بغرامها متيم بقلم فاطيما يوسف
ماتنزلي أشارت بوجهها مبتسمة وودعته وذهبت إلي جامعتها فهي في سنتها الأخيرة في كلية الحقوق ومنذ السنة الأولى لها وهي شغوفة بتلك المهنة ودوما تجلس مع جاسر تراجع معه جميع القضايا فهو يكبرها بتسعة أعوام وهو في سنته الثالثة في الجامعة جاء الي مكتب ماهر البنان يتدرب فيه والآن اكتسب خبرة عشرة أعوام وأصبح ذراعا أيمنا لذاك الماهر ولكنه نصحها الا تذكر قرابتها له أمامه وهي منذ دلوفها إلى تلك الجامعة تجلس معه وتشاركه في جميع القضايا إلى أن علمها كل صغيرة وكبيرة في أمور المحاماة ولم يبخل عنها بأي معلومة في فيلا آدم المنسي حيث يجلس مسترخيا على الشزلونج الموجود في حديقته الخاصة أمام حمام السباحة وبيده السيناريو الذي يراجعه منذ اسبوعين فقد قرر ان يقبل بذاك المسلسل الذي قدم له فقصته نالت إعجابه ولكنه كان مترددا دخول عالم الدراما فتجربته في السينما نالت اعجاب الجميع وحقق إيرادات فائقة وخاصة في فلميه الأخيرين وېخاف أن يخوض تجربة الدراما ويفشل العمل ويخسر جمهوره السينمائي ولكن راشد مدير اعماله شجعه على القدوم وخوض التجربة وهو متوقعا نجاحها وأثناء قراءته لمشهد ما تتحدى فيه البطلة البطل وتشاغبه جال أمام عيناه عيناي صاحبة أكبر تحدي في حياته الصعيدية ذات الرداء الاسود مكة فوجد لسانه ينطق بصوت مسموع مكة ردد اسمها منقطعا بتلذذ على لسانه وتذكر أمرها فترك مابيده وأمسك هاتفه طالبا مدير اعماله الذي رد عليه قائلا أنا داخل عندك على الفيلا اهو ثواني وأكون قدامك أغلق الهاتف معه وعاد إلي تفكيره في تلك المتمردة الصعيدية الذي لم ينسى عيناها قط وهي الشئ الوحيد الذي رآه منها ولكن احس بأنها تخبئ وراء ردائها الأسود جمالا آخاذا كجمال عينيها تذكر اللقاء الذى أجرته معه وتذكر صوتها الهادئ الرقيق وتذكر جديتها في التعامل حقا كانت بالنسبة له كالجوهر المكنون وأحس بانجذابه ناحيتها بالرغم من تمردها عليه شعر بأنه يحتاج أن تجلس أمامه مرة أخرى كي يكتشف شيئا جديدا غير معتاد عليه في أي أنثى قابلته فحقا كانت مختلفة ومٹيرة وهادئة وفي نفس الوقت تحفظها عاصفة تبتلع من يقترب أثارته بتحفظها الشديد كان اللقاء الذي أجرته معه خاليا من أي اهتراءات ولا تدخل في حياته الشخصية ولا مروجا لأي إشاعة من التى تحوم حوله أخرجه من تخيلاته صوت راشد الذي يلوح بكفيه أمام عيناه مرددا ايه يا فنان رحت فين كدة أنا واصل بقالي شوية وانت ولا انت هنا وتابع كلماته بمشاغبة قول بقى إن المزة الايطالي اللى كنت بتمثل معاها امبارح الفيديو كليب شاغلاك ومطيرة عقلك بصراحة عندك حق لوح أدم بكفيه وبسط فمه بسخرية هاتفا مزة مين وإيطالية ايه ماكلهم شبه بعض من برة الله الله ومن جوة يعلم الله واسترسل حديثه متسائلا ها عملت إيه في الموضوع اللي طلبته منك وصلت لحاجة ولا لاء قطب راشد جبينه ونطق مستفسرا موضوع إيه بالظبط إحنا بنا مواضيع كتيير فكرني تقصد انهي فيهم ضړب أدم كفا بكف وهو مغتاظا من برود ذاك الراشد مرددا بسخط موضوع البنت الصحفية اللى عملت معايا الحوار في الجامعة جبت لي المعلومات ولا لسه واستطرد بتحذير وهو يشير بأصبعه أمام عيناه على الله تكون معملتش حاجة أو مطلعتليش بالحوار كله دلوقتي حالا مط راشد شفتيه بامتعاض وأردف معترضا على طريقته جرى إيه نجم طريقتك معايا ناشفة وحادة أووي لاحظ انك معاك أهم مدير أعمال في الوطن العربي كله