براثين اليزيد بقلم ندي حسن
الرجعة إلى هنا مرة أخرى..
لم يجدها في الغرفة
أو المرحاض أو الغرف الأخرى ولم ينادي عليها أيضا ولكن عندما تبين له أنها ليست متواجدة في المنزل
هبط قلبه ليستقر بين قدميه هلعا وخوفا عليها فمن الممكن أن يكون تمادى معها وهي على حق وهو لا يعلم بهذه الأمور..
أو يكون حاډثها أخاه! من الممكن أن يفعلها قد يكون قص عليها كل شيء وبعد ذلك تركته وذهبت!..
عاد مرة أخرى يدلف الغرف وهو ينادي باسمها بلهفة وخوف شديد أخرج هاتفه ليحادثها منه ولكنه وجد هاتفها على الفراش في الغرفة في الداخل فكر سريعا عليه الخروج لمعرفة أين ذهبت وهم على فعل ذلك.. ولكن نظر إلى باب الشرفة وهو يمر على غرفة الصالون ليجدها مغلقة كڈبا وليست حقيقة سريعا ذهب إلى الشرفة مقتحمها لتفزع وتقفز من مكانها پخوف يكاد يوقف قلبها..
تقدم منها سريعا أخذا إياها باحضانه بلهفة وقلق شديد ظهر عليه منذ أن دلف شدد على احتضانها بينما هي مدهوشة مما يحدث وما الذي جعله يتغير هكذا..
قاعدة ليه في البرد ده
أجابته بجدية هي الأخرى بعد أن أدارت وجهها الناحية الأخرى بعد أن رأت تقلباته قد عادت
بشم هوا
علم أنها كانت تبكي.. تبكي پقهر وضعف لينتابه هو الآخر الضعف الشديد الذي يشعره أنه عاجز عن فعل أي شيء إن كان حديث أو فعل..
يلا ادخلي نامي علشان الطريق طويل
استمعت لحديثه دون أن تتفوه بحرف ولم يكن بها شيء واحد يستطيع أن يتحدث ويجادل ففعلت وبينما تخطي بقدميها إلى الداخل أكمل هو حديثه قائلا بجمود
وكمان لسه مشوار الدكتورة..
أكملت طريقها إلى معنى كلمة الراحة بالنسبة له ولزوجته الآن هو عائد بعد أن طلبوا منه ذلك ويعلم أنهم سيتحدثون معه في كل شيء مر سوى أن كان اليوم أو غد أو بعد غد سيتحدثون لا محالة وقد علم هو ما الذي سيقوله وهذا سيكون آخر ما لديه وليفعلوا ما يحلوا لهم أن استطاعوا.. سيترك كل شيء لهم ويبتعد بزوجته بعد أن تعلم كل ما حدث.. عليها أن تعلم ذلك..
عن كل هذا.. هو الآن لا يدري كيف سيجعلها تلين له مرة أخرى فقد تخطى حدوده معها بكثير من المرات ولن يلومها في أي مرة لو تركته ولكن هو لا يستطيع دونها لقد تأكد من الطبيبة التي زارها معها لكي ېكذب حديثها ولكن هي محقة وكل ما قالته كان صحيح..
لا يعرف كثير عن هذه الأمور النسائية وأيضا يعرف أن دواء كهذا له أسباب معروفة فقط.. بجانب كلمات ريهام المؤكدة غير حديث زوجته الذي لا يدلف عقله.. كل ذلك جعله لا يصدقها ويظن بها السوء ولكن بعد أن ذهب بها إلى الطبيبة قبل العودة تأكد أنه أخطأ بحقها مرة أخرى غير الأولى والثانية والثالثة.. لقد كانوا كثيرون..
