الجمعة 22 نوفمبر 2024

عشق القلوب بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 9 من 22 صفحات

موقع أيام نيوز

بحب وهي تتذكر ريما ربنا يسعدك ياريما وظلت تردد تلك الكلمة علي لسانها 
حتي سمعت قطرات المطر القويه تتساقط علي زجاج شرفتها فأقتربت من شرفتها بأمل وهي تري هطول المطر فأبتسمت قائله بحنين وحشتني اووي يابابا ثم تذكرت والدتها واخواتها الأثنين من زوج أمها حتي أبتسمت وهي تتذكر كيف كانت تستطيع أن تفرقهما عن بعضهما رغم تشابهما القوي فسقطت دموعها وهي تتأمل حالها الوحيد في ذلك العالم وأبتسمت وهي تزيل دموعها عندما جاءت بذهنها قول الله تعالي
ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد
أنهي يوسف شراب مشروبه المثلج ونظر الي ياسين النائم الذي يتسطح علي فراشه ويبتسم وكأن في أحلامه ما يدغدغه ويلاعبه فأقترب منه ليلامس أنامله الصغيره قائلا بصوت
حنون عارف يا ياسين أنا بحبك أووي ونفسي يبقي عندي طفل شبهك كل الناس فاكراني وحش وقذر اووي أنا عارف أني كده بس اللي يعيش هنا في القصر ده لازم يبقي كده فتمايل الطفل قليلا في حركته حتي قال يوسف ضاحكا أنا بتكلم معاك ازاي كده اصلا 
فسمع أهتزاز هاتفه المفاجئ ونظر الي رقم المتصل حتي وجه حديثه اليه قائلا ده امجد اللي بيتصل شكله خاېف عليك 
وبصوت ضاحك كان يمزاحه 
يوسف أيه يا أمجد انت هتخاف علي أبنك مني زي مراتك ولا ايه متقلقش
معنديش حد في البيت غير الأستاذ ياسين ونام كمان 
ويلجم حديثه عند سمع صوتها وهي تتحدث أنا سالي مش أمجد يايوسف 
فيظل الصمت بينهم حتي يقول بجمود ياسين نايم وبكره الصبح أكيد هيبقي عندكم ياسالي طمني أمجد وتصبحي علي خير 
وأغلق الهاتف دون أن ينتظر ردها حتي ألقط سالي بالهاتف جانبا وهي تظفر پغضب من تصرفاته الجامده التي أصبح يعاملها بها منذ علمه بمشاعرها أتجاهه فأقترب منها أمجد بعدما أنهي حمامه الهادئ قائلا بحب وهو يلامس وجهها بأنامله وحشتيني اوووي ياحببتي 
جلس أحمد بشرود يشعل سېجارة تلو الأخري وهو يفكر في حياته القادمه فنظر الي كوب قهوته التي قد بردت حتي جاء طارق عندما لمح وجوده علي طربيزتهم المفضله في ذلك الكافي وأقترب منه قائلا ايه يا بني كمية السجاير ديه
فنظر اليه أحمد قليلا قبل أن يطفئ لهيب سيجارته في تلك المطفأه المخصصه أنت أتأخرت عليا ليه ياطارق 
فأبتسم طارق بسعاده كنت بحضر أوراق كتب الكتاب يااا أنا مش مصدق يا أحمد أخيرا نهال هتبقي مراتي 
فنظر اليه أحمد بسعاده وهو يري مدي عشقه لأخته ربنا يسعدكم ياصاحبي 
طارق بس أنت طلعت ندل يا أبني أنت مافيش أي مساعده منك حتي أبقي افتكر كل ده ماشي عشان يوم أجراءات كتب كتابك أنت وأروي لو طلبت مني مساعده او من مراتي ولا هنعرفك 
فنظر اليه احمد بشرود وهو يتذكر أسم أروي حتي تنهد أعذرني ياطارق وكمان مراتك اللي بتتكلم عنها ديه تبقي اختي يا أستاذ 
فتنهد طارق بحب ياا أمتي بكره يجي عشان اقولها كل اللي نفسي فيه ده اختك ديه طلعت عيني بس علي قلبي زي العسل 
فتأمل أحمد السعاده التي تطل من عين صديقه فتذكر أخر لقاء كان بينه وبين أروي عندما دعوه الي الغداء ولم يجد أحد من أهلها سوي هي وخادمتها حتي أتت صورتها وهي بين أحضانه ليشاهدوا بعض الصور الخاصه بغرف النوم وحديثهم عما سيحدث بينهم في تلك الليله واستجابتها لحديثه فقد تمني فتلك اللحظه أن يجدها تصرخ به وتضربه علي وقاحته ولكن كل ما وجده أمامه أمرأة تعلم بكل شئ يخص الزوج وليس فتاة بكر 
