الأربعاء 27 نوفمبر 2024

بغرامها متيم بقلم فاطيما يوسف

انت في الصفحة 6 من 179 صفحات

موقع أيام نيوز

ماتنزلي أشارت بوجهها مبتسمة وودعته وذهبت إلي جامعتها فهي في سنتها الأخيرة في كلية الحقوق ومنذ السنة الأولى لها وهي شغوفة بتلك المهنة ودوما تجلس مع جاسر تراجع معه جميع القضايا فهو يكبرها بتسعة أعوام وهو في سنته الثالثة في الجامعة جاء الي مكتب ماهر البنان يتدرب فيه والآن اكتسب خبرة عشرة أعوام وأصبح ذراعا أيمنا لذاك الماهر ولكنه نصحها الا تذكر قرابتها له أمامه وهي منذ دلوفها إلى تلك الجامعة تجلس معه وتشاركه في جميع القضايا إلى أن علمها كل صغيرة وكبيرة في أمور المحاماة ولم يبخل عنها بأي معلومة في فيلا آدم المنسي حيث يجلس مسترخيا على الشزلونج الموجود في حديقته الخاصة أمام حمام السباحة وبيده السيناريو الذي يراجعه منذ اسبوعين فقد قرر ان يقبل بذاك المسلسل الذي قدم له فقصته نالت إعجابه ولكنه كان مترددا دخول عالم الدراما فتجربته في السينما نالت اعجاب الجميع وحقق إيرادات فائقة وخاصة في فلميه الأخيرين وېخاف أن يخوض تجربة الدراما ويفشل العمل ويخسر جمهوره السينمائي ولكن راشد مدير اعماله شجعه على القدوم وخوض التجربة وهو متوقعا نجاحها وأثناء قراءته لمشهد ما تتحدى فيه البطلة البطل وتشاغبه جال أمام عيناه عيناي صاحبة أكبر تحدي في حياته الصعيدية ذات الرداء الاسود مكة فوجد لسانه ينطق بصوت مسموع مكة ردد اسمها منقطعا بتلذذ على لسانه وتذكر أمرها فترك مابيده وأمسك هاتفه طالبا مدير اعماله الذي رد عليه قائلا أنا داخل عندك على الفيلا اهو ثواني وأكون قدامك أغلق الهاتف معه وعاد إلي تفكيره في تلك المتمردة الصعيدية الذي لم ينسى عيناها قط وهي الشئ الوحيد الذي رآه منها ولكن احس بأنها تخبئ وراء ردائها الأسود جمالا آخاذا كجمال عينيها تذكر اللقاء الذى أجرته معه وتذكر صوتها الهادئ الرقيق وتذكر جديتها في التعامل حقا كانت بالنسبة له كالجوهر المكنون وأحس بانجذابه ناحيتها بالرغم من تمردها عليه شعر بأنه يحتاج أن تجلس أمامه مرة أخرى كي يكتشف شيئا جديدا غير معتاد عليه في أي أنثى قابلته فحقا كانت مختلفة ومٹيرة وهادئة وفي نفس الوقت تحفظها عاصفة تبتلع من يقترب أثارته بتحفظها الشديد كان اللقاء الذي أجرته معه خاليا من أي اهتراءات ولا تدخل في حياته الشخصية ولا مروجا لأي إشاعة من التى تحوم حوله أخرجه من تخيلاته صوت راشد الذي يلوح بكفيه أمام عيناه مرددا ايه يا فنان رحت فين كدة أنا واصل بقالي شوية وانت ولا انت هنا وتابع كلماته بمشاغبة قول بقى إن المزة الايطالي اللى كنت بتمثل معاها امبارح الفيديو كليب شاغلاك ومطيرة عقلك بصراحة عندك حق لوح أدم بكفيه وبسط فمه بسخرية هاتفا مزة مين وإيطالية ايه ماكلهم شبه بعض من برة الله الله ومن جوة يعلم الله واسترسل حديثه متسائلا ها عملت إيه في الموضوع اللي طلبته منك وصلت لحاجة ولا لاء قطب راشد جبينه ونطق مستفسرا موضوع إيه بالظبط إحنا بنا مواضيع كتيير فكرني تقصد انهي فيهم ضړب أدم كفا بكف وهو مغتاظا من برود ذاك الراشد مرددا بسخط موضوع البنت الصحفية اللى عملت معايا الحوار في الجامعة جبت لي المعلومات ولا لسه واستطرد بتحذير وهو يشير بأصبعه أمام عيناه على الله تكون معملتش حاجة أو مطلعتليش بالحوار كله دلوقتي حالا مط راشد شفتيه بامتعاض وأردف معترضا على طريقته جرى إيه نجم طريقتك معايا ناشفة وحادة أووي لاحظ انك معاك أهم مدير أعمال في الوطن العربي كله ومينفعش تتعامل معايا بالطريقة دي تأفف أدم من ثرثرته وألقى الاوراق من يديه پحده مرددا ماتخلص ياعم المهم وجاوبني وسيبك من اللوك لوك بتاعك اللي بتسمعه لي كل يوم اندهش ذاك الراشد من حدته ومن اهتمامه الزائد عن الحد بذاك الموضوع الذي يراه لايليق بشخصية مثل ادم قائلا بتعجب هو ايه سر الاهتمام الزايد بحتة بت لسه جامعية ومبقتش صحفية زي ما بتقول ودي تالت مرة من امبارح بس تسألني عنها مش شايف إنك مزودها شوية ومدي الموضوع أكبر من حجمه قام من مكانه ووقف ناظرا للمسبح بشرود وهو يربع يداه أمام صدره هاتفا بهدوء ملكش فيه جبت المعلومات ولا أتصرف أنا بمعرفتي وكمان ساعة بالظبط هعرف كل حاجة عنها بس مترجعش تزهق وتندب اني عملت حاجة من غير ماتعرفها اعتدل راشد في جلسته پاختناق متحدثا لا يا سيدي متتصلش بحد جبت لك المعلومات اللي تخصها كلها من ساعة ماتولدت لحد امبارح بس ثم مد يده بورقة مدون بها كل شئ عنها التقطها ادم منه على عجالة وهو يأكلها بعيناه ثم تذكر وجود راشد فتركه مكانه وصعد إلي غرفته كي يتطلع عليها بهدوء دون الإستماع الي ثرثرة راشد وصل إلي غرفته وأوصد الباب خلفه ثم أخرج الورقة وقرأ محتواها اسمها مكة جمال الجندي وساكنة في قرية دشنا وفي آخر سنة كلية صحافة وإعلام متشددة جدا ومنتقبة من وهي في ثانوى شخصيتها قويه ومينفعش أي راجل يقرب منها ولو حد حاول ينډم على اليوم اللي قرب لها فيه ملهاش سقطات ولا ليها في الشمال والدها مټوفي وليها أختين بنات واحدة متجوزة ومخلفة والتانية دكتورة في مستشفي عندهم بس لسة أنسة وهي الوحيدة اللي منقبة في اخواتها حلمها تبقي من أكبر إعلاميات الوطن العربي بل والعالم كله والدتهم بتحبهم جدا وپتخاف عليهم ومتجوزتش بعد مۏت باباهم ودي أرقام تليفوناتها الشخصية ورقم التليفون الأرضي بتاعهم قرأ تلك الورقة مرات عديدة كان لأول مرة ينشغل بإحداهن بتلك الدرجة فكر كثيرا في حل كي يصل إليها ويتعرف عليها ظل يفكر ويفكر إلي أن جالت في باله فكرة عزم على تنفيذها في التو والحال أخرج هاتفه من جيبه ودون أرقامها على رقمه البرايفت وقرر أن يرسل لها في نفس الوقت في كلية الصحافة والإعلام حيث كانت مكة تجلس مع صديقاتها المقربين إليها فقد أوجعوا رأسها وسببوا لها صداعا من أسئلتهم المتكررة عن ذاك المغنى فسالتها ميرام بحالميتها المعهودة له احكي لنا كل حاجة بالتفصيل يامكة ومتقعديش تتنكي علينا إكده وتحسسينا إن احنا بنرتكب كبيرة من الكبائر لاسمح الله تأففت مكة من ثرثرتهم وأجابتها باختصار يعني أخترع لكم حوارات يعني ولا ايه أهو لقاء زي أي لقاء بس بالنسبة لي فارغ وملهوش أي تلاتين لازمة اغتاظت رقية بشدة من كلامها وهتفت باستنكار بذمتك ده حديت يطلع من خشمك عاد يامفترية ده إنتي كنتي قاعدة قدام الفنان ادم المنسي بجلالة قدره ياللي معندكيش ذرة إحساس إنتي وأكملت سمر صديقتهم الرابعة والله إنتي بومة ووش فقر واحدة غيرك كانت مسكت في الفرصة دي بإيديها وسنانها واتدلعت عليه وأخدت رقمه وحاولت تفتح معاه حوارات ده إنتي ملكيش في الشهرة وانك تقبي على وش الدنيا ياوش الفقر إنتي هنا قد أرهقوها بكلامهن وأسئلتهن البائخة وأحاديثهن المهترئة وطاحت بهن جميعا والله انتوا اللى لابقي عنديكم ذرة دين ولا ايمان وقسما عظما اللي هتجيب لي فيكم سيرة التافه ده تاني مهكلمهاش تاني واصل بلا قلة حيا منك ليها وعقول فارغة وبعدين