عشق القلوب بقلم سهام صادق
لكان لم يصدقه أبدا فالدنيا حقا غريبه تأخذ لتعطي تسلب وتمنح مرادفات كثيرة وعجيبه لهذه الحياه ولكن يبقي أختيار الله لنا دوما خيرا لنا وايضا من أعمالنا
فألتف بوجهه ناحيتها هي وصغيره الجالسين امام عينيه علي متن الطائره المتجه الي كندا ليجد ابنه يداعب وجهها بيديه وهي تضحك له بسعاده وكأنها أمه ليتذكر في تلك اللحظه أمه التي لا تصنف الا بالنساء التي لاتبحث سوا عن فأستغفر ربه عندما تذكرها قائلا
ليسمع صوت تلك الحبيبه التي عادت اليه وهي تحادث طفله
نهال بحب عيب كده ياياسو
فيبتسم أمجد لفعلة صغيره قائلا الله الله ياأستاذ ياسين وتذكر حديثها اللاذع معه بعدما انتهت مراسم كتب الكتاب في بيت والدها
اوعاك تفتكر أني وفقت حبا
فيك انا وافقت عشان خاطر بابا وعشان ياسين كمان لان أنا كده كده كنت رافضة فكرة الجواز بعد طارق الله يرحمه بس مش هسيب ياسين يتربي من غير أم
ظل يدور في مكتبه بصعوبه بعدما عاد من مقابلة ذلك العجوز بعد سفره اليه في مقر حزبهم بأمريكا
فيقبض على كفيه بقوة وهو يأخذ قراره المصير في أنهاء جميع علاقاته هنا ويعود الي وطنه مهما كانت الخسائر وقبل أي شئ يقص كل شئ لها منذ البدايه لعلا كل هذا يساعد في شفائها وتتذكر كل ماحدث وتعود كما كانت فكما قال له الطبيب عندما عرض عليه حالتها
ليفيق من شروده علي صوت رنين هاتفه
يوسف اهلا محسن باشا متقلقش هساعدك بس مش عشان تكشف كل شئ للحزب وانفصل من البرلمان لاء عشان خاطر انك عم مريم رغم وضغط علي أخر كلمة سوف تخرج من فهمه أكراما لها واغلق الهاتف پغضب في وجهه
دخلت معه الي المنزل الذي كانت تسكنه
أمرأة أخري پألم ثم تراجعت بخطواتها للوراء وهي تخفض برأسها أرضا
نهال هو ده البيت اللي كنتوا عايشين فيه
فحرك امجد رأسه نافيا لاء ده بيت جديد خالص مټخافيش
ومد بيديه كي يأخذ الصغير النائم علي كتفها لتعطيه له فكانت
لمسات يده الحانيه علي يديها كأنها مغناطيسا جعلتها تهتز وهو يأخذ منها الصغير وصار پألم لما حدث منها من خوف
لتجده يقف أمامها بهدوئه ووقاره ايضا الذي أطغاه عليه الزمن فوقفت سريعا أمامه
نهال هو فين يوسف هو قالي انه راجع تاني كندا هو ومريم أنا عايزه يوسف
فأمسك كتفيها بهدوء كي تهدأ من توترها ليزداد توترها أثر لمساته
فتأملت نظراته پألم وابتعدت عنه وقالت بلا وعي انت كنت بتحبني زمان طب ليه اتجوزت وسبتني
لينصدم من حديثها قائلا بتوتر
أمجد عرفتي منين
نهال سمعتك وانت بتقول لبابا قبل ما نكتب كتب الكتاب
فيسقط بحمل جسده كله علي الاريكه قائلا بتعب وهو يفك اول زر من أزرار قميصه بسبب العقل سيبتك بسبب العقل كنتي طفله صغيره لسا داخله اولي ثانوي وانا كنت شاب مخلص جامعته لسا اصارحك ازاي واقولك ايه نظراتك ليا كنت نظرات أخت لاخوها كنت ديما بحس انك شيفاني زي أحمد
فصړخت بوجهه وهي تدمع ده ضعف مش عقل انا مكنتش أختك يا أمجد سامع انا مكنتش أختك مسألتش نفسك ليه كنت متعلقه بيك زمان وانك كنت كل حاجه في حياتي وفي النهايه اتجوزت
نهال متملسنيش جيه الوقت اللي هعاقبك انا فيه يا أمجد
كانت جالسة خلف مكتبها تتابع أعمالها بشرود حتي أفاقت علي صوت تلك المرأه المتهكمه منها دوما
عايده وقت البريك يا أستاذه يلي سرحانه
لتنظر اروي أليها بأرهاق أبدا انا مش سرحانه يا مدام عايده وعادت تنظر الي الاوراق التي أمامها لتنهي ما تبقي ولكن بتركيز