ومينفعش تتعامل معايا بالطريقة دي تأفف أدم من ثرثرته وألقى الاوراق من يديه پحده مرددا ماتخلص ياعم المهم وجاوبني وسيبك من اللوك لوك بتاعك اللي بتسمعه لي كل يوم اندهش ذاك الراشد من حدته ومن اهتمامه الزائد عن الحد بذاك الموضوع الذي يراه لايليق بشخصية مثل ادم قائلا بتعجب هو ايه سر الاهتمام الزايد بحتة بت لسه جامعية ومبقتش صحفية زي ما بتقول ودي تالت مرة من امبارح بس تسألني عنها مش شايف إنك مزودها شوية ومدي الموضوع أكبر من حجمه قام من مكانه ووقف ناظرا للمسبح بشرود وهو يربع يداه أمام صدره هاتفا بهدوء ملكش فيه جبت المعلومات ولا أتصرف أنا بمعرفتي وكمان ساعة بالظبط هعرف كل حاجة عنها بس مترجعش تزهق وتندب اني عملت حاجة من غير ماتعرفها اعتدل راشد في جلسته پاختناق متحدثا لا يا سيدي متتصلش بحد جبت لك المعلومات اللي تخصها كلها من ساعة ماتولدت لحد امبارح بس ثم مد يده بورقة مدون بها كل شئ عنها التقطها ادم منه على عجالة وهو يأكلها بعيناه ثم تذكر وجود راشد فتركه مكانه وصعد إلي غرفته كي يتطلع عليها بهدوء دون الإستماع الي ثرثرة راشد وصل إلي غرفته وأوصد الباب خلفه ثم أخرج الورقة وقرأ محتواها اسمها مكة جمال الجندي وساكنة في قرية دشنا وفي آخر سنة كلية صحافة وإعلام متشددة جدا ومنتقبة من وهي في ثانوى شخصيتها قويه ومينفعش أي راجل يقرب منها ولو حد حاول ينډم على اليوم اللي قرب لها فيه ملهاش سقطات ولا ليها في الشمال والدها مټوفي وليها أختين بنات واحدة متجوزة ومخلفة والتانية دكتورة في مستشفي عندهم بس لسة أنسة وهي الوحيدة اللي منقبة في اخواتها حلمها تبقي من أكبر إعلاميات الوطن العربي بل والعالم كله والدتهم بتحبهم جدا وپتخاف عليهم ومتجوزتش بعد مۏت باباهم ودي أرقام تليفوناتها الشخصية ورقم التليفون الأرضي بتاعهم قرأ تلك الورقة مرات عديدة كان لأول مرة ينشغل بإحداهن بتلك الدرجة فكر كثيرا في حل كي يصل إليها ويتعرف عليها ظل يفكر ويفكر إلي أن جالت في باله فكرة عزم على تنفيذها في التو والحال أخرج هاتفه من جيبه ودون أرقامها على رقمه البرايفت وقرر أن يرسل لها في نفس الوقت في كلية الصحافة والإعلام حيث كانت مكة تجلس مع صديقاتها المقربين إليها فقد أوجعوا رأسها وسببوا لها صداعا من أسئلتهم المتكررة عن ذاك المغنى فسالتها ميرام بحالميتها المعهودة له احكي لنا كل حاجة بالتفصيل يامكة ومتقعديش تتنكي علينا إكده وتحسسينا إن احنا بنرتكب كبيرة من الكبائر لاسمح الله تأففت مكة من ثرثرتهم وأجابتها باختصار يعني أخترع لكم حوارات يعني ولا ايه أهو لقاء زي أي لقاء بس بالنسبة لي فارغ وملهوش أي تلاتين لازمة اغتاظت رقية بشدة من كلامها وهتفت باستنكار بذمتك ده حديت يطلع من خشمك عاد يامفترية ده إنتي كنتي قاعدة قدام الفنان ادم المنسي بجلالة قدره ياللي معندكيش ذرة إحساس إنتي وأكملت سمر صديقتهم الرابعة والله إنتي بومة ووش فقر واحدة غيرك كانت مسكت في الفرصة دي بإيديها وسنانها واتدلعت عليه وأخدت رقمه وحاولت تفتح معاه حوارات ده إنتي ملكيش في الشهرة وانك تقبي على وش الدنيا ياوش الفقر إنتي هنا قد أرهقوها بكلامهن وأسئلتهن البائخة وأحاديثهن المهترئة وطاحت بهن جميعا والله انتوا اللى لابقي عنديكم ذرة دين ولا ايمان وقسما عظما اللي هتجيب لي فيكم سيرة التافه ده تاني مهكلمهاش تاني واصل بلا قلة حيا منك ليها وعقول فارغة وبعدين أني مش فقيرة ولا