أني مش فقيرة ولا ناقصة مال بوى مېت أه لكن سايبنا مستورين وأحسن من الدنيا بحالها والستر ده نعمة عظيمة لاتفقهو عنها شئ ثم لملمت أشيائها وهى تردد لهم بسخط وأدي القعدة اللى كلياتها ذنوب فايتهالكم وماشية أنهت كلماتها اللاذعة لهم وتركتهم وانطلقت إلي مكان هادئ كي تنهى فيه أشغالها فهي ستبدأ بتنزيل مقاطع لذاك اللقاء على صفحتها الموثقة على الانستجرام فقد مضي أكثر من ٢٤ ساعة المحددة لها بعدم النشر وبدأت تعمل على تقطيع الفيديو لكى تنشره على عدة مرات فهي قررت أن تنشر فيديوهين للقاء يوميا وبدأت بفحص المقطع الأول والذي كان عبارة عن سؤالها له امته بدأت مرحلتك الفنية وحسيت إن عندك موهبة تستحق الظهور كانت في اللقاء لاتنظر إليه مباشرة تقرا السؤال من المفكرة التي أمامها وتتابع الرينج لايت وتحاول ظبطه كي تتفادي أخطاء المونتاج التي وقعت فيها كثيرا ولوهلة قررت سماع الفيديو نظرت إليه وهو يتحدث ويجيبها لاحظت نظراته المثبتة عليها كما لاحظت اندهاشه وهو ينظر إليها بتلك الغرابة ولكن نفضت تفكيرها وتابعت المشاهدة وحقا كانت ردوده هادئة فيها نوعا من الكاريزما التي يجب أن تتوافر في أي فنان ولكن أكثرهم يصطنعوها أما هو كانت تخرج بتلقائية واضحة لمن يراه وأثناء مشاهدتها له كانت تحدث حالها ماله يعني ماهو بني آدم عادي زي أي راجل له إيدين ورجلين وعنين وشعر زي أي راجل مفيهوش حاجة مختلفة تثير الإنتباه عاد ولكن نهرها عقلها أيضا في نفس اللحظة فأكملت علشان وسيم وأنيق وأبيضاني وشعره كيرلي وطول بعرض بس بردو عادي ولا يفرق معاي واصل ولا يهزلي شعرة وفجأة نهرت حالها ككل وأردفت بسخط وه ياحزينة قاعدة تتغزلي في راجل وتتفرجي عليه كيف البنتة اللي مهيختشوش اظبطي حالك يامكة وفوقي عاد منقصاشي ذنوب من رب العباد عادت إلى رشدها وتابعت مهمتها وبعد نصف ساعة أنهت المقطع الأول وكادت أن تضغط على زر النشر تراجعت في لحظة وهي تفكر بصوت عال بس كيف انشر مقاطع مغني على صفحتي وأغضب ربنا كيف علشان أعمل جمهور سريع ومتابعين كتيير أخالف أمور ديني لع مهنشرش حاجة على صفحتي من النوعية دي عمري وتغور الشهرة اللى تغضب ربنا دي وبالفعل قررت أن لا تنشر تلك المقاطع ابدا مهما كانت المغريات فعدم نشرها ماهو إلا ابتغاء مرضات الله وهاهي ابنة الصعيد الفتاة الجامعية صاحبة الرداء الاسود ترفض مالا يخطر على بال بشړ فبنشر ذاك الفيديو كانت ستنقل الي مرحلة جديدة وقوية في مشوارها الصحفي وهي في أولى بداياته ولكن في نظرها فلتذهب الدنيا بما فيها إذا فعلت شيئا يغضب ربها وبعد عدة أيام في نفس الجامعة أرسل إليها العميد فذهبت إليه فسألها باندهاش ليه منزلتيش الفيديو على صفحتك لحد دلوك يامكة فركت أصابع يداها بتوتر وأجابته ها معرفاشي لااا بصراحة إكده وبدون كڈب مش هنزل حاجة من النوعية داي عندي ولا عايزاها سهم عيناه عليها مندهشا وأردف بنبرة متعجبة كيف إكده مهتنزليش إنتي واعية لحديتك ده هزت راسها بموافقة واردفت مش حابة أغضب ربنا وإذا كان على المتابعين اللى هياجوا من ورا الحوار ده معايزهمش أني الحمد لله صفحتي اتوثفت من شهرين وهكبرها بحاجة تليق بيا وبفكري مازال العميد على اندهاشه منها ولكن هي في الغالب حرة فاللقاء نشر علي صفحة الجامعة وتناولته جميع المواقع استأذنت من العميد وخرجت وجدت صديقتها سمر في انتظارها وهي تطلب منها ذاك الطلب الذي تتحايل عليها منذ أن علمت أنها لم تنشر تلك المقاطع متجيبي