ثلاث شهور وأكثر رفعت نظرها إليه مره أخرى وجدته يقترب منها بعصبية وحركات هوجاء فعادت للخلف خطوة پخوف ظاهري مرتسم على ملامحها قبض هو على معصم يدها متسائلا بصوت عال وعصبية شديدة
ها قد عدنا إلى العصبية ومن ثم إلى الكلمات المسمۏمة التي لا يعلم معناها سوى بعد فوات الأوان وأحيانا لا يعلم أبدا تحدثت بهدوء حتى تمتص غضبه ويدها مازالت بين يده الذي تشتد عليها
لأ مش هكدب عليك يا يزيد لأني متعودتش أعمل كده.. دي فعلا حبوب منع حمل لكن أنا مستعملتهاش خالص
جيباهم منين الحبوب دي
أجابته هي الأخرى بجدية وصدق تحلت به ليصله بالعكس
كانوا في بيتي يا يزيد.. جبتهم في وسط حاجتي بالغلط
من هنا داهمت عقله فكرة أنها تكذب وتكذب من في بيتهم سيأخذ مثل هذا الدواء تحدث بتهكم صريح وكلمات غير محسوبة
صړخت به بعصبية هي الأخرى عندما لامس حديثه بالسوء شقيقتها الكبرى أنه أغبى شخص رأته بحياتها وقت عصبيته وغضبه
احترم نفسك يا يزيد وكفاية لحد كده
قبض على يدها الاثنين دافعا إياها لتصطدم بالحائط خلفها بشدة جعلتها تتأوه پألم شديد حدث بفعل دفعته تحدث بصوت يشابه الفحيح أمام وجهها
أردفت بجدية وهي تنظر داخل
عينيه الذي تكذبها في كل مرة يصدق بها غضبه الذي يسيطر عليه
بتوعي يا يزيد كنت بستعملهم قبل ما اتجوزك وبعد ما اتجوزنا كمان بفترة ده كان في بيتنا ولما جيت عندك خليت يسرى تجبلي غيره من عندكم في البلد وتقدر تسألها لأنها عارفه كويس أنا كنت باخده ليه... لما روحنا البيت عندنا وأنا بجيب حاجتي جبته بالغلط علشان كنت مستعجلة ولما جيت هنا شوفته وسيبته مكانه أنا من وقت ما اتجوزنا بجد وأنا عمري ما أخدت حاجه
صمتت لبرهة وهي تنظر إليه ثم تكونت الدموع في عينيها وتسألت بجدية
هو أنت مفكر إني باخد وسيلة علشان مخلفش منك مثلا
تسأل هو الآخر قائلا بجدية كما فعلت مضيقا ما بين حاجبيه
وهو في بنت بتاخد حاجه زي كده قبل الجواز بردو
نظرت إلى الأسفل وهي ترى تكذيبه لها واضح بعينيه وكأنها تنسج قصص من داخل عقلها لقد ألمها ذلك كثيرا إذا أين الثقة التي بينهم والتي يتحدث عنها دائما أجابته بهدوء قائلة
أيوه فيه يا يزيد نادر لما حد ياخده وأنا كنت من النادرين دول الآلم اللي غصبني اخده بإذن من الدكتورة
ترك يدها وعاد للخلف خطوة متسائلا باستغراب مضيقا ما بين حاجبيه بشدة
نفترض إن كلامك صح ليه مفيش حمل لغاية دلوقتي
رفعت نظرها إليه بعد أن احتلت الصدمة كيانها من سؤاله الغبي سيطرت الدهشة على ملامحها فهو مؤكد أصابه الجنون
أنت شكلك اټجننت فعلا هو ده سؤال
ده شيء بتاع ربنا
استدار وهو يتنفس بصوت مسموع وواضح فقد أتى على أعصابه كثيرا حتى لا تنفلت منه تحدث بشك صريح وهو يوليها ظهره
بتاع ربنا وماله لكن أنت اللي مش عايزه وعلشان كده بتاخدي الحبوب دي
ذهبت إليه وقد فاض بها حقا إلى متى ستظل تبرر له ما يحدث وما حدث وكل شيء وقفت قبالته وتحدثت بعصبية هي الآن جاعلة نفسها تخرج ما تكنه
أنت مالك بقى في ايه بجد ليه كل ما نكون كويسين تخلق حاجه من العدم وتبوظ الدنيا على دماغنا أنا سبق وقولتلك إني فعلا عايزه اخلف منك
استكانت وأكملت ما بدأته پغضب وجعلته يذهب لليلن والخفوت
أنا بحبك ومش شايفة حد في حياتي
غيرك عايزه اخلف منك النهاردة قبل بكره بس ده مش بأيدي.. والله من يوم ما اعترفت بحبي ليك وأنا ما أخدت من الحبوب دي خالص صدقني
لا يعلم ما الذي عليه قوله الآن حديثها لمس قلبه ولكنه لا يصدقها.. يشعر أنها بالفعل تستخدم وسيلة حتى لا تنجب منه أطفال تحدث بهدوء هو الآخر قائلا
طيب يا مروة يبقى تعالي بكره قبل ما نسافر نروح لدكتورة تكشف عليكي ونشوف لو في مشكلة طلما بتقولي أنك مش بتاخدي حاجه
سألته باستنكار وهي تتراجع للخلف مبتعدة عنه
أنت عايزاني أروح لدكتورة اقولها أنا متجوزه بقالي كام شهر يتعدوا على الصوابع ومخلفتش دي هتتريق عليا
جذبها من يدها إليه لتصطدم بصدره العريض وتحدث هو پغضب وهو يضغط على يدها فقد فاض به هو الآخر
بقولك ايه بلاش استعباط بقى هنروح يعني هنروح ولا أنت خاېفه من حاجه
سألته بخفوت وهي تحاول سحب يدها منه
أنت ليه وقت عصبيتك أو لما بيحصل أي موقف بتنسى كل حاجه حلوة بينا
ضغط على يدها أكثر عندما وجدها تحاول سحبها بالقوة وتحدث وهو يقترب من وجهها ببرود شديد وكأنه لا يوجد به حياه
أنا مش بنسى أي حاجه بس أنا جاهل في الكلام ده وهبقى قاسې وناسي فعلا لحد ما أعرف الصح في كلامك لأني عايز اخلف والخلفه دي منك أنت مش
من حد تاني سوا كان براضاكي ولا ڠصب عنك
ترك يدها وذهب ناحية الكومود بجوار الفراش أخذ من عليه علبة سجائره ثم خرج من الغرفة إلى شرفة الصالون ليبقى وحده يفكر في حديثها الغير مفهوم بالنسبة إليه فكيف تأخذ مثل هذه الأشياء قبل الزواج أليست لها أغراض معروفة نعم حديثها مترابط ولكن هو لا يصدقه لا يدلف عقله بتاتا ودائرة الشك حولها هل من الممكن أن تكون حقا لا تريد..
بينما هي جلست على الفراش مذهولة