تذكر حديث الطبيبة وهي تجيب سؤاله بهدوء شديد ووقار بعد أن رفعت النظارة الطبية عن عينيها
طبعا وارد يا أستاذ يزيد إن آنسة تاخد الحبوب دي عادي جدا
رأت زوجته تتقدم منهم بعد أن عدلت ملابسها وجلست على المقعد أمامه مقابلا لها وقد رأت الحزن بعينيها الباكية لقد مر عليها كثير من هذه الحالات ولكن هذه مختلفة ومن معرفة مدة الزواج وسؤاله عن شيء كهذا قالت مرة أخرى بعد أن فهمت ما يحدث
أما بالنسبة للحمل فهو كل شيء طبيعي ده غير طبعا أن مدة الجواز صغيرة ربنا لسه ماردش... عايزاك تطمن واضح أن المدام مش بتاخد أي وسيلة
نظر إليها وهو لا يعلم ما الذي يشعر به لتقف على قدميها دون أن تجعله يعلم ما الذي يمر على خلدها فقد كانت تعابير وجهها حادة كثيرا سلمت على الطبيبة ورحلت وهو من خلفها
أبعد نظره عن الطريق لينظر إليها بحزن
وهو لا يعلم ما الذي أصعب من الصعب نفسه لقد أذى نفسيتها كثيرا بما فعله وما يفعله كل مرة... يعترف أنه يستحق أكثر من ذلك..
وضعت رأسها يمينا على نافذة السيارة تنظر إلى السيارات والطريق بالخارج وعقلها منشغل به وبما فعله.. لقد شكك بها وبحديثها.. يعتقد أنها لا تريد أن تنجب منه أطفالا.. تحدث عن شقيقتها بالسوء وتحدث عنها أيضا
بالسوء.. تطاول بالكلمات بكثرة قارب على التطاول بيده مرة أخرى ولكن قد توقف بآخر لحظة.. هذا هو الجانب الوحيد السيء به.. أنه وقت غضبه حقا يتناسى على شيء ولا يتذكر سوى أنه غاصب الآن وعليه أن يخرج ما يكنه من ڠضب داخله..
هذه أكبر المشكلات تواجدا بحياتها معه فهي ستكمل حياتها معه.. ستكون زوجته إلى الأبد ولكن لن تستطيع أن تتعايش مع هذا في كل مرة يحدث في ذلك الأمر الذي شغله في الشهور الماضية أعطى لنفسه مدة طويلة كي يفكر براحة دون تخطي الحدود ودون تحكيم قلبه وحده أو عقله وحده..
بعد تلك الفترة وابتعاده عن ابنة عمه مروة ومعرفة مدى سعادتها مع زوجها تخطى تلك الفترة الطويلة التي قال بها أنه يعشقها الآن أصبحت بالنسبة إليه مجرد ابنة عمه وإن اقتربت أكثر ستكون شقيقته غير ذلك لا يوجد..
علم تمام العلم أنه كان مخطئ لو فقط كان فكر قليلا لوجد ذلك ربما إعجاب بجمالها أو احترامها أو أي شيء آخر لكنه ليس حب.. هو لم عقله وقلبه حقا..
ميار بعد كلماتها في آخر محادثة بينهم أصبح منشغل بكل كلمة قالتها يفكر ويفكر من الذي تتحدث عنها ربما هو مخطئ مرة أخرى ولا يدري ولكن أبتعد عن التفكير بأي فتاة أخرى ووضع أمام عينيه ميار ليرى هل هو منجذب إليها يحبها أم ما الذي يحدث..
ثم يوم بعد يوم يتذكر حديثها من الصغر أفعالها ونظراتها تصفح صورها عبر مواقع التواصل وجد نفسه لا يشبع من النظر إليها والتفكير بها كثير من المشاعر تجتاحه لن يستطيع أن يعبر عنها ولكن هو الآن أخذ قرار وسينفذه قبل أن يحدث شيء ېخرب كل ما أراده كما السابق..
وقف على قدميه متقدما إلى داخل الغرفة ثم إلى خارجها ذاهبا إلى والده الذي كان يجلس في غرفة الصالون مع زوجته دلف إليهم تامر ثم وقف أمام والده وتحدث بجدية