قصة كاملة بقلم سارة نبيل
طابخة على فكرا ومش عايزة هدهد أمي تشمت فيا..
أنا جايبة أكلي هناكل سوا..
ابتهج الأطفال الجائعين وبدأوا يأكلون سويا وغصون معهم غير مدركة أن تلك مرتهم الأولى التي يتناولون فيها مثل هذا الطعام..!
شكرا يا غصون دي أول مرة أكل الحاجات دي بعد ما ماما وبابا ماتوا..
شعرت غصون بالألم لأجلهم وقالت
الله يرحمهم .. ربنا أرحم من أي حد..
طب قولولي إنتوا عايشين مع مين طيب!
مع عمي .. بعد ما ماما وبابا ماتوا أخدنا نعيش معاه..
قالت وردة بحزن وتذمر
بس هو مش بيحبنا ولا طنط مراته وولاده كمان.. بيفضلوا يضربوني أنا ورحيم وكمان مش بيدخلونا البيت وبنام تحت السلم .. ولا بيرضوا يأكلونا وبيقولونا نطلع نشتغل ونأكل نفسنا..
صدمت غصون من كم هذا الجبروت ونظرت للبؤس المرتسم على ملامح الأطفال..
طب هما مش بيخافوا يحصلكم حاجة لما تخرجوا كدا في الشارع وتغيبوا عن البيت..
قال رحيم بحزن مزق قلب غصون
هما نفسهم منرجعش البيت تاني أصلا .. في يوم معرفناش نرجع البيت واتأخرنا حتى مسألوش عننا ..
وعمو قالنا أنا ووردة ياريتكم ما رجعتوا ربنا ياخدكم ويريحنا منكم
ادمعت عيون غصون وبالكاد تماسكت ثم وبقوة قررت أنها لن تصمت الله قد بعثها لهم وجعل هؤلاء الأطفال بطريقها ليس عبثا وقفت وقالت
هنروح فين يا غصون .. إنت خطافة أطفال!
ابتسمت غصون على لطف وردة وتسائلت
إنت عندك كام سنة يا وردة
تسعة يا غصون..
وإنت يا رحيم
12 يا غصون .. بس ليه..!
طب يلا هنروح بيتنا..
ليه..
بس متخافوش .. يعني أنا شكلي شرير !!
وبعدين في خطافة أطفال بتستأذن إنها ټخطف..
يلا يا ولاد وأنا هقولكم..
٠ بقلمسارة نيل ٠
أنا .. أنا فين وشي .. أنا بقيت مشوة .. إزاي هعيش كدا..
إهدي يا بنتي .. استعيني بالله واصبري..
نظرت صبا للممرضة ووجها مليء بالضمادات الطبيبة وكذلك أجزاء من ذراعيها شعرت أن الدنيا تدور وجاء بمسمعها تلك الكلمات التي كانت تسمعها لغصون..
وليس هذا فقط بل كانت تتنمر على خلقة الجميع تستهزأ بالكثير..
كل المواقف التي قامت بها تمثلت أمامها..
تعرفي أنا قاسېة أووي .. أنا وحشة .. أنا وحشة أووي..
أنا في مرة قولت لبنت كانت مصاپة بالسړطان وبتتعالج بالكيماوي .. كان شعرها وقع وحواجبها وشكلها بهتان..
تعرفي قولتلها أيه!!
تعرفي أنا إللي طلعت مقرفة لأبعد درجة ممكنة..
أكملت پتألم ودموع أغرقت چروحها
أنا عايزة أتأسف من الناس دي كلهم..
غصون وإللي زيها
في مشفى للأمراض النفسية والعقلية..
كانت تجلس أسيل في وسط المرضى وقد نجحت في إقناع الشرطة أنها غير سليمة عقليا..
الطريق بقى قصير خلاص .. هقدر أهرب من هنا بكل بساطة وأخلص عليك يا غصون..
الحلقة التاسعة عشر 19
تعالوا ادخلوا واستنوني هنا ثواني.
حاضر يا غصون.
ولجت إلى الغرفة ودخلت خلفها والدتها..
مين دول يا غصون في أيه يا بنتي.!
نظرت لوالديها ثم بدأت تحكي كل ما تعرفه عن رحيم ووردة وقالت
وردة ورحيم ملهمش حد في الدنيا وحتى عمهم ميتقالش عليه عم لأنه نفسه يتخلص منهم بأي طريقة فهما ملهمش أمان معاه..
شكلهم أطفال متربية كويس يا بابا ومش ذنبهم حاجة أنا مأخدتش قرار ألا ما أكلم حضرتك الأول.
دي فرصة ناخد الأجر ونمتثل حديث الرسول صل الله عليه وسلم .. أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما.
أنا شوفتها فرصة حسنات نغتنمها..
رحيم يا بابا عنده ١٢ سنة يقدر يشتغل معاك في ورشة الخشب ويبقى ليه الأوضة إللي جمب الشقة يقعد فيها وهي متجهزة من كل حاجة..
أما وردة تقعد معانا هنا ونربيها وأعلمها كل حاجة نخليهم يكملوا تعليم ونرعاهم وكمان هما يسلوكم..
صمتت وقالت بحماس وتمني
حتى لو اتجوزت هبقى بردوة المسؤولة عنهم.
وإنت يا بابا تقدر تسأل عن أهلهم الله يرحمهم أنا سألت عنهم وكانت والدتهم إنسانة صالحة جدا ووالدهم سيرته طيبة وسمعت من الجيران إن حياة رحيم ووردة مع عمهم وولادة سيئة لأبعد الحدود وهو مستعد يرميهم في الشارع في أي
Player
لحظة..
فكر والد غصون مليا بينما قالت والدتها مستنكرة
إزاي يا غصون ندخل ولاد منعرفش عنهم حاجة بيتنا إللي بتقوليه دا صعب يتقبل إحنا ممكن يا بنتي نتكفل بمصاريفهم وهما في أي مكان ولا في دار للأيتام.
ابتسمت غصون وقالت بحزن
المسألة مش مسألة فلوس ولا مصاريف يا أمي النفسية والإحتواء والدفء إللي هيتحرموا منهم..
هيكونوا أيه بعد كدا .. أيه النموذج إللي هيبقوا عليه!
كفالة اليتيم مش مقصودة بيها الفلوس والأكل والشرب يا أمي إدخال السرور على قلوبهم وإحتوائهم مش بالفلوس أبدا إنك تخلقي لهم جو أسري وتعويضهم إللي اتحرموا منه ومش تحسسيهم أبدا بالنقص دا المطلوب.
وطالما إحنا