الإثنين 25 نوفمبر 2024

براثين اليزيد بقلم ندي حسن

انت في الصفحة 29 من 81 صفحات

موقع أيام نيوز

أخرى يبتسم وكأنه يوزع ابتسامات مجانية أردف قائلا بجدية
كان عندي شغل قريب من هنا فقولت اعدي أسلم عليكي مايصحش ابقى هنا ومشوفكيش
يدق قلبها فرحا بتلك الكلمات العفوية التي تخرج منه لتعمل على إسعاد قلبها وروحها وكل شيء ينبض في جسدها فتحدثت بتردد قائلة
لأ بقى يبقى تتغدا معانا أنا وبابا اوعى متوافقش
باستغراب تحدث متسائلا متعجب لما لن يوافق ولما هي تبتسم هكذا ببلاهة وليست على ما يرام
موافقش ليه موافق طبعا
ابتسمت باتساع شديد ولكن زالت ابتسامتها عندما تحدث متسائلا
مروة كويسه أصلي برن عليها كتير مبتردش عليا حتى جربت أرقام غريبة
إلى الآن يفكر في شقيقتها التي تزوجت والآن تكون حياة أسرية مع زوجها في سعادة وهو إلى الآن يقف عند نقطة أنه يحبها منذ الصغر ويريد أن يتزوجها وتصبح له لا يرى أنها تحبه لا يرى أنها ضحت من أجل شقيقتها التي لم تكن تحبه من الأساس! فعلت ذلك فقط لأنها تعلم بحبه إليها ولم تكن تريد أن تخرب كل شيء عليهم لم تكن تريد أن تصبح شرير القصة لذا صمتت ولكن القدر وقف إلى جوارها تزوجت شقيقتها غيره وهو إلى الآن لا ينسى وكأنه يحارب حبها إليه وما باليد حيلة فالحب ليس منا فهو من مكان لا نستطيع الحكم عليه بل هو الذي يحكم علينا دائما..
تحدثت بحدة وبجدية هذه المرة تجيبه على سؤاله عن شقيقتها ولتلفت نظره إليها قليلا ربما يكن لها نصيب به
سيبك من مروة بقى يا تامر مروة خلاص اتجوزت ليه مش قادر تستوعب ده وبعدين جوزها قالها متردش على أرقام غريبة علشان كان في حد بيبعتلها رسايل وبيضايقها بص قدامك هتلاقي اللي بيفكر فيك واللي عايزك بجد أنت بس شيل الغشاوة اللي على عنيك أو أمام أحد حتى لا يخجلها أو يظهر عليهم الضيق من المفترض أن تكون هي من يفعل ذلك وليس هو فقد ترجته لكي يتحدث ولم يفعل هو الذي ابتعد وليس هي..
حاولت أن تشغل نفسها بتنظيف 
أنها محقة به ولكن هناك شيء يزعجه رجولته لا تسمح له بموقف كهذا معها قال بسخرية سائلا إياها
هيفرق معاكي
أجابته بثقة كبيرة بعد أن وجدته يتهكم في حديثه وتعلم لأنه منزعج منذ أن رفضته قبل بضعة أيام
أكيد طبعا
نظر إليها مطولا بهدوء مستغرب من أجابتها السريعة التي تأكد فيها أنه يفرق معها كثيرا أردف قائلا بجدية وهو يستدير إليها
مسافر
شهقت بفزع وخوف عندما نطق تلك الكلمة الصغيرة المكونة من خمسة أحرف وقد ظهر الهلع على ملامحها فاقتربت منه بسرعة قائلة برجاء ولهفة
وهتسبني لوحدي 
لقد رأي الهلع مرتسم بوضوح على ملامحها الدموع خلف جفنيها تهدد بالفرار ولكنه تحدث قائلا ببرود
مظنش غيابي هيفرق معاكي أوي لو قبل كده كنت قولت ماشي لكن دلوقتي لأ مظنش
دمعة خائڼة فرت هاربة من عينيها وسريعا زالتها وهي تنظر إليه بحزن وعتاب خالص تحمله إليه
ليه كل ده علشان قولت لأ مش أحسن من اللي كان هيحصل من غير رضا وقبول بينا وبعدين تعالى هنا
المفروض أنا اللي أزعل مش أنت ليه بتعمل كده بجد
اڼفجرت باكية أمامه بشدة بعد أن سألته لما يفعل هكذا وكأنها تنتظر تلك اللحظة منذ زمن لتبكي بكاء حاد
زفر بحنق وضيق فهو لا يود أبدا أن يراها تبكي لا يريد أن يضعف بهذه الطريقة المخجلة أردف بحدة وجدية
متعيطيش وأنت بتكلميني.. أنا مسافر القاهرة ورايا شغل مستعجل هخلصه وأرجع
استدار ليذهب ناحية الباب فذهبت خلفه سريعا تتمسك بيده بلهفة وتحدثت برجاء والدموع عالقة ب اهدابها