ناقصة مال بوى مېت أه لكن سايبنا مستورين وأحسن من الدنيا بحالها والستر ده نعمة عظيمة لاتفقهو عنها شئ ثم لملمت أشيائها وهى تردد لهم بسخط وأدي القعدة اللى كلياتها ذنوب فايتهالكم وماشية أنهت كلماتها اللاذعة لهم وتركتهم وانطلقت إلي مكان هادئ كي تنهى فيه أشغالها فهي ستبدأ بتنزيل مقاطع لذاك اللقاء على صفحتها الموثقة على الانستجرام فقد مضي أكثر من ٢٤ ساعة المحددة لها بعدم النشر وبدأت تعمل على تقطيع الفيديو لكى تنشره على عدة مرات فهي قررت أن تنشر فيديوهين للقاء يوميا وبدأت بفحص المقطع الأول والذي كان عبارة عن سؤالها له امته بدأت مرحلتك الفنية وحسيت إن عندك موهبة تستحق الظهور كانت في اللقاء لاتنظر إليه مباشرة تقرا السؤال من المفكرة التي أمامها وتتابع الرينج لايت وتحاول ظبطه كي تتفادي أخطاء المونتاج التي وقعت فيها كثيرا ولوهلة قررت سماع الفيديو نظرت إليه وهو يتحدث ويجيبها لاحظت نظراته المثبتة عليها كما لاحظت اندهاشه وهو ينظر إليها بتلك الغرابة ولكن نفضت تفكيرها وتابعت المشاهدة وحقا كانت ردوده هادئة فيها نوعا من الكاريزما التي يجب أن تتوافر في أي فنان ولكن أكثرهم يصطنعوها أما هو كانت تخرج بتلقائية واضحة لمن يراه وأثناء مشاهدتها له كانت تحدث حالها ماله يعني ماهو بني آدم عادي زي أي راجل له إيدين ورجلين وعنين وشعر زي أي راجل مفيهوش حاجة مختلفة تثير الإنتباه عاد ولكن نهرها عقلها أيضا في نفس اللحظة فأكملت علشان وسيم وأنيق وأبيضاني وشعره كيرلي وطول بعرض بس بردو عادي ولا يفرق معاي واصل ولا يهزلي شعرة وفجأة نهرت حالها ككل وأردفت بسخط وه ياحزينة قاعدة تتغزلي في راجل وتتفرجي عليه كيف البنتة اللي مهيختشوش اظبطي حالك يامكة وفوقي عاد منقصاشي ذنوب من رب العباد عادت إلى رشدها وتابعت مهمتها وبعد نصف ساعة أنهت المقطع الأول وكادت أن تضغط على زر النشر تراجعت في لحظة وهي تفكر بصوت عال بس كيف انشر مقاطع مغني على صفحتي وأغضب ربنا كيف علشان أعمل جمهور سريع ومتابعين كتيير أخالف أمور ديني لع مهنشرش حاجة على صفحتي من النوعية دي عمري وتغور الشهرة اللى تغضب ربنا دي وبالفعل قررت أن لا تنشر تلك المقاطع ابدا مهما كانت المغريات فعدم نشرها ماهو إلا ابتغاء مرضات الله وهاهي ابنة الصعيد الفتاة الجامعية صاحبة الرداء الاسود ترفض مالا يخطر على بال بشړ فبنشر ذاك الفيديو كانت ستنقل الي مرحلة جديدة وقوية في مشوارها الصحفي وهي في أولى بداياته ولكن في نظرها فلتذهب الدنيا بما فيها إذا فعلت شيئا يغضب ربها وبعد عدة أيام في نفس الجامعة أرسل إليها العميد فذهبت إليه فسألها باندهاش ليه منزلتيش الفيديو على صفحتك لحد دلوك يامكة فركت أصابع يداها بتوتر وأجابته ها معرفاشي لااا بصراحة إكده وبدون كڈب مش هنزل حاجة من النوعية داي عندي ولا عايزاها سهم عيناه عليها مندهشا وأردف بنبرة متعجبة كيف إكده مهتنزليش إنتي واعية لحديتك ده هزت راسها بموافقة واردفت مش حابة أغضب ربنا وإذا كان على المتابعين اللى هياجوا من ورا الحوار ده معايزهمش أني الحمد لله صفحتي اتوثفت من شهرين وهكبرها بحاجة تليق بيا وبفكري مازال العميد على اندهاشه منها ولكن هي في الغالب حرة فاللقاء نشر علي صفحة الجامعة وتناولته جميع المواقع استأذنت من العميد وخرجت وجدت صديقتها سمر في انتظارها وهي تطلب منها ذاك الطلب الذي تتحايل عليها منذ أن علمت أنها لم تنشر تلك المقاطع