الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

براثين اليزيد بقلم ندي حسن

انت في الصفحة 48 من 81 صفحات

موقع أيام نيوز

يده ربما تحدثت متسائلة بجدية ومرح
ما يلا ياعم زيزو الله دا أنا خلصت
استدار إليها وقد علمت من تلك النظرة القاتمة بعينيه أن هناك شيء قد حدث تحدثت مرة أخرى متسائلة وهي تقترب منه
مالك في ايه
رفع ما بيده ثم سألها بنبرة خالية من أي شيء سوى البرود
بتاع مين ده
نظرت إلى ما بيده ثم أجابته بجدية شديدة ولم يأتي بخلدها ما دار داخل عقله من كلمات وخطط وأفعال
بتاعي
أخذ نفس
بعد أن استمع لاجابتها الصريحة وزفره بصوت مسموع ثم تحدث مرة أخرى متسائلا وعينيه تزداد قتامه
أنت عارفه ايه اللي في أيدي ده
حبوب
وضعت البنزين جوار 
فقط كل ما يفكر به ويتوقعه هو الأسوأ
والأسوأ بينما قهرها منه هذه المرة غير 
كل المرات السابقة لا تعلم كيف عليها
أن تظهر ذلك وما الذي ستفعله معه
لكنها حقا حزينة للغاية منه ومن أفعاله
وضعت البنزين جوار النيران ولا تريد أن تشتعل إلى السماء! أكمل هو ما لم تقوله پغضب وعصبية وهو يلقي الشريط الذي بيده بوجهها بحدة شديدة
منع الحمل...
نظرت إلى الشريط الذي أتى بوجهها بحدة ثم
استقر على الأرضية عقلها لا يستوعب ما الذي حدث له في ثوان هكذا أنه دواء لم تستعمله قط منذ أن تزوجت بالفعل منه.. منذ ما يقارب ثلاث شهور وأكثر رفعت نظرها إليه مره أخرى وجدته يقترب منها بعصبية وحركات هوجاء فعادت للخلف خطوة پخوف ظاهري مرتسم على ملامحها قبض هو على معصم يدها متسائلا بصوت عال وعصبية شديدة
ما تردي وتقولي أنها حبوب منع الحمل ولا فكراني أهبل هتكدبي عليا
ها قد عدنا إلى العصبية ومن ثم إلى الكلمات المسمۏمة التي لا يعلم معناها سوى بعد فوات الأوان وأحيانا لا يعلم أبدا تحدثت بهدوء حتى تمتص غضبه ويدها مازالت بين يده الذي تشتد عليها
لأ مش هكدب عليك يا يزيد لأني متعودتش أعمل كده.. دي فعلا حبوب منع حمل لكن أنا مستعملتهاش خالص
ترك يدها وأخذ نفس عميق محاولا أن يتحلى بالهدوء حتى لا يفقد السيطرة على نفسه في وسط غضبه ويفعل ما لا يريده سألها بجدية شديدة
جيباهم منين الحبوب دي
أجابته هي الأخرى بجدية وصدق تحلت به ليصله بالعكس
كانوا في بيتي يا يزيد.. جبتهم في وسط حاجتي بالغلط
من هنا داهمت عقله فكرة أنها تكذب وتكذب من في بيتهم سيأخذ مثل هذا الدواء تحدث بتهكم صريح وكلمات غير محسوبة
وكانوا في بيتكم بيعملوا ايه مين عندكم بياخد مانع للحمل يا هانم يا ترى أختك بقى
صړخت به بعصبية هي الأخرى عندما لامس حديثه بالسوء شقيقتها الكبرى أنه أغبى شخص رأته بحياتها وقت عصبيته وغضبه
احترم نفسك يا يزيد وكفاية لحد كده
قبض على يدها الاثنين دافعا إياها لتصطدم بالحائط خلفها بشدة جعلتها تتأوه پألم شديد حدث بفعل دفعته تحدث بصوت يشابه الفحيح أمام وجهها
اومال عايزاني أقول ايه أفهم ايه أنا من كلامك ده.. يا إما بتوعك وبتكدبي عليا يا إما بتوع أختك مهو مش معقول اللي بتقوليه ده
أردفت بجدية وهي تنظر داخل
عينيه الذي تكذبها في كل مرة يصدق بها غضبه الذي يسيطر عليه
بتوعي يا يزيد كنت بستعملهم قبل ما اتجوزك وبعد ما اتجوزنا كمان بفترة ده كان في بيتنا ولما جيت عندك خليت يسرى تجبلي غيره من عندكم في البلد وتقدر تسألها لأنها عارفه كويس أنا كنت باخده ليه... لما روحنا البيت عندنا وأنا بجيب حاجتي جبته بالغلط علشان كنت مستعجلة ولما جيت هنا شوفته وسيبته مكانه أنا من وقت ما اتجوزنا بجد وأنا عمري ما أخدت حاجه
