رواية زهرة الفارس بقلم إيمان فاروق من الفصل التاسع عشر إلى الثاني والعشرون
لنا فرصة..
ضحكت زهرة بيأس :هذه الخطة هراء ففارس أكبر من هذه اللعبة بكثير اتظن انه سيأتي مهرولا يبثني العشق ويعترف .فتنهدت ألما :لا آدم لن اشترك في هذه اللعبة ..ومن قال من الأساس أنني ارغب في الارتباط به أوبك ..
آدم وهو يحاول النظر بعينيها :اعلم زهرة فنظرتك إليه تعى الكثير فانت لم تري نفسك عندما تأتي سيرته او تشاهديه لا تكذبي على نفسك انت الأخرى..
زهرة تحاول أن تحبس العبرات في مقلتيها :ارجوك آدم هذه اللعبة يمكن أن تهدم أشياء أخرى بداخلنا جميعا..
آدم وهو يحاول استمالتها :زهرة لا بأس بالقليل من اللعب حتى يلين ويتحدث الصمت ..
زهرة وقد بداءت تجاريه ولكن بدون اقتناع :حسنا آدم ساخوض اللعبه معكم ولكني اشك بأن ينطق ابو الهول وفارس لن ينطق ...
ضحك آدم على مداعبتها وذاد من ضحكته عندما شاهد أخيه وهو يتلصص عليهم محدقا بهم من خلال شرفته المطلة على الحديقة ..
وبدأت الأفراح تأتي إليها بعدما قاست فراق أبيها ومرض شقيقتها فأصبح الحلم حقيقة سماح تجلس برفقة خالتها عند مراد في مكتبه فهن منذ دلوف ليلى إلى المشفى وهى مسكنهم يتناوبون عليها حتى لا تكون بمفردها ..
السيدة سماح :ها نحن جئناك بني كما طلبتنا خيرا ماذا تريد ..
ضحك مراد من لهفة امه فهو يعلم شغفها في معرفة الأخبار فاسترسل متفوها :خيرا بأذن الله
شاركتها سماح ابنه خاله بالفضول :اي خير تقصد أخي ..وضح من فضلك ..
اجابها على الفور :خاطب ..جائنا خطيب لكي سماح ..
سماح بدهشة :اي خاطب مراد ومن يكون
الأم بفرحة :من يكون يا بني ليته يكون أحد زملائك هنا حتى نكون مطمئنين عليها معه ..
ضحك مراد من حديث امه :وهل كل من يعملون هنا نعرفهم شخصيا هنا عمل فقط يا أمي ولكن الخطيب نعرفه أكثر من نفسنا وسنكون مطمئنين عليها معه أعدك بهذا...
تأكدت سماح من شكوكها فهو لم يكن حلم ولكنه عاودت السؤال :من هو هذا الخاطب يا أخي
الأم بضيق من مراوغة ابنها :عليك أن تتحدث والا سأقوم وأخرج من هنا ولن أحدثك بعد الآن..
مراد مهدئا لها :حسنا حسنا أمي انا أتحدث عن ماهر فهو تقدم اليوم لكي يطلب يد سماح وهو بمكتبه ينتظر مني الإجابة فما رأيكم
الأم بسعادة من أجل ابنة شقيقها :ونعم الرجال فماهر وأسرته خير الناس ولكن المهم رأي العروس..وتوجهت هى و مراد بالنظر إلى سماح ينتظرون ردها..
مراد متوجه بالسؤال :ها سماح ما رأيك
سماح وقد توردت وجنتيها من شدة الخجل ولكنها قررت اتخاذ القرار فيكفي ما مروا به جميعا فحركت رأسها موافقةوتمتمت بصوت منخفض :موافقة
تهللت اساريرهم وكادت العمة تخرج زرغوطة تنم عن فرحتها ولكنها تمالكت نفسها وتمتمت بالدعاء :مبارك حبيبتي اتمها الله على خير وتوجهت إلى ابنها البار بالدعاء له :واتمني لك انت الآخر ان تسعد بلقاء ابنه الحلال التي تناسبك ..
ابتسم مراد لأمه الحنون وتذكر تلك الحسناء التي يتمنها قلبه ولكنها بعيدة المنال فهو يراها في مكانه عاليه وهو صاحب مسئوليات كثيرة وأهمها زواج ابنة خاله ويليها أختها المړيضة وتعليم أخته الصغيرة وهو يشفق عليها من معاناته تلك ولكنه خرج من حالة شروده وتذكر أمر ماهر الذي ينتظره بالأسفل فرفع جواله لمهاتفته...