ليلوح طارق أمام عينيه بأصابعه قائلا ها يابني روحت فين فيبتسم أحمد بأبتسامة شاحبه لصديقه وهو شارد بذهنه في صورة خطيبته الحمقاء التي تلبي كل رغباته دون تمنع 
تقدمت مريم نحو الطاولات الموضوعه بحزن وبدأت تعد هيئة كل طاوله كما اعتادت هي وصديقتها ريما فتأملت المكان حولها لتجد أعين ذلك الشاب الكندي تحاوطها بأشفاق عليها فقد كان شابا حديث السن فأقترب منها قائلا اتريدين ان اساعدك يا مريم
فأبتسمت مريم وهي تكمل اعداد الطاولات انا خلاص قربت اخلص يا أرناف روح ذاكر انت وانا هكمل باقي شغلك 
فبادلها ذلك الشاب الذي مازال طالبا بأبتسامه هادئه لا تشغلي بالك من أجلي فقد انهيت معظم واجباتي واريد ان اساعدك 
ونظر الي باقي الطاولات وابتسم لها وذهب يعدهم معها لأستقبال الزبائن 
فهربت دمعه حبيسه من اعين مريم وهي تتذكر مزاح صديقتها ريما وأتجهت ناحية مطبخ مطعمهم المتواضع وامسكت بشوكة ريما التي دائما كانت تمزح بها معها وبدأت تكمل اعداد الحلوي والمأكولات البسيطه التي يتخصص فيها مطعمهم لتسمع صياح لانا الصغيره بأسمها قائله بسعاده وهي تترك ما بيدها 
مريم لانا حببتي وحشتيني 
فتركض لانا نحو احضانها قائله ببرائه اخبرت امي اذا انجبت اختا لي سأسميها مريم أرئيتي ثيابي 
فتأملت مريم ثياب الصغيره حتي قالت حلوه زي لانا الحلوه 
وابتسمت وهي تري سيلا تمسك بيد العجوز عدنان ويدخلون من باب المطعم حتي قال عدنان اشتقت لمطبخي وكعكاتي الشهيه 
فضحكت سيلا وهي تتأمل والدها حتي قالت بسعاده كنتي جميله في عرس ريما يامريم حقا تشبهين الملائكه 
وتأملت المطعم الفارغ من الزبائن حتي قالت مازال الوقت مبكرا ونظرت الي والدها وهو يسرع نحو مطبخه بأشتياق حتي ضحكت قائله اصر اليوم ان يأتي ليري المطعم 
مريم بسعاده اكيد المطعم بقي وحشوا اووي 
ليسمعوا صوته وهو ېصرخ بأسم مريم مريم تعالي هنا 
فأتجهت سيلا بصحبة مريم نحو المطبخ ليتأملوه وهو يتذوق بعد المأكولات وبجانبه الصغيره حتي قال اصبحتي طباخه ماهره ايتها الصغيره 
تأملته نهال لأخر مره لها قبل ان تصبح زوجة لرجلا اخر سيربط اسمه بأسمها حتي قالت من بين دموعها وهي تتطلع الي صورته وصورة ابنه وزوجته سالي من خلال شاشة حسوبها مش كل حاجه بنتمنها لازم تتحقق انت بقي ليك حياتك يا أمجد واسره جميله عايش معاها 
وهبطت دموعها وهي تتأمل كل جزء فيه بندم دلوقتي جيه وقت ان الكتاب يتقفل وكل صفحه جواه لازم تتنسي عشان وقبل ان تكمل بقية حديثها الذي تخاطب به صورته شهقت بقوه وهي تقول عشان انا دلوقتي هبقي ملك لانسان تاني وهبلي قلبه قبل اسمه ولازم احافظ عليه واخلق الحب اللي ماټ جوايا عشانه طارق ملهوش ذنب في حياتي اللي فاتت ولا حبي المجهول انا نفسي اعترفله بكل حاجه بس خاېفه ابني بنا حواجز مقدرش اهدمها بعدين 
ثم وضعت بيدها علي قلبها وهي تناجي ربها يارب سامحني علي شئ مكنش بأيدي واديني القوه اني انسي كل الماضي واعيش زوجه مخلصه عفيفه من الذنوب 
واغلقت حاسوبها الشخصي بعدما حذفت كل شئ يتعلق بأمجد وبحبها السري 
حتي سمعت رنين هاتفها ليأتي صوته الحنون كلها ساعات بسيطه وهتبقي مراتي كان نفسي النهارده يبقي فرحنا بس هصبر وكفايه ان اسمك هيبقي مرتبط بأسمي وهقدر اقولك كل اللي نفسي فيه يا زوجتي 
فأدمعت عيناها وهي تحادثه بخجل 
نهال وانا عندي كلام كتير عايزه اقولهولك ياطارق بس صبرنا كتير مش هنصبر الكام ساعه دول 
فأبتسم وهو يحادثها قائلا بحبك بحبك اووي يانهال 
