الثلاثاء 03 ديسمبر 2024

رواية أولاد فريدة بقلم إيمان من الفصل الرابع عشر إلى السابع عشر

انت في الصفحة 1 من 12 صفحات

موقع أيام نيوز

أولاد فريدة
بقلم إيمان فاروق
الرابع عشر
مشهد ليلي خارجي باحد الدول العربية هو يتجول باستمتاع في شوارع تلك المدينة الساحرة بأضواءها الكاشفة كضوء النهار في غيوم اليل يتسابق بخطواته وهو يستمتع برؤية تلك المباني الشاهقة المسماه بناطحات السحاب المميزة في بلدة عملة وهو الآن يتجول بين طرقاتها بصحبة بعض الاصدقاء الذين انتهو مثله من فترة دوامهم ويجتمعون في سيرهم ليجلسون في احد المقاهى الساهرة هناك يتسامرون جميعا في سعادة بينهم وهو يتمتع بحالة الذي يزيد في الإزدهار والتألق في عمله ليمدحه احد اصدقائه قائلا والله عفارم عليك يا بشمهندس نديم ..القيادة كل مادة بيعطوك مهام اقوي وتميز في العمل .

ليجيبه صديق اخر قائلا بأعجاب بالفعل ماشاء الله عليك بتعرف تظبت الشغل والقائمين عليه .. تميزك يانديم واضح واكمل مستطرد بغيرة طفيفة أنت وصلت في فترة صغيرة لمكانة كبيرة غيرك مقدرش يوصلها في عشر سنين .
نديم بفخر واعتزاز بنفسه قائلا الحمدلله هذا من فضل ربي ..انا بجتهد وبشتغل على نفسي والتوفيق بتاع ربنا وخصوصا اني مبفكرش في شئ غير شغلى وبس .
وبيتك واهلة يابشمهندس ..ليهم حق عليك قالها صديق له يعرفه عن قرب ولا يعجبه تصرفاته تجاه زوجته التي يقصر من ناحيتها ويعتبرها ملكية خاصة له ويحدد اقامتها في سكنهم الخاص ولا يعطيها اي تميز او مشاركة في حياته الخارجية فهى محددة الاقامة لمتعته الشخصية ولاولادهم فقط ويحجب عنها كل متع الحياة متعللا بالخۏف عليها والغيرة ولكن الأنانية هى التي تغلبه في هذا الأمر .
زفرة ضيق يخرجها على مضض من معاتبة صديقه الذي يواجهه بما يفعل دوما ولا يعجبه سوء تصرفه فهو يحلل لنفسه ما يحرمه عليها حتى التسوق لا يصتحبها معه في اثناء تجوله ليتمتم بضجر قائلا يوو انت معندكش غير اللوم يابو فهد ..انا حر في مراتي وعيالى ..دول اهل بيتي ولازم اخاڤ عليهم ..انا كده بكرمهم وبحافظ عليهم من پهدلة الحياة .
ابو فهد قائلا عيب عليك ياريان ..قصدك بتخنقهم ..بتسجنهم ..ياريان البلد هنا جميلة لازم تأخذهم للتسوق وللترفيه قليلا ..لابد من انك تغير ولاكن مو الغيرة القاټلة دي ياشيخ .
تنفس بضيق فهو بالفعل يغار عليها فكلما خرجت معه يحدق بها المتلصصون من الرجال فهى ذات ملامح عربية رقيقة تفتن من ينظر لها وجهها البشوش وغمزتيها يقتلن اعتى الرجال مما يجعله يزيد عليها كما لوكانت ستخطف منه مما جعله يهدر بصديقه قائلا ابو فهد بالله عليك ياشيخ اقفل الكلام في الموضوع ده.. أنت عارف رأيي في الموضوع ده واظن انا مبدخلش في حياتك الشخصية ..وانت ادري بحوارات الرجال هنا واظن انا مش فاضي كل شوية اعمل مشكلة مع حد وادخل الشرطة بسببه .
قهقه الرجل واردف له قائلا بالله عليك انت صرت مچنون ..في رجال عاجل يسير بجوارة مرته ويتصنع المشاكل لمجرد ان واحد نظر ليها نظرة بريئة .
فبالفعل هو يشاهد نظرات الأخرين بصورة زائدة لها ويفسرها بشكل خاطئ فهناك نظرات عابرة يمكن أن يمررها ولكنه يتمسك بكل صغيرة ليصنع منها مادة للشجار ولذلك قرر ان يجعلها سجينه قفصه الذهبي ويجعله يرفض ان تخرج بمفردها او بمشاركة بعض النساء اللواتي يعانين مثلها الفراغ من زوجات اصدقائه فهو دائما بأن تكون علاقتها سطحية بالأخريات ..لينهض عازما على المغادرة حتى يغلق هذا الحوار العقيم الذي يثيره من الداخل ويجعله يغار عليها ويزيد عليها بهذا الضيق فحاول ان ينهي هذا الحوار قائلا طب استأذنكم علشان عندي مشوار للمتجر علشان اجيب شوية طلبات للولاد ..اشوفكم بكرة في الدوام .
تسابقت خطواته وهو يسير الى وجهته الى احد المتاجر ليبتاع بعض المشتروات التي تلزم البيت وكانت هى تريد أن تنزل معه لتشاركه التسوق ولكنه رفض متعللا لها بضيق الوقت لديه فلذلك قرر ان يبتاع هو هذه الأشياء ..وقرر ان يأتي لها ببعض الهداية حتى يمتص ڠضبها فهى حبيبته التي تتحمله في وقت ضيقه ومؤكد انها ستسعد بهذه الأشياء ..لينتهى من التجول والشراء ويتوجه لسكنهم وهو يشتاق لأبتسامتها التي تهون عليه غربته كما دوما يخبرها ولكن هى من يهون عليها وحدتها وغربتها معه .
. . . . . . . . . . . . . .
تجلس فوق سجادة الصلاة تبتهل الى الله بان يريح نابضها الذي تعتلى دقاته كلما فكرت في غربتها وسجنها الذهبي الذي تقطن به ..فهو بالفعل يحاول جاهدا ان يملاء منزلة من خيرات ظنا منه أنها ستقتنع بما يقدمه لها ولكنها لم ترغب في كل هذه الأشياء هى ترغب فقط في العودة إلى الوطن واحضانه الدافئة فامها هى وطنها وهى الاحتواء الاعظم التي تود ان تنغمس بين احضانه ..ظلت تدعوا وتبتهل الى الله ان يهدي زوجها ويوافق على عودتها إلى أرض الوطن ولو لأجازة قصيرة وتعود بعدها حتى تروي تعطشها وحنينها من ريح امها ..ليلج

انت في الصفحة 1 من 12 صفحات