الفيديوهات الأصلية بقي وأنشرها على صفحتي ينوبك صواب ياصاحبتي مطت شفتيها بامتعاض عاملة كيف النحلة الزنانة بقي لك يومين وزهقتيني ياسمر حاضر هديهم لك وإنتي حرة بس خليت ضميري قدام ربنا واتبرأت منيهم انطلقت الفرحة العارمة من سمر وهتفت بلاش تحبكيها للدرجة دي أمال ياموكتي ده مكانش فيديوهين تلاتة يخلوا الواحد يتشاف شوي أعطتها الفيديوهات وتركتها وغادرت المكان وقامت هي في نفس اللحظة بالعمل عليهم ونشرتهم علي جميع مواقع السوشيال ميديا على أنها هي التى أجرت اللقاء في نهاية ذاك اليوم علم راشد بتلك الفيديوهات من المسؤول عن إدارة الاعمال لدي آدم فاندهش للاسم الذي نزلت به فسأل أدم هي إللي كانت عاملة معاك اللقاء اسمها سمر ولا مكة اندهش آدم من استفساره وسأله بتسأل ليه السؤال اللي مش في وقته ده خالص عموما تقريبا اسمها مكة ليه بقي قال إجابته وهو يدعي عدم التذكر ولكن كان يجاهد حاله طيلة الأسبوع الا يحادثها ولكنه لم ينسى التفكير في أمرها يوما ويجاهد حاله أن لا يتنازل ويهاتفها أجابه راشد بلا مبالاة فكك بلا ۏجع دماغ أصل اللي نزلت على صفحتها وبتقول أنها هى اللى عملت معاك اللقاء اسمها سمر مش مكة اندهش آدم وطلب منه إزاي ده طيب وريني كده الفيديو اللى نزل أعطاه راشد الفيديو وشاهده مرارا وتكرارا وأخيرا وجد الحجة التي يهاتف بها تلك المكة ويستمع إلي صوتها الذي استوحشه بشدة ولأول مرة يشعر باللهفة لمحادثة إحداهن في سابقة لم تحدث بعد وترك المكان لراشد وجلس في مكان بعيد وفورا ضغط زر الإتصال على تلك المكة ومن هنا ستنطلق شړارة الفتاة الصعيدية مع تسلية ذاك المغني فلنرى ماذا يحدث حين ذاك في منزل سلطان المهدي يجلس عمران في حديقة المنزل يراجع بعض الحسابات الخاصة بمزرعة الخيول الخاصة بهم فعمران لديه ماجستير في المحاسبة والمعلومات ويعشق الحسابات ومراجعة الميزانيات وهو المسؤل المالي عن جميع املاك والده فلما لا وهو ابنه الوحيد علي بنتين وأثناء انشغاله في المراجعة استمع الى صوت إحداهن تردد بدلع وهي تنظر له نظراتها المشتاقة كعادتها كيفك ياعمران وكيف احوالك عندما استمع الي نبرة صوتها التى يحفظها عن ظهر قلب ففضل أن يرد عليها دون أن ينظر إليها مش بخير طول مااني شايفك قدامي ياملعونة إنتي مطت شفتيها بدلال وكأنها لم تسمع توبيخها منه ودارت بعيناها تمشط المكان لكي ترى إذا كان احدا يراها أم لا لم تجد أيا من زينب وبناتها فاقتربت منه وهي تهبط بمستوى جسدها إليه في حركة وضيعة منها كعادتها فهي تفعل ذلك لكي تغريه كما تظن ويذوب من رائحتها المفتعلة والتى هو يكرهها بشدة كمن يشم رائحة كريهة إلي أنفه حينما تقترب ثم همست له بدلال مفرط كعادتها مبقيتش ملعۏنة إلا بسبب عشقك ياعمران منويتش بقي تقدم السبت وتاجي لحدي وتسلم راية العصيان وتفتح قلبك لوجد انتفض من مكانه كمن لدغه عقرب ونطق پغضب وهو يجز على أسنانه بعدي عني يامرة إنتي واياكي تقربي مني بالشكل ده تانى إنتي ناسية انك مرت عمى بس هقول إيه عاد صنف ميختشيش وأخيرا استفزتها كلماته وهتفت برفض أرملة عمك الله يرحمه ودلوك اني حرة وأصلا إنت عارف أني رضيت أتجوز راجل كبير عني وقد جدي في السن علشان خاطر أقرب منيك ياحبيبي نظر لها باشمئزاز يكفي العالم أجمع وود لو يسحقها بين يداه ض ربا ولكن لم يريد أن يلفت انتباه أحد لتلك المرأة الملعۏنة وهتف بفحيح الله في سماه ياملعونة إنتي لو لمحت

انت في الصفحة 6 من 179 صفحات