الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية أولاد فريدة بقلم إيمان فاروق من الفصل الثاني والعشرون إلى الخامس والعشرون

انت في الصفحة 1 من 12 صفحات

موقع أيام نيوز

أولاد فريدة 
بقلم إيمان فاروق
الثاني والعشرين
اخذت حقائبها البلستيكية المحملة بمتطلبات منزلها من بقالة وخضار لتستعد للتوجه الى منزلها وترك جارتها قابعة مكنها امام منزلها لتأتي الجارة ام محمود مرة أخرى عليهن وهى تحرك شفتيها يمينا ويسارا بحركة ساخرة شعبية حتى تخبرهن قائلة شوفتو الخيبة اللي ولاد الحاجة ام كمال عملوها ونظرت ضيقا لأم أحلام مما جعل الأخيرة تستشعر الضيق فهى حماية لأحد ابناء تلك السيدة التي تتحدث عنها الان ومن الواضح انها تنبط عليها بالكمات اللازعة مما جعلها تهتف بضيق تقصدي ايه بكلامك اللي بتقوليه دا يا أم محمود ..اظن ملوش لزمة رمي الكلام بتاعك ده .

ام محمود بضيق شديد من هذه السيدة التي لم تعلم ابتها سوي الانانية هوا انا قلت ايه يا ام احلام يا ختي ..اظن عيب جدا لما الست الغلبانه اللي عمرها مزعلت حد ولادها ونسوانهم يوصلوها انها تطفش وتسيب البيت منهم واظن اللي على راسة بطحة وانتي لو مكنتيش عارفة حاجه مكنتيش زعلتي ولمو أخذة كان المفروض عليكي تفهمي المحروسة بنتك انها مسيرها تبقى حما وربنا بقعد لكل واحد عمله ..انا ياختي كنت بتكلم على العموم لان الست عمرها مجابت سيرتكم بحاجة وحشة لكن الوضع واضح وحال الولية الغلبانة بيتكلم لوحدة .
لم تستطع ام احلام الرد ولو ببنت شفة احراجا من حديث ام محمود التي تحدثت بشكل قاسې أمامها واتهامها الحقيقي فهى لم تحسن تربية ابنتها التي تتمتع بالانانية المفرطة امام ام زوجها مما جعلها تقرر المضي نحو بيتها دون الرد عليها ..لتتحدث ام سعد قائلة بضيق وخزي لها وليه لازمة الكلام دا يا ام محمود ..الوليه ذنبها ايه ان بنتها وحشة 
ام محمود بقلة حيلة اووف بقى ..انا اعمل ايه مكنتش اقصد وبعدين هى عارفة بالظبت ان بتها علطانه وهى مش قادرة عليها ..وانا لما شفت ابتهال بنت الست فريدة قاعدة على السلم اللي قدام الشقة وعمالة ټعيط هى هيام قلبي وجعني عليها ولما الاستاذ سامر جه اتأكدت ان الست فريدة سابتهم وطفشت منهم علشان زعلانه وانا بصراحة اتكسفت ومشيت بسرعة علشان يعرفوا يتكلموا براحتهم يشوفوا حل مع بعضهم يمكن يعرفوا يوصلو لطريقها وبعد كده يطمنونا عليها ..ظلت الجارتان تتبادلا الحديث الى ان اتى ابنائها واجدا يلى الاخر وبصحبة الابنة الصغري رهف ولكنهم فضلا عدم التوجه اليهم بالحديث او الاستفسار حتى لا يثرن البلبلة مرة أخرى لقوموا بالدعاء متوجهين للسماء ان يطمئنهم عليها وتعود مرة أخرى الي احضان الحارة الطيبة من جديد .
. . . . . . . . . . . . . . . . 
وضعت المفتاح بمزلاج الباب لينفتح الباب أمامها وهى لا ترى شئ امامها سوى صورة السيدة فريدة التي تركت بيتها ورحلت مما جعلها تنقبض من تلك الفكرة فهى الأخرى ام ولديها ابن تتمنى له السعادة ولكن ليس على حساب نفسها لن تستطيع التحمل ان تهجر حياتها الماضية هباء هكذا دون النظر لمشاعرها بل من الممكن ان يشاركها البيت حتى يكون مستقبلة ولكن هذا تفكير اناني من أبناء ام زوج ابنتها وهى ترى ان ابنتها مشاركة في هذه الچريمة ولذلك ستتواصل معها وتنهرها على هذا الأمر ..هى اخبرتها انها ستذهب الى بيتها بالريف وهناك اخواتها واقاربها ولن تكون وحيدة او غريبة بينهم ولكن موضوع الدار هذا قاس جدا لذلك عليهم البحث وعلى ابنتها مؤازرة زوجها في البحث عن المفقودة لترفع بعد ان جلست على احد الأرائك التي تحتل غرفة المعيشة لتتناول انفاسها المتلاحقة بفضل درجات السلم العالية لتستنشق الهواء وتطلقه في هدوء وهى تلمس شاشة الجوال ليأتيها رقم ابنتها وتتواصل معها وتقوم بمطالبتها بالذهاب الى بيت ام زوجها للوقوف معهم في مصيبتهم نعم هى مصېبة ولكن ابنتها لا تعلم مداها لوعلق معها الهاتف وهى تدعوا الله لها بالهداية حتى ټعذب بأحب ما تملك وتبتلى فيه كما كانت سبب في بلاء تلك السيدة التي لم تفعل لهم سوى كل خير لتغفوا بعدها من شدة ارهاقها ويوقظها زوجها بنكزة من يده قائلا برفق ام احلام ..ايه اللي منيمك كده .. قومي

انت في الصفحة 1 من 12 صفحات