خدني معاك طيب هقعد عند بابا وميار ومنين ما تخلص هرجع معاك متسبنيش هنا لوحدي
نفض يده من بين يدها ونظر إليها بهدوء وفي داخله براكين ثائره بسبب هذا المظهر التي هي عليه تحدث قائلا ببرود
لأ ده بيتي أنا مش سايبك في الشارع ابقي اقعدي مع يسرى وأنا مش هطول على بالليل هبقى هنا
بترجي تحدثت مرة أخرى ربما يرضخ لطلبها
أرجوك
قولت لأ
استدار سريعا ليذهب وتركها في الغرفة تقف تنظر في أثره باستغراب ودهشة فقط من أجل كلمة لا تركها وذهب هكذا بعد أن تغير بشدة في معاملته إياها هي فقط تريد أن يكون كل شيء صحيح بينهم وهو هكذا يجازيها!..
بينما هو ذهب ولم ينظر بين قدميه من أن يكون أصابها شيء بالداخل ففتح الباب سريعا ولكن لم تكن موجودة تعجب كثيرا فأين ستذهب في هذا الوقت من الليل..
خرج سريعا من الغرفة يبحث عنها في المنزل وفي حديقته ولم يجدها فصعد مرة أخرى إلى الأعلى سريعا ليراها إن كانت في غرفة شقيقته ولكن وهو يصعد أستمع إلى صوت يأتي من غرفته فذهب إليها مرة أخرى ووجدها هي بالداخل..
أغلق الباب بحدة فاستمعت إليه ولكن لم تنظر له تقدم منها والڠضب يلوح بعينيه أمسك يدها يديرها إليه ليسألها قائلا
كنتي فين في الوقت ده
أجابته بهدوء شديد وابتسامة هادئة تزين شفتيها
بعد أن وضعت يدها الأخرى على صدره
كنت هنا هكون فين يعني
جز على أسنانه بحدة شديدة وهو يراها تكذب عليه ولا يعلم أين كانت في هذا الوقت المتأخر من الليل غير أنها تغيرت منذ الصباح إلى الآن مئة وثمانون درجة في معاملتها إياه زفر بحنق وضيق ثم تحدث مرة أخرى محاولا أن يبث الهدوء بداخله
مكنتيش موجودة في الاوضه ولا حتى تحت كنتي فين
في اوضة الرسم
نظر إليها بشك جلي قد رأته في عينيه لتبتسم بهدوء بينما هو تساءل ليرى صدقها
بتعملي ايه
رفعت لوحة من على الأريكة وضعتها أمام وجهه لتريه إياها مبتسمة بهدوء وحب تكنه له
كنت بعمل دي
نظر إلى اللوحة بضيق ليجد صورته بها أنه هو حقا لقد رسمته رسمته ب الألوان خصلات شعره حالكة السواد عينيه بها لونين الأخضر والأزرق وكأنه مزيج بينهما يريح النظر إليهما يبتسم بهدوء ابدعت بها حقا وكأنه هو أو كأنها صوره تم التقاطها له ليس رسمه رفع نظره إليها مرة أخرى ووجدها هي التي تتحدث هذه المرة قائلة مبتسمة بحب
ايه رأيك فيها
لم يستطيع ألا يبتسم أمام هذه الابتسامة المشرقة رغم انزعاجه من كل شيء أجابها قائلا بهدوء
جميلة تسلم ايدك
تحدثت بحماس مرة أخرى وهي تتقدم منه لتكن قريبة إليه
فضلت طول اليوم بظبطها علشان تطلع كده
اومأ إليها بهدوء شديد فنظرت إليه بحزن تريثت قليلا ثم قالت بصوت خاڤت ونبرة حزينة راجية وهي تعود للخلف بجسدها قليلا بعد أن وضعت
اللوحة على الأريكة
أنا آسفة لو كنت عملت حاجه زعلتك أنا مقصدش بس كل اللي عايزاه أننا نكون حابين وجود بعض في كل حاجه مش مجرد أننا عايزين وخلاص حابين كل حاجه بنعملها سوا دي حياة وبيترتب عليها حاجات كتير أوي لازم نكون
مرتبنلها أرجوك بلاش تعاملني كده أنت وجودك جنبي فارق معايا أوي.. أنا عايزه أفضل معاك على طول ومش عايزه أبعد عنك بس محتاجه 
ابتلع ريقه وشعر أنه يود التحدث الآن ذلك الوقت المناسب للبوح بما يريد شعر أن قلبه يدق پعنف شديد وكأنه يستعد لما سيقوله فتحدث بتردد قائلا وهو يلتقط أنفاسه بصعوبة
مروة أنا.... أنا
صمت ولم
28  29  30 

انت في الصفحة 29 من 81 صفحات