رواية أولاد فريدة بقلم إيمان فاروق من الفصل الأول إلى الرابع
انت في الصفحة 11 من 11 صفحات
لوحدي وقيلين أنهم هيجو من بدري وادينا داخلين على بعد الظهر ومحدش منهم جه.. حتى بنتي جوزها متحكم متسبش أمه إلا لما يكون موجود مع ان صحتها حلوة.. لاكن ازاي أمه متقعدش لوحدها وياريته يخليها تبر أمها هى كمان والله يا بنتي لو كانت حماتها تعبانه مكنتش زعلت وكنت عنتها على الي هى فيه لكن الست صحتها زي الفل والحمد لله وانا مش عايزة حاجه زي مانتي عارفة ولما بعوز اديني بتكل عليكي وعلى أم سعد ومرات ابنها عسل زيك كده بتيجي تقضيني طلباتي ..وولادي لما بيجو بشلهم هما وعيالهم على كفوف الراحة والي بيطمعوا فيه بديهلهم بطيب خاطر .
متحرمش منك يا ام محمود ووقت ما تحتاجي حاجة والا تديقي صدري مفتوح ليك يا حبيبتي..والله انا يعتبر الشارع كله أهلي احنا عشرة عمر .
أنهت حوارها مع الجارة عند دلوف هيام بعدما قضت متطلبات منزلهم وأتت لها على وجه السرعة وهى تدعوا الله ان تكون اسرار ابن العم في صالح علاقتهما التي كاد أن يدمرها بجفائه المتعمد فهو أصبح كموج البحر الثائر الذي يهدم ما تبنيه من أحلام نقشتها على الرمال.
تنهد زافرة پخوف على مشاعر تلك الرقيقة ولكن ما باليد حيلة فواجبها ان تخبرها وعليها الخروج من قوقعة عشقها التي ضاقت عليها بعدما تخلى هو عنهااردفت في أسى تعالى يا بنتي اقعدي جمبي الأول.
قابلتها الاخرى بالمسول بين يديها وهى تردف في طاعة حاضر ياست الكل.. وادي قاعدة.. ها خير.
بصي يا بنتي انتي عارفة غلوتك عندي طبعا.
طبعا ياماما وانتي كمان غلوتك من غلاوة امي الله يرحمها ويمكن اكتر كمان .. انا مشفتهاش لكن شفت حنيتك عليا.. بس انت كده قلقتيني خير.
تحجرت العبرات في مقلتي هيام.. فقد كسرت احلامها التي نسجتها في مخيلاتها مع ابن العم الذي كان يحتويها بحب واضح كيف له ان يهدم تلك الآمال التي تكونت بينهم وهم صغار وارتوت في صباهم لما يبترها من جزور لا بل يقتلعها من ارض احلامها.. سامحك الله سامر لهدمك حلمي الجميل.
خارت قواها فارتمت في صدر زوجة عمها الحنون والتي كانت دائما مخزن أسرارها وهي تبكي مر المفاجئة التي صعقتها كليا لتردف السيدة فريدة في مؤازرة الفتاة هيام لازم تفوقي وتكوني قويه الجواز فالأول والآخر قسمة ونصيب يا بنتي وأنتي مفترتيش عليه ..بالعكس انتي استنتيه كتير وهو الي اتبتر على نعمة ربنا الي ادهالو انتي لا وحشه و لا بايرة والف مين يتمناكي وأظن لسه ابوكي مشتكيلي من رفضك للعريس الي جايلك.
تنهدت فريدة بحزن واردفت في خجل من فعلة ابنها الغادر حقك عليا يا قلبي ..على عيني والله بس ما باليد حيله ..وهو الخسران ..بكرة الأيام تدور ويجي عليه الدور يتباع زي ما باع.. ربك مبيسيبش واكيد هيعوضك بأحسن منه .
أردفت هيام بمرارة بالغة تصبغ حلقها أنا لا عايزاه ولا عايزة غيره ..عن اذنك يا ماما أنا هطلع ارتاح شويه ..محتاجه أكون لوحدي واستنشقت الهواء وجففت الماء المالح المنسدل من بحر عينيها التي انتفخت جراء بكائها وتوجهت لمنزلها لتتوارى عن اعين الجميع حتى لا تكون عرضة للأسئلة التي حتما
ستلقى عليها من خلال أبيها وزوجته ..وعليها استعادة نفسها مرة أخرى حتى تستطيع مواجهة هذا الغادر الذي صفعها غدرا دون رحمة او شفقة لتلك المشاعر النبيلة التي كانت بينهم