فتعاود عايده حديثها پحده نفسي أفهم ليه من ساعة ماجيتي هنا الشغل مبتنزليش وقت البريك ونظرة الي غرفة مديرها بتهكم تابعي شغلك تابعي
وسارت من أمامها وهي تتمتم وعملالي نفسك محترمه وهاديه انا متأكده ان بينك وبينه علاقه ماهو مش معقول يختارك بالأسم هنا
فتمسح هي دموعها سريعا من نظرات تلك السيده وأحتقارها الدائم لها وايضا شكها فيها ليخرج من مكتبه في تلك اللحظه وهو ناظر في ساعته
فتنتبه هي اليه وتنهض من علي كرسيها قائله بهدوء أعتاد عليه منها
أروي مدام عايده نزلت الكافتريا عشان وقت البريك يافندم
ليقترب هو منها بشك وبنظرة ثاقبه لملامحها
أحمد منزلتيش ليه انتي كمان وقت الراحه وزاد من قربه لها حتي وقف أمامها ليرفع وجهها بيدهأنتي كنتي بټعيطي ياأروي
فتشيح وجهها سريعا بأرتباك وتمسك بعض الاوراق في أيديها
أروي انا هروح امضي الورق ده يافندم من مدير الحسابات عن أذنك
أحمد بخبث علي فكره أنا هخطب يا أروي
فتتأمله بأسي قد خبئته ببسمه صافيه مبرووك
احمد الله يبارك فيكي مش عايزه تعرفي مين العروسه
لتأتي عايده في تلك اللحظه وهي حاملة في يدها كوب النسكافي الخاص بها وتري قربهم الزائد
فيتنحنح أحمد جانبا ابقي تابعي شغل الأستاذه بعد كده يامدام عايده أظاهر ان خبرتها قليله وينظر في ساعته بدلوماسيه أصبح يتقنها ألغي أجتماعات النهارده لان عندي ميعاد مهم
عايده حاضر يافندم وتنتظر خروجه كي تلقي بكلامها اللاذع لها
عايده بتهكم بلاش نمثل الشرف بقي بقيتوا مالين البلد صح
وجلست علي مقعدها وهي تستغفر تاركة الاخري في بحر أحزانها من هذا الزوج القاسې
أصبحت جفونه لا تعرف النوم ليترك ذلك الكتاب من يديه متأملا ساعة منبهه ليجد ان الوقت قد تخطي منتصف الليل فينهض من علي فراشه بهدوء ويسير ناحية غرفة طفله فيجدها نائمه بجواره
وقف حائرا من الاقتراب منهما حتي قرر ان يقترب بمشاعر مضطربه ليري ملامح تلك النائمة عن قرب
أمجد هستحمل اي عقاپ منك يانهال عشان انا أستاهل
نهال انت اللي وصلتنا لكده يا أمجد
اما هو فقد ذهب الي فراشه ودثر نفسه بالغطاء سريعا وهو يعاتب نفسه علي تلك المشاعر
أمجد مش قادر استحمل وجودك وبعدك يانهال مش قادر
ليتذكر تلك الخائڼه ومافعلته بشرفه
أمجد ربنا يغفرلك ياسالي !
جلست بجانبه بحزن من افعاله لتقول
مريم ليه مش عايز تسافر كندا تاني نفسي اشوف نهال اختك اووي يايوسف
فظل ناظرا في حاسوبه
الشخصي كي يلهي نفسه بشئ بعيدا عن جدالها فكما امره العجوز جاك بأن ترك مجلسه الان واظاهر زواجه سيضره وسيضر حزبه ليتذكر حديث ظل العجوز عندما تفاجئ بقدومه مخصوصا اليه
سأقف بجانبك بني فأنا لن أعاقبك علي عقيدتك ففي النهايه لنا اله يحاسبنا ولكن ليس كل اعضاء حزبك مثلي ف مايكل زوج أبنتي جينا اعلم تماما بخبثه وهو يتربص لك مثل الثعلب أحترس منه بني
واثق في فأنا سأدعمك عزيزي
ليفيق علي قبلتها الحانيه لأحد خديه وهي تحادثه بدلال لا يعلم متي ومن أين اكتسبته
مريم هنسافر كندا وبعدين هنسافر علي مصر مش أنت وعدتني ان اول ماتقرب ميعاد الولاده هترجعني مصر وهدورلي علي أمي وكمان هتشوفلي دكتور عشان أفتكر الجزء الكبير من حياتي
فيتأمل حديثها الذي يحمل الكثير من الأمل وترك حاسوبه جانبا ليرفعها علي قدميه ويداعب خصلات شعرها بأحد أيديه متحسسا جنينهما بالأيد الأخري
