رواية بقلم منى ابو اليزيد
الأسود قرر أن تكون لون حياته منذ رحيلهم كيف تكون حياته سعيدة من غيرهم فهم حياته اختفت ابتسامة لتحل محلها وجه خالي من أي تعبيرات عدا العبوس قلبه يكاد يقتلع من مكانه أراد المۏت ليلحق بهم لكن ليس بيده شيء اكتفي بقوله لها
بلاش تفتحي في چرح قديم
رحل بعيد عنها غاص في نهر من الأفكار لعل تفهم شيء كان من يراقبهم من بعيد جده فرح لأنها استطاعت أن تجعله يهتم لشأنها ولو لمرة واحدة كان لا يهتم لأحد علاقتهم تمثل الحړب وفي الحړب يولد الأمل هذا ما كان يريده أن الأمل يدخل حياة حفيده لتلون حياته مرة أخرى شاهدته جوهرة من بعيد وجدت أن دي الفرصة المناسبة لكي تأخذ رقم مرام منه فوالدها أهم بالتأكيد شبكت يديها لبعضهما البعض بوجه يمتلئ بالتوتر قائلة
لم يرد عليها غادر من أمامها يعبر عن رفضه بهذه الطريقة جزت على أسنانها من الغيظ كيف تصل إلي مرام أخر حديث مع أصيل كان الحزن سيطر على كيانه لأبد أن تنتظر فرصة أخري
....
عندما تتشابك الظروف لبعضها البعض لتخلق طموح وأمل جديد يستطيع أن يكفي أحد ما يحتاجه فسوف تبتسم الحياة تلك الظروف تحدث مع حنان اقتربت من المطعم وجدت خبر ينتظرها أن حمزة يريدها في مكتبه أجابت على مضض
استحوذ القلق داخلها وبات عقلها مشغول بالعديد من التساؤلات هل فعلت شيء سيء ماذا حدث لماذا يرغب بها ها هي تقف أمام باب مكتبه ترددت كثيرا أن تطرق الباب لكن ما عليها إلا التنفيذ طرقت الباب بانتظام أمسكت مقبض الباب وحركت دائرته ليفتح الباب بعد أن سمح لها بالولوج نظرت إلي الأرض تحاشي النظر عليه فهتفت بوهن
أشار لها بالجلوس قبل أن يتفوه
أقعدي الأول
راقب ملامحها جيدا رفع حاجبيه لأعلى باندهاش بسبب القلق المعتلي وجهها بث فيها الأمان بقوله
متقليش مفيش حاجة أنا عايزك أستفسر منك في موضوع صغير
حشرج الحديث في لسانها فقالت بتلعثم
تحت أمرك
أرخي جسده على ظهر المقعد شبك يديه لبعضهما البعض ليسندهم على سطح المكتب ثم قال بحماس
ردت عليه باعتراض مماثل لملامح وجهها التي مليئة بالنفي والاعتراض
لا الفترة الأولي أحسن ليا عشان في حد بيقعد معاه وبيبقي نايم بغيب عنه ساعات قليلة
هز رأسه لأعلى ولأسفل بالموافقة على حديثها مع ابتسامة فرشت ثغره لشعوره بالاطمئنان ثم ردد
أنا كنت حابب أساعد بس
خرجت من مكتبه سرعان ما أتي إليها اتصال نجح صاحب الاتصال أن يعكر مزاجها ما عليها إلا الرد حتى لا يأتي لها هنا فهتفت على الفور
لا كده أزعل مفيش أزيك
أعمل إيه عشان أخلص منك
مش بالسهولة دي
طيب أنت بتتصل ليه
عايز أشوف ابني
هنرجع للأسطوانة دي تاني
حنان أنا مش عايز أضغط عليك جتلك البيت وبطلبك على الموبايل لازم نتفاهم
مش عايزاك في حياتي ولا حياة ابني
مش بمزاجك أنا أبوه وهفضل أبوه
كانت جوازة الندامة
بلاش تقولي كده أنت الحاجة النضيفة اللي عملتها في حياتي
طيب حافظ علينا وسبنا في حالنا
سيطرت الڠضب عليه فردف بنبرة فحيح الأفعى
أنا كده عملت اللي عليا استني اللي جاي يا حنان
تفوه عدد كلمات قليلة معناها أكبر من عددها يستطيع أن ېحطم حياتها في لمح البصر ارتجفت شفتاه لم استطيع النطق زادت ضربات قلبها تجمدت الډماء في عروقها من يستطيع أن يقف أمام الشيطان وينجح في تدميره
......
لم تحدث مقوله تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن بل حدث العكس فأتت مرام إلي القصر بعد أيام قليلة لم تنجح فيها جوهرة من الوصول إليها تعمدت مرام استخدام ذكائها هذه المرة عندما أكدت للجميع أنها
أتت لرؤيه أصيل فقط فقد جاءت برفقة والدتها الكبيرة التي صممت أن تجبلها معها بعد حوارها القديم مع أصيل عن عدم صحة مجيئها إلي هنا بمفردها.
كانت والدتها حزينة منكسرة تنفذ ما يطلبه الجميع منها أصبحت حياتها بلا هدف كأنها لم تكن موجودة على وجه الأرض تريد الرحيل لتذهب عند أبنتها تلك هي الأمنية التي لا أحد يستطيع تحقيقها بمفرده منتظره تلك اللحظة بفارغ الصبر.
أخرجت جوهرة بالعصائر توزع على كل منهما عينيها مشټعلة على مرام التي تعمدت عدم النظر إليها انتهزت جوهرة تسليمها العصير اضطرت أن تتفوه هي هي من تحتاجها فالتألي سوف تبدأ في الحديث قالت برجاء
ممكن أتكلم معاكي
أومأت برأسها بالموافقة وعينيها
تنظر على أصيل تثبت له أن نفسها صافي خالي من أي سواد اتجاه جوهرة خرجتن للشرفة يتحدثن اندفعت جوهرة بالحديث عليها كالطفلة