متجيبي الفيديوهات الأصلية بقي وأنشرها على صفحتي ينوبك صواب ياصاحبتي مطت شفتيها بامتعاض عاملة كيف النحلة الزنانة بقي لك يومين وزهقتيني ياسمر حاضر هديهم لك وإنتي حرة بس خليت ضميري قدام ربنا واتبرأت منيهم انطلقت الفرحة العارمة من سمر وهتفت بلاش تحبكيها للدرجة دي أمال ياموكتي ده مكانش فيديوهين تلاتة يخلوا الواحد يتشاف شوي أعطتها الفيديوهات وتركتها وغادرت المكان وقامت هي في نفس اللحظة بالعمل عليهم ونشرتهم علي جميع مواقع السوشيال ميديا على أنها هي التى أجرت اللقاء في نهاية ذاك اليوم علم راشد بتلك الفيديوهات من المسؤول عن إدارة الاعمال لدي آدم فاندهش للاسم الذي نزلت به فسأل أدم هي إللي كانت عاملة معاك اللقاء اسمها سمر ولا مكة اندهش آدم من استفساره وسأله بتسأل ليه السؤال اللي مش في وقته ده خالص عموما تقريبا اسمها مكة ليه بقي قال إجابته وهو يدعي عدم التذكر ولكن كان يجاهد حاله طيلة الأسبوع الا يحادثها ولكنه لم ينسى التفكير في أمرها يوما ويجاهد حاله أن لا يتنازل ويهاتفها أجابه راشد بلا مبالاة فكك بلا ۏجع دماغ أصل اللي نزلت على صفحتها وبتقول أنها هى اللى عملت معاك اللقاء اسمها سمر مش مكة اندهش آدم وطلب منه إزاي ده طيب وريني كده الفيديو اللى نزل أعطاه راشد الفيديو وشاهده مرارا وتكرارا وأخيرا وجد الحجة التي يهاتف بها تلك المكة ويستمع إلي صوتها الذي استوحشه بشدة ولأول مرة يشعر باللهفة لمحادثة إحداهن في سابقة لم تحدث بعد وترك المكان لراشد وجلس في مكان بعيد وفورا ضغط زر الإتصال على تلك المكة ومن هنا ستنطلق شړارة الفتاة الصعيدية مع تسلية ذاك المغني فلنرى ماذا يحدث حين ذاك في منزل سلطان المهدي يجلس عمران في حديقة المنزل يراجع بعض الحسابات الخاصة بمزرعة الخيول الخاصة بهم فعمران لديه ماجستير في المحاسبة والمعلومات ويعشق الحسابات ومراجعة الميزانيات وهو المسؤل المالي عن جميع املاك والده فلما لا وهو ابنه الوحيد علي بنتين وأثناء انشغاله في المراجعة استمع الى صوت إحداهن تردد بدلع وهي تنظر له نظراتها المشتاقة كعادتها كيفك ياعمران وكيف احوالك عندما استمع الي نبرة صوتها التى يحفظها عن ظهر قلب ففضل أن يرد عليها دون أن ينظر إليها مش بخير طول مااني شايفك قدامي ياملعونة إنتي مطت شفتيها بدلال وكأنها لم تسمع توبيخها منه ودارت بعيناها تمشط المكان لكي ترى إذا كان احدا يراها أم لا لم تجد أيا من زينب وبناتها فاقتربت منه وهي تهبط بمستوى جسدها إليه في حركة وضيعة منها كعادتها فهي تفعل ذلك لكي تغريه كما تظن ويذوب من رائحتها المفتعلة والتى هو يكرهها بشدة كمن يشم رائحة كريهة إلي أنفه حينما تقترب ثم همست له بدلال مفرط كعادتها مبقيتش ملعۏنة إلا بسبب عشقك ياعمران منويتش بقي تقدم السبت وتاجي لحدي وتسلم راية العصيان وتفتح قلبك لوجد انتفض من مكانه كمن لدغه عقرب ونطق پغضب وهو يجز على أسنانه بعدي عني يامرة إنتي واياكي تقربي مني بالشكل ده تانى إنتي ناسية انك مرت عمى بس هقول إيه عاد صنف ميختشيش وأخيرا استفزتها كلماته وهتفت برفض أرملة عمك الله يرحمه ودلوك اني حرة وأصلا إنت عارف أني رضيت أتجوز راجل كبير عني وقد جدي في السن علشان خاطر أقرب منيك ياحبيبي نظر لها باشمئزاز يكفي العالم أجمع وود لو يسحقها بين يداه ض ربا ولكن لم يريد أن يلفت انتباه أحد لتلك المرأة الملعۏنة وهتف بفحيح الله في سماه ياملعونة إنتي لو لمحت