يوسف للاسف مش هننزل مصر دلوقتي يامريم مقدرش اسيب شغلي ياحببتي غير اننا بعد اسبوع هنسافر لندن
فيمتقع وجهها لحديثه القاټل ونهضت لتبتعد عنه ونظرت اليه پغضب
مريم انت عايز مني ايه وحبسني هنا ليه انا عايزه ارجع بلدي ومش هسافر معاك
وركضت من امامه حتي وصلت الي حديقة القصر ليلحق هو بها فسقطت امام عينيه ارضا بعد ان اصابها دوار شديد
كانت تتابعه بعينيها من بعيد وهو شاردا لتتذكر معالم وجهه منذ زمن فلم يكن مثل ذلك الشخص الجالس أمامها يتخلل الصمت والحزن دوما معالم وجهه فأمجد القديم الذي كانت تعرفه اكثر شخصا كان يجعل لها الحياه احلاما وبستانا من الورد لكثرة تفائله ومزاحته
فنتبهت لنوم الصغير علي قدميها وكادت ان تنهض لتحمله ليلتفت هو بوجهه ناحيتهم في تلك اللحظه ونهض من علي كرسيه بعد ان ترك بعض الاوراق التي كان ممسك بها وجاء ليحمله عنها بصمت
وعندما تذكر شئ وهو يسير بطفله نحو غرفته
أمجد ممكن يانهال متدخليش اوضتك دلوقتي عايزك في حاجه ضروري
فجلست تنتظره بتوتر فهي دوما تحاول ان تتجنب وجودهم سويا حتي لا تعصف بها الذكريات القديمه مجددا فشردت في خطيبها طارق لتحدث نفسها بندم
نهال ربنا يرحمك ياطارق كنت انسان جميل وتذكرت انها لم تحبه يوما مثلما احبها هو
ليقطع شرودها قدومه وهو يحمل تلك العلبه القطيفيه بين ايديه
امجد ديه شبكتك يانهال يارب تعجبك
وانتظر ان تمد ايديها كي تفتحها حتي قال بيأس مش عايزه تشوفيها
فهزت رأسها نافيه
أمجد افتحهالك انا طيب
لتوقظ هي احزانه بضړبة قويه وهي تقول
نهال انت ازاي خاېن كده ازاي نسيت مراتك بالسرعه ديه
وتركته ونهضت سريعا وهي تعلم انها قد أصابته في مقټل فمن يري حاله يعلم انه
مصډوما من شئ يخفيه !!
نظرت اليه بكبرياء وهي ممسكه بيدها أستقالتها
أروي أظن اللي عملته فيا كفايه اووي لحد كده ديه استقالتي من شركتك وياريت تطلقني عشان استقيل برضوه من حياتك
ليقف أمامها پغضب وهو يتفرس معالم وجهها
أحمد استقالت شركتي مقبوله اما ايه طلقني ديه مين قال اني بفكر اطلقك ياهانم
فتسقط دموعها پألم ثم مسحتها سريعا ونظرت اليه بكبرياء قد تعلمته منه
أروي وانا مش عايزه اكون اسمي علي أسمك كفايه كل اللي عملته فيا عشان غلطه انت اللي سببها وانا اللي دفعت تمنها انا عمري ماهسامحك يا أحمد
وكادت أن تخرج من غرفته فالټفت اليه ثانية لتقول بحزن ربنا يسعدك مع خطيبتك الجديده وتكون اشرف مني
ليلتقط هو ذراعها حاضنا ايها بقوه خطيبت مين يامجنونه انا كنت أقصدك انتي كنت عايز اخطبك من جديد واتجوزك من جديد
فيفتح باب مكتبه فجأه وتطل تلك السكرتيره الحمقاء ناظره اليهم بدهشه
لتبتعد هي عنه سريعا حتي تقول السكرتيره
عايده انا أسفه يافندم ورمقت تلك المسكينه بأعين كالصقر يتخللها الكلام اللاذع
فتدور بها الأرض ثم سقطت أرضا
ليقف بفزع
احمد أطلبي طبيب الشركه حالا يامدام
فتنظر اليه عايده بشمئزاز حتي يقول صارخا وهو يحملها بين ذراعيه ليسطحها علي تلك الأريكه المريحه مراتي علي فكره اطلبي الدكتور بسرعه سامعه
فتتأمله پصدمه وهي تتحدث
عايده مراتك !
ليحادثها پغضب وهو جاثي علي ركبتيه ينظر إلي تلك الشاحبه أمامه ايوه مراتي اومال كنتي فاكره ايه يامدام يامحترمه
فتخرج عايده منكسة الرأس لظلمها لتلك المسكينه
وقفت أمامه مطأطأة