صمتت لبرهة وهي تنظر إليه ثم تكونت الدموع في عينيها وتسألت بجدية
هو أنت مفكر إني باخد وسيلة علشان مخلفش منك مثلا
تسأل هو الآخر قائلا بجدية كما فعلت مضيقا ما بين حاجبيه
وهو في بنت بتاخد حاجه زي كده قبل الجواز بردو
نظرت إلى الأسفل وهي ترى تكذيبه لها واضح بعينيه وكأنها تنسج قصص من داخل عقلها لقد ألمها ذلك كثيرا إذا أين الثقة التي بينهم والتي يتحدث عنها دائما أجابته بهدوء قائلة
أيوه فيه يا يزيد نادر لما حد ياخده وأنا كنت من النادرين دول الآلم اللي غصبني اخده بإذن من الدكتورة
ترك يدها وعاد للخلف خطوة متسائلا باستغراب مضيقا ما بين حاجبيه بشدة
نفترض إن كلامك صح ليه مفيش حمل لغاية دلوقتي
رفعت نظرها إليه بعد أن احتلت الصدمة كيانها من سؤاله الغبي سيطرت الدهشة على ملامحها فهو مؤكد أصابه الجنون
أنت شكلك اټجننت فعلا هو ده سؤال
ده شيء بتاع ربنا
استدار وهو يتنفس بصوت مسموع وواضح فقد أتى على أعصابه كثيرا حتى لا تنفلت منه تحدث بشك صريح وهو يوليها ظهره
بتاع ربنا وماله لكن أنت اللي مش عايزه وعلشان كده بتاخدي الحبوب دي
ذهبت إليه وقد فاض بها حقا إلى متى ستظل تبرر له ما يحدث وما حدث وكل شيء وقفت قبالته وتحدثت بعصبية هي الآن جاعلة نفسها تخرج ما تكنه
أنت مالك بقى في ايه بجد ليه كل ما نكون كويسين تخلق حاجه من العدم وتبوظ الدنيا على دماغنا أنا سبق وقولتلك إني فعلا عايزه اخلف منك
استكانت وأكملت ما بدأته پغضب وجعلته يذهب لليلن والخفوت
أنا بحبك ومش شايفة حد في حياتي
غيرك عايزه اخلف منك النهاردة قبل بكره بس ده مش بأيدي.. والله من يوم ما اعترفت بحبي ليك وأنا ما أخدت من الحبوب دي خالص صدقني
لا يعلم ما الذي عليه قوله الآن حديثها لمس قلبه ولكنه لا يصدقها.. يشعر أنها بالفعل تستخدم وسيلة حتى لا تنجب منه أطفال تحدث بهدوء هو الآخر قائلا
طيب يا مروة يبقى تعالي بكره قبل ما نسافر نروح لدكتورة تكشف عليكي ونشوف لو في مشكلة طلما بتقولي أنك مش بتاخدي حاجه 
سألته باستنكار وهي تتراجع للخلف مبتعدة عنه
أنت عايزاني أروح لدكتورة اقولها أنا متجوزه بقالي كام شهر يتعدوا على الصوابع ومخلفتش دي هتتريق عليا
جذبها من يدها إليه لتصطدم بصدره العريض وتحدث هو پغضب وهو يضغط على يدها فقد فاض به هو الآخر
بقولك ايه بلاش استعباط بقى هنروح يعني هنروح ولا أنت خاېفه من حاجه
سألته بخفوت وهي تحاول سحب يدها منه
أنت ليه وقت عصبيتك أو لما بيحصل أي موقف بتنسى كل حاجه حلوة بينا
ضغط على يدها أكثر عندما وجدها تحاول سحبها بالقوة وتحدث وهو يقترب من وجهها ببرود شديد وكأنه لا يوجد به حياه
أنا مش بنسى أي حاجه بس أنا جاهل في الكلام ده وهبقى قاسې وناسي فعلا لحد ما أعرف الصح في كلامك لأني عايز اخلف والخلفه دي منك أنت مش
من حد تاني سوا كان براضاكي ولا ڠصب عنك
ترك يدها وذهب ناحية الكومود بجوار الفراش أخذ من عليه علبة سجائره ثم خرج من الغرفة إلى شرفة الصالون ليبقى وحده يفكر في حديثها الغير مفهوم بالنسبة إليه فكيف تأخذ مثل هذه الأشياء قبل الزواج أليست لها أغراض معروفة نعم حديثها مترابط ولكن هو لا يصدقه لا يدلف عقله بتاتا ودائرة الشك حولها هل من الممكن أن تكون حقا لا تريد..
بينما هي جلست على الفراش مذهولة
47  48  49 

انت في الصفحة 48 من 81 صفحات