واغلق بهاتفه بعدما بث شوقه وحبه لها حتي ابتسمت وهي تتمتم هدايا ربنا ديما بتسعدنا
بعد ما بنظن ان الدنيا حرمتنا من اللي كنا بنتمناه 
دلف امجد اليه ليراه منهمك في النظر بحاسوبه حتي قال وهو يقترب من مكتبه اللي يشوفك هنا في الشركه ويشوفك بره الشغل يقول شتان بين يوسف ادور اللي كل همه شغله وبس ويوسف ادور اللي اهم حاجه عنده انه يتبسط ويعيش حياته 
فأشاح يوسف بوجهه عن حسوبها بأستقراطيه حتي اعتدل في جلسته قائلا الشغل شغل ياصديقي بس الحياه حياه برضوه وانا بحب الاتنين الشغل والحياه 
فأبتسم امجد وهو يري حديثه العملي ونظرته في الحياه هتسافر لبنان بكره مش كده 
فعاد يوسف للنظر في حسوبه قائلا بكره علي طياره الساعه 2 الضهر 
فجلس امجد علي احد المقاعد المقابله له صحيح عاملت ايه مع البنت المصريه اللي عايز تضمها للقايمه وفقت علي عرضك في الشغل 
فتنهد
يوسف قليلا قبل ان يغلق حاسوبه الشخصي انسي الموضوع ده خلاص 
فنظر اليه امجد طويلا حتي قال وهو سعيد رفضت اكيد مش قولتلك البنت ديه هتثبتلك انها مش زي اي حد ماهو مش معقول 
فيتطلع اليه يوسف بتهكم ومدام هي محتشمه ومحجبه وملتزمه كده ايه اللي جابها تعيش في دوله اروبيه وتيجي حفله عارفه وواثقه انها كله حرام في حرام ها قول وكمل نظرتك 
فتطلع اليه امجد طويلا قبل ان يقول بلاش نحكم علي الناس من بعيد ومحدش فينا يعرف اسباب التاني اللي بتضطره ان يعمل حاجه غيره بيبص ليها علي انها متنفعش 
فتنهد يوسف طويلا قبل ان يتذكر ملامحها الهادئه بس انا مكنتش فاكر ان في نماذج من الستات ساذجه وطيبه كده 
فأبتسم امجد وهو يتأمل تشوف شغلك بقي 
ليرتخي يوسف بجسده وهو يفتح حسوبه كي يكمل متابعه بعض الصور ناظرا الي اخته بسعاده علي موقع التواصل الاجتماعي في عقد قرانها انتي جميله اووي يانهال 
وقعت عيناه عند احد الصور التي قد وضعها اخاه علي صفحته الخاصه وتضمهم جميعا فأغلق حاسوبه بقوه وهو مازال يشعر بكرهه سنين من ذلك الاب الذي حرمه من حنانه 
جلست مريم علي طاولتهم الصغيره تنظر الي طبقها الذي يضم حساء ساخنا مبتسمه بحزن وهي تقول الاكل مبقاش ليه طعم ياريما 
فتسمع رنين هاتفها البسيط الذي قد أعطته سيلا لها هدية منها حتي رأت الرقم الوحيد الذي يضمه الهاتف وهو رقم سيلا 
لترد بسعاده وهي تعلم بأن المتصله لانا التي بتأكيد قد أصرت علي والدتها بأن تهاتفها 
مريم حبيبتي الحلوه لانا أخبارها ايه 
لتسمع صوت سيلا الباكي وشهقاتها
سيلا مريم أبي قد تعب قلبه فجأه وانا معه الأن في المشفي بمفردي فجون لم يأتي من رحلته بعد أذهبي أرجوكي الي لانا فهي بمفردها في المنزل
انتهي من ليلته مع أحداهن ليلتقط هاتفه وينظر الي الوقت المتبقي لرحلته للبنان فلم يتبقي سوا خمس ساعات وفقط
لتتمايل في حركتها تلك المرأه التي تتسطح بجانبه فينهض من جانبها حتي تفيق هي
صوفيا شو حبيبي لسا بدري علي ميعاد رحلتك 
فيبتسم يوسف وهو يتجه ناحية حمامه قائلا كملي نومك انتي حبيبتي انا لسا ورايا شوية حاجات هخلصها قبل ميعاد السفر 
فيضحك يوسف وهو يري دلالها الأنثوي ويكمل سيره ناحية حمامه بكبرياء شرقي يتجسده طباع غربي !!
جلست مريم تتأمل المطعم الذي عملت به
منذ ثمانية اشهر منذ ان وطدت بقدميها الي تلك البلد الغربيه واصبحت غريبه وسط أناس لا تعرفهم حتي عمها الذي أتت من اجله تركها ورحل دون ان يكلف نفسه عناء ان يسأل عنها ومع كثير من الاتصالات به علمت
10 

انت في الصفحة 9 من 22 صفحات