رواية زهرة الفارس بقلم إيمان فاروق من الفصل الأول إلى الثالث

لا اقوي ان ارى دموعك تلك اما بالنسبة لتلك الكائن الصغير سليط اللسان فانا قادر عليه بعون الله قالها حتي يضحك جدته ويخرجها مما هي فيه..
احتوته الجدة بحب قائلة بارك الله لي فيكم وجعلكم عوضا عن ابويكما فحامد اباك هو الاخر لم يتذكر ان له ام واب نعم انه لم يتذكر أن له ام وأب وفضل الإقامة خارج البلاد اجابها الفتي ألا اكفيكي جدتي ومع ذلك قد جانا ملاك جديد يشاركنا هذا القصر الكبير وسنكون لكي انا وتلك الصغيرة خير ونيس بإذن الله ونظر إلى الملاك الذي غفي علي يد جدته...
كتب عليها فراق الاهل فعوضها الله بقلب هذا الشاب الصغير الذي لم يتواري ابدا عن مراعتها والاهتمام بشئونها برغم انه بالمرحلة الثانوية وهي التي تحدد مستقبل الشباب وتحتاج الي كل جهد منه وتركيز حتي يستطيع الالتحاق باحدي الكليات المرموقه الا انه اثبت لجده وجدته انه علي قدر كبير من تحمل المسئولية فاجتهد وايضا لم يتملص من تلك الفتاة فاصبحت هي بالنسبة له شغله الشاغل فكان دائم الاهتمام بها بل مسئول عنها وعن تأسيسها في دراستها ومذاكرة دروسها الابتدائيه فهو الوحيد الذي استطاع ان يخرجها من حالة الحزن والالم التي كانت تنتابها جراء ابتعاد ابويها عنها وملاقاتهم حتفهم ...
جلست والدموع في مقلتيها تحت احدي الاشجار التي تتوسط حديقة القصر الكبير وكانت في حالة لا يرثي لها طفلة صغيرة حرمت من حنان الام وعطف الاب فعقلها الصغير ادرك ان ابويها تخلا عنها لانها اخطأت في شئ ما فامتنعت عن الطعام حتي تعاقب نفسها ظنا منها انها بذالك تكفر عن هذا الخطأ...
الجدة وقد انتابها القلق علي الفتاة تحدثت لزوجها في حزن شديد عبر الهاتف حافظ ارجوك عد حالا الي المنزل واحضر معك الطبيب فزهرة ممتنعة عن الطعام واصبحت هزيلة واخشي عليها من ان تضيع هي الاخري كما ضاع ولدي مني فانا اعتبرتها عوض من الله .
ما كان للجد حافظ صاحب القلب القاسې الا ان يرسل لهم الطبيب الخاص بالعائلة ولم يحضر هو لكثرة مشاغله في مجموعة شركاته التي انضمت اليها شركة ابنه حاتم التي شاركها فيها هو وزوجته وفارس بحكم انها فتاة ولكن الجد برغم قسوته انتابه الشعور بالندم فقرر التنازل بنصيبه هو وزوجته لزهرة وتعويضها لما اقترفه في حق ابنه وحرمانه منه ولكن لم يفصح عن فعلته هذه حتي لا ينظر له علي انه ضعيف نظرا لتكبره وتعاليه .
الجدة فحزنت لموقف زوجها الي هذه الدرجه لا يعني له مرض الفتاة الصغيرة الهدية التي منحهم الله اياها حتي تعوضعهم فراق فلذة كبدها بكت في حسرة علي حالها مع هذا الزوج القاسې الذي كان دائم الجفاء معها والتي لم تستطيع دوما انت تناقشه في امور حياتها فهو متسلط جبار وهي مغلوبة علي امرها فقد زوجها ابيها له وهي في سن صغير وهو ابن عمها الذي فرض سيطرته عليها بشكل كامل وهي لم تنكر انها احبته رغم شديته مما جعلها تغرس في فارس ان زهرة ابنة عمه هي اخت له وكانت دائما تخاف من تكرار مأساتها مع زوجها فكانت الجدة تحاول دائما غرس المحبة الاخوية بينهم ..
حضر الطبيب وتوجه الي الغرفة التي تقطن فيها الفتاة بصحبة فارس الذي لازم الطبيب بأمر من جده ..
الجدة في قلق ارجوك سيدي الطبيب افعل اي شئ لفتاتي حتي تسترد عافيتها فأنا اغشي عليها من الهزل فهي ممتنعة عن الطعام ارجوك .
الطبيب يطمئنها بارداف سيدتي ارجوكي اهدائي ودعيني استكشف مابها ..قام الطبيب بفحص الفتاة وأمر باحضار بعض الادوية .
ذهب فارس علي الفور واحضر ما امر به الطبيب من ادوية من اجل ابنة عمه التي خطفت قلبه عندما راها وهي مغشي عليها في حديقة المنزل وقام هو بحملها ونقلها الي غرفتها بداخل القصر وشاهد هو زعر جدته عليها وهو الذي لا يقوى علي حزن جدته فهي امه التي راعته بحنانها وكان دائما يحزن من معاملة الجد لها برغم انه يعشق جده لانه يعامله بشكل مختلف فهو يعامله كرجل كبير ويحتويه كانه صديق له ولذالك يحترمه كثيرا ولكنه في نفس الوقت يرأف بحال جدته ويحاول دائما ان يخرجها مما هي في من حزن .
فارس متوجه الي غرفة زهرة وهو يحمل الادوية التي امر بها الطبيب في سرعة مردفاتفضل سيدي الطبيب هذا ما امرت به من ادوية ..
الطبيب محرك رأسه بابتسامة مطمئنة لفارستمام بني فأنا الأن سوف اعلق محلول وبه بعض المقويات حتي تعوضها عن الطعام وتعطيها بعض القوة ..واكمل الطبيب استرسال قائلا ولكني اود ان احدثكم في شئ اخر ولكن بعد انا اعلق لها المحلول وجرعة العلاج ...
انتهي الطبيب من اعطاء جرعة العلاج للطفلة واطمئن عليها واستقرت حالتها بعض الشئ ..وتوجه الي الخارج برفقة فارس والجدة وذهبوا جميعا الي حجرة الضيافة وامرت