عانس ولكن بقلم إيمان فاروق من الفصل السابع إلى التاسع

لا طبعا مينفعش اخسر ديني في زيارة الناس دي .
العمة بنفي ابدا ياقلبي . . دا مش دجال ومبيخدش أجر على كده . . دا حافظ للقرآن وبيعمل كل ده لوجه الله . . ولما بيجي يرقي مبيلمسش اي بنت بيخلى حد من محارمها بينهم واقولك على شئ تاني . . الراجل ده كفيف البصر . . ودعوته مقبوله . . وناس كتير بتشكر فيه . . تعالى معانا وهناخد بابا علشان تكوني متطمنة ياستي . . مش هنخسر حاجة . . وبعدين احنا لا ريحين نعمل عمل ولا دياولوا احنا رايحين نسمع شوية قرأن يريحو النفس شوية من صوت راجل طيب .
ما كان على الفتاة الا انها تتقبل دعوة العمة وخصوصا بعدما أخبرها اباها بموافقته لهذا الأمر . . لربما يكون هداية لتلك العكوسات التي تقالبهم في حياتهم .توجهت لله مبتهلة بالدعاء لربما تحظوا براحة البال مرة اخرى وتهدأ تلك الثورة الداخلية التي تتحكم فيها .والاخرى تتمني ان تنول تلك الراحة والسکينه لبعض الوقت فكم يقسوا عليها نظرات الاشفاق التي تقابلها في اعين اشقائها والجميع ليت المجتمع يبتعد قليلا عنهم حتى يستعدن قوتهن من جديد ليتها تستطيع الصمود هى الأخرى في هذه الحړب الصامته فالمطلقة ليست بأسعد حال من العانس ..فهى في نفس خانة الاتهام بل اسواء منها فالعانس لم يصبها الدور في الزواج ولكن هى فشلت في اقامة حياة مستقرة لذلك عليها يصوبون اصابع الاټهامات بل يحملهن المسئولية الكاملة للفشل الاسري .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
على الجانب الآخر كان هناك من يجاهد في اعماله التي اخذته في دوامتها وجعلته يعيش بداخلها الى ان وصل إلى مبتغاه فمنصبه الأن عالى في مجال صناعة السيارات وخبرته بها عالية مما جعله يتميز بين اقرانه بعدما اظهر خبرته لصاحب العمل مما جعله يتشبس به نظرا لتميزه معه .
يجلس تحت احد السيارات يتابع العمل بها ويعمل على إصلاح ذلك العطل الذي يعتبر من الأعطال الخاصة بالتصنيع والذي اكتشفه هو من خلال العمل بها وها هو ينهى العمل وهو يزفر راحة مما نال اليوم فسعادته بهذا العمل اعطاه طاقة كبيرة اليوم بعد محادثته مع دالين التي جعلته يتذكر حبيبته فهو لن يستطيع استبدالها بأمرة اخرى . . حتى وان كانت تفوقها في الجمال .
يقابله رجل اشقر يرتدي حلة سوداء ليرمقه بإعجاب كبير فهو اصاب بهذا العمل الجيد ليمتم بإعجاب برافو عليك عوض . . دا يعتبر انجاز كبير وعلينا ارسال القطعة المعدلة للشركة الأم وهى اكيد هتقدر عملك دا .
انا متشكر لحضرتك امجد باشا . . لولا الثقة الي انت اديتهاني مكنتش قدرت انجز المهمة دي . . دا عيب تصنيع واضح والحمدلله قدرت اعدل بعض القطع وبكده المشكلة اتحلت .
امجد بفخر انا فخور بيك ياعوض انا هنا بقالي اكتر من تلاتين سنة وعملت الصرح الكبير ده وانت بتفكرني بنفسي لما جيت هنا . . عارف انا ساعات كتير بيخدني الحنين لبلدي ومن يوم مشفتك وانت هونت عليا الغربة . .انا بعتبرك ابن ليا ياعوض مش مجرد موظف .
عوض بسعادة فهذا الرجل العظيم الذي يعتبره هو قدوة له يثني عليه بكلماته الجميلة ويهديه لقب الابوة الذي حرم منه بتركه بكامل إرادته .. فهو من قرر الرحيل وترك بلاده وكل احبائه هناك من خلفه مما جعله يردف بتأثر انا يسعدني كلام حضرتك يا امجد باشا ويشرفني كلامك الجميل . . حضرتك سندنا كلنا هنا في الغربة ولاولا وقوفك جمبنا كلنا لكان زمانا مقبوض علينا . . كفايه موضوع التأشيرة والاوراق بتاعتي الي جبتهالى من مصر .
انا معملتش حاجة ياعوض . . دي حاجة بسيطة . . حبايبنا في مصر سعدوني في الموضوع ده . . لكن انا عتابي عليك بس في موضوع السفر بطريقة غير شرعية . . انت كان حظك كويس لكن في شباب كتير غير بيتقبض عليهم وفي شباب كتير ماتوا وضيعو نفسهم علشان حلم السفر المسيطر عليهم بشكل غريب وممكن علشانه يضيعو احلام اهاليهم الي شقيوا وتعبوا عليهم . . رحلة السفر لازم تكون بصورة صحيحة واجرأت سليمة علشان ميوجهوش مخاطر زي الي وجهتك هنا لولا ان حظك كويس لانك ابن حلال ياعوض .
عوض متنهد فهو بالفعل اخطئ في خروجه من مصر بهذه الطريقة ولكن لم يكن لديه خيار بعدما ڼصب عليه في امر التأشيرة التي سحب من اجلها المال الذي كان ابيه يحتفظ به من أجل زفاف شقيقته ومن اجله فلذلك قرر الفرار قبل ان يخبرهم بأمر الڼصب عليه