رواية زهرة الفارس بقلم إيمان فاروق من الفصل الثاني عشر إلى الرابع عشر

قائلة : غدا سأذهب الى السيد فارس لكي اقص له ما حدث وهو قادر علي حماية اسرته واخيه .
: ولكن كيف تصلين الية فالوصول له ليس سهلا.
: سأصل له بأمر الله فانا لست بصغيرة ولكن عليكي ان تشاغلي ابي صباحا او تصطحبيه الى المشفى .
: أنا لن أذهب الى المشفي غدا فدوامي هناك يوم بعد يوم .
: حسنا عليكي متابعة أبي وأنا سأتوجه الي الشركة صباحا
رضخت سماح بعد ان اقتنعت بأن لا يجوز لهن السكوت عن هذا الجرم فالساكت عن الحق شيطان اخرس 
وهن لن يشاركا فيه مهما كانت الضغوط عليهن ولو كلفتهن حياتهن .
ذادت في بكائها فكل من حولها يعتبرونها صغيرة فهى بالفعل اصغرهم ولكنها تحمل قلب كبير يرأف بحال هذا الخال الذي يحمل رائحة امها وما علمته عنه جعلها تسامحه قبل ان تراه ولكن الجميع يخشى فارس فهو برغم تسامحه مع الجميع ففي ڠضبة لا يستطيع احد الوقوف امامه لذلك لم يخبرة مراد لكي يجنب خاله وبناته بطش فارس لأنه توعد له ان عاد بمر العقاپ ولكن الأن فالخال على مشارف لقاء ربه وأن الأوان أن يخبره .
مراد : ارجوكي زهرة كفي عن البكاء وانا اعدك بأن اطمئنك وسوف يأتي الجميع لزيارتك هنا .
فارس وقد تقدم نحوهم في قلق : مرحبا مراد مابها زهرة .
تلاشت النظر اليه فتدارك ڠضبها منه ولكنه كرر سؤالة : ما بها زهرة مراد تكلم
مراد مهدئا له : لا شي فارس لا شي فهى منفعلة فقط وتريد زيارة امي واشرقت .
: كل هذا من اجل خالتي واشرق زهرة ام ان هناك امر اخر .
كاد مراد ان يتحدث ولكنها سبقته متفوهة : نعم يوجد شئ اخر اريده  نظر لها مراد فهى ستخبر فارس بما تريد ولكنه كان يريد محادثته في الأمر بنفسه .
مراد : زهرة اتركي لي هذا الامر اولا ثم تحدثي بعد ذلك مع فارس وسأخبره بكل ما تريدين فهو وجد ان لا مفر من اخباره.
فارس ينقل نظراته بينهم فكلاهما يريد ان يحدثه في نفس الشئ تقدم اليها في هدوء فحالتها اصابته بالألم فسحبها اليه كعادته فهو الوحيد الذي من حقه احتوائها فتفوه : أخبريني زهرة اريد ان اسمع منكي
تنهد مراد متفهما صديقه فهو معلوم عنه لدى الجمبع أنها رقم واحد في حياته كما كان سابق عهده معها لذلك قرر مراد الانسحاب وترك لهم مجال الحوار .
مراد : سأذهب انا الى الداخل لأستبدل ملابسي واعود اليكم فأنا اود استكمال الحديث معك.
قابله فارس بتحريك رأسه بإيماءة الموافقة : تفضل.
توجه مراد الي ملحقه الخاص وهناك عينان تتابعه فهو يثير فيها الفضول فمنذ فترة كان يحتوى زهرة بحميمة ظاهرة فهل من الممكن انه يكن لها بعض المشاعر ام انه يلعب على وتر صغرها لكسب ثروتها فيما بعد ولكنه بكل حبور تركها لفارس وكأنه يعلم احقيته بها وفارس ايضا غامض في تلك العلاقة فزهرة ماذا تمثل له قررت مشاركتهم حتى تستطيع فهم ما يدور حولها قلقا على تلك الصغيرة فستوقفته أثناء توجه الى الداخل : مساء الخير سيد مراد .
لم يتخيل انه سيستمع الى صوتها فى هذا الوقت فهو مشغول بقدوم عائلته وظروف خاله المرضيه والموقف الصعب الذى يقفه مع فارس بعد قليل وبعد علمه من زهرة ولكن استوقفه الصوت الانثوي الذى طالما كان يبتعد عن مشاركته لعدم تفوهها بشئ يزعجه ولكنها الأن هى التي تستدعيه للحديث وهو كشاب راقى لن يتعامل معها الا بكل رقي.