كان ينتظر بفارغ الصبر فهو يشتاق إلى سماع موافقتها ويخشى إلا ينول رضاها فعندما حدثها كانت كالمغيبة وهو استغل ذلك وذهب إلى مراد فور خروجه من مكتبها وكان برفقته محمود الذي دلف إليه سعيدا بما آلت إليه الأمور مع أشرقت وعزم على طلب يدها من مراد ولكنه بعد ان يطمئن على حال أخيه الأكبر..ينظران الي بعضهم البعض في قلق لتأخير مراد فالاجابه عليه فتفوه محمود :اخى سأتحدث إلى مراد عبر الهاتف استفسر منه او ادلف إليه فأنا هنا منذ زمن وإلى الآن لم يتحدث ..
ماهر بقلة حيلة :سننتظر قليلا وساتركك تتوجه إليه فلن اقوى سماع رفضها ..
:ولما التشاؤم أخي ..فأنت بالفعل أصبحت ملتزم وانا اشهد بذلك فسوف يكرمك الله وتنول موافقتها فهى لن تجد مثلك يا رجل ..
ابتسم لمجاملة أخيه :وانت ايضا يا بطل من حقك أن تنول عشق حياتك فأنت لم تنظر إلى غيرها ولم تعبس مطلقا كغيرك وتم بالإشارة إلى نفسه ..
ضحك محمود مطمئن له :وانت أخي تائب والتائب من الذنب كمان لا ذنب له ..
اعتلى رنين هاتف ماهر ينم عن اتصال مراد له فرفع جواله في قلق وفتح الخط متفوها :خيرا يا صديقي لما كل هذا التأخير ..
مراد يحاول أن يتمالك نفسه من الضحك :كل خير ان شاء الله ولكن..
ماهر بقلق :ولكن ماذا هل حدث مكروه ..
مراد مطمئنه :لا يا رجل اطمئن ولكن عليك الدلوف الأن ان أمكن لك ..
ماهر وقد نسى أمر محمود :حسنا طبيب القلوب سادلف اليك حالا ونظر إلى أخاه الذي لكزه بيده ليذكره بأمره فاكمل استرسال ولكن محمود هنا ويريد الدلوف معي..
مراد بحبور :مرحبا به طبعا فهو غالي مثلك يا حارس القلوب...
ضحك ماهر لمداعبه صديقه وتحرك رأسه لأخيه لكي يتبعه في عجالة حتي يصل إلى محبوبته وتبعه الآخر في سعادة من أمره فاخيه وجد ضالته اخيرا...
كانت بصحبة الفتاتان فهى اعتادت زيارة ليلى وتشاركت معهم وامتزجت دمائهم سويا فهى الأخرى تأتى لها باستمرار ومرات كثيرة تشاركهن الحديث في أمور دينهن التي كانت تجهلها فليلى وسماح تعليم أزهري وقد علمن من أمور الدين الكثير فاستطاعت ليلى ان تقنعها بوجوب الحجاب وتغطية الشعر لكونه عورة والذي جعلها تتقرب كثيرا من الله وتبحث في هذا الأمر فهى كانت تعتبره تحشم ولم تكن وحدها بل زهرة وأشرقت ولكن أشرقت امتثلت سريعا عندما أكد أخيها على هذا الأمر وأنه كان يريد أن تلبسه عن اقتناع مما جعلها تمتثل لأمر الله وها هى الأخرى تمتسل لأمر الله وعن اقتناع بارتداء الحجاب فهى كانت بالفعل محتشمة في لبسها ولكن توجت عفتها بارتدائه فأصبح تاج على رأسها وذادها تألقا وجمالا..
ليلى سعيدة من أجل صديقتها :مبارك عليكي اروتي أصبحتى ملكة متوجة حبيبتي فالحجاب ذادكي نورا ...
أروى ممتنة :بوركتي حبيبتي فانت صاحبة الفضل بالهداية ..
ليلى في خجل منها :حبيبتي انك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء فالفضل لله أولا وأخيرا
أروى بود :الحمد لله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ..
أشرقت بفرحة من أجل الأحداث التي تمر بها فاليوم أخبرها أنه سيحدث اخاها وها هى زهرة في طريقها إلى الوصول إلى محبوبها فهى ظنت ان ابو الهول كما يطلقون عليه سيتحدث عندما يستشعر فقدانها ولكن هيهات وها هى أروى تتحلى بالحجاب الرقيق الذي يتناسب مع هيئتها الرقيقة ..
طرق ماهر الباب وقام بفتح مقبضه دون انتظار أن يسمح له ودلف في