: مساء الخير سيدتي خيرا.
: انا ادعى اروى سيد مراد ولا احب
الالقاب 
وانا ايضا لا تستهويني الالقاب ولكنها ضرورة نستخدمها لوضع بعض من الحدود بيننا وبين الاشخاص الذين يحسون انهم فوق البشر .
علمت وقتها انه يقصدها هي وانه يحمل بداخله ڠضب منها فقررت الخوض في ذلك
: سيد مراد ليس كل ما تراه حقيقة فأحيانا ماتره يكون انعكاس لما يراه الاخرون فيما يدور من حولهم وينقصهم فهمه.
نظر لها بكل حيرة فهى غير التى صډمته اول مرة بغرورها ولكنها لغز وهو يحاول الأن فهمه : انستى اعلم ان الانعكاسات تظهر علينا عندما نصتدم بشئ عكس توقعنا فلكل فعل رد فعل .
حاورها هو بنفس منطقها ولكنه وجد بها شئ مميز فهي ليست كما ظن بها اول مرة فتاة سطحية وجدها عاقلة وتستحق الخوض بداخلها لاستخراج الماسات العالقه بها فعلم منها انها ستكون بالمشفى بالنيابة عن فارس وقابلها هو بترحاب : مرحبا بك في المشفى وساكون تحت خدمتك وسأوفر لك من الادارة من يرافقك حتى تقومين بعملك على اكمل وجه .
: اشكرك سيد مراد ولكني اود أن اطمئن على زهرة لما هى حزينه الى هذا الحد برغم انها سعدت من أجل رسالة اتتها من اختك على ما اظن وكانت سعيدة للغايه الى أن تحدثت معك .
نظر مراد الى زهرة القاطنة بين يدي فارس وهي مازالت تبكي وهو يحاول ان يربت عليها محاولا تهدئتها ثم عاد اليها ببصرة ومنحها ابتسامه حزينة جراء استعادته لموقفه الصعب وموقف زهرة الذي سيقابل من وجهة نظره بالرفض من فارس فتفوه اليها : زهرة كحال اسمها أنستي رقيقة الحس فهى تتأثر بكل شئ حولها وبكونها صغيرة فهى لم تمر بالتجارب التى تجعلها قويه ثابته فالدموع ملجأها عندما يصعب عليها نول شئ ما .
احست بالغيرة بعض الشئ من كلماته التي تصف زهرة ولكنها اعجبت بتلك الكلمات فهو رائع التعبير : افهم من ذلك انك تقع في غرامها.
قهقه عاليه ذادته وسامة فهو صاحب وجه رجولى صامت : ههههههه ولما لا اعشقها فى طفلتنا جميعا فمن منا لا يعشق الصغار هي واشرقت بالنسبه لي بناتي لذالك اخاڤ عليهن من الطوفان القادم .
كلماته ذادتها شغفا ولكنها توصلت انه يعتبرها كأبنة له برغم انه ليس بكبير لهذه الدرجة ولكنه لا بأس ستنتظر الى ان تفهم.
وسيكفيها ما علمته عنه فمنحته ابتسامة حانية واعتزرت منه وانصرفت من امامه .قابلها هو الاخر بمنحها ابتسامة محملة براحة فحديثها معه اعطاه بعض الراحة التي لم ينعم بها منذ فترة . حرك رأسه برضى عن هذا الحوار بينهم وسلك طريق وجهتة .
: هل ستظلين تبكين هكذا وتغضبين حينما القبك بالصغيرة.
مسحت تلك الدموع براحة يديها واستنشقت الهواء كالاطفال مما جعله يضحك على فعلتها تلك ثم تحدثت : هااه لن ابكي طالما ستفهمني.
اجابها بعدم فهم متعجبا : انا زهرة لم افهمك ! ثم قام بتوجيه سؤاله لها : ثم منذ متى وانا لا افهمك زهرة 
: اصبحت لا تفهمنى يا أخي فأنت تتعمد أن تثور علي دون ان تفهمنى اى ذنب اقترفته معك .
احزنته تلك الكلمات ولكنه عجز عن الرد فماذا يجييها هل يقول لها اننى اغار ولكنه استبعد ذلك التعبير وقال في نفسه انه ېخاف عليها. فتفوه بالسؤال