رواية زهرة الفارس بقلم إيمان فاروق من الفصل التاسع عشر إلى الثاني والعشرون
واردفت في حزن :منذ ان أتيت إلى هذا المنزل وانا بالنسبه له رقم واحد حتي ظننت أنه لي انا وحدي لن تشاركني فيه امرأة أخرى ولكني استيقظت على حقيقة مرة كان يطلب رؤياى هنا ويأتي قبلي ولكن الي يوم أتيت وانتظرته كثيرا ولم يأتي ..
ادم يتقدم منها حتي يشد من ازرها :زهرة عزيزتى من المؤكد أنه لم يترككى عن عمد فاليوم الجميع يرغبون فالحديث عن أمور زواجهم وخطبتهم فمراد توجه إلى جدي لكي يخبرة ومن الطبيعي أن يتشارك معهم الحوار...
تلك الكلمات أنزلت السکينة على قلبها فجعلتها تبتسم له امتنانا لموقفه معها ...
جميع العيون حولهم تشاهد حوارهم من بعيد ..من يشاهدهم يظنهم عشاق حد النخاع ولكن الحقيقة غير ذلك فالتزم الجميع الصمت وتوجهوا جميعا إلى الداخل حتي يستمعون لقرار الجد بعد ان استدعاهم إلى الداخل ...
دلف الجميع إلى بهو القصر و طالب فارس الشباب محمود وفتحي و ماهر بالانضمام إليهم بغرفة الجد فحدق عينيه ليبحث عنها فلم يجدها فكور قبضته وزفر ضيقا من أجلها فهو جبر على التواجد في الداخل وكان يجب عليه الاعتزار لها فتوجه الى الشرفة حيث المكان الذي يجمع بهما دائما وجدها تشارك أخيه ضحكاته غير مبالية لعدم وجوده ..أصابه ضيق في صدرة الشكوك تزداد بداخله والغيرة تنهش فيه فتوجه إليها غاضبا وأردف :ما الذى يقف بكما هنا
ادم وهو يحاول يمتص ڠضب أخيه :ابدا اخى لا شئ كانت زهرة بمفردها وخشيت عليها أن يكون بها شئ...
توجه إليها بنظرة قلق :هل بكي شئ زهرة
اجابته بتصنع البرود فاردفت :أبدا سيد فارس كنت استنشق الهواء بمفردي ولم اكن انتظر أحدهم ولكن آدم ظن أنني أواجه مشكلة ما وبحكم كونه خطيب لى أتى كي يطمئن...
تلك الكلمات الأخيرة كانت كفيله ان تمزق قلبه وتحويله إلى أشلاء فاطرق رأسه ألما وأردف في يأس أصابه :حسنا عزيزتي فلندلف إلى الداخل فالجميع ينتظرنا وانت ادم توجه مباشرة إلى غرفة جدك..
أوما له ادم بالموافقة وتوجه علي الفور حتى يبتعد عن نظرات أخيه القاټلة ليته يتحدث معه ويخبره عن عشقها فهو اول من سيبارك هذا العشق فآدم لا يجراء على محادثته في هذا الأمر بل يخشاه فهو لا يحق له ان يتدخل في أمورة الشخصية ..
كادت أن تنصرف من أمامه ولكنه اجتزبها من مقبض يدها واجتزبها نحوه محدقا بها في آسف منه يستعطفها بنظراته التي تجعلها أسيرة له دون أن يتفوه فهي لن تغضب منه لانه جزء منها فتفوه مستعطفا إياها :اعلم أن زهرتي غاضبة مني أعتز منكي صغيرتي فهناك عشاق كثيرون يتمتعون بترتيب حياتهم وطالبني جدنا بأن أقف معهم جميعا ...
اجابته بيأس فهو دائم الانشغال بأمر الآخرين :حسنا فارس لا عليك ولكن انظر لنفسك قليلا واترك العنان لها حتى لا تفقد أشياء كنت تمتلكها...
أصابته تلك الكلمات في مقټل فهل هى أصبحت ملك لغيره هل بالفعل فقدها ربما ان هناك وقت لا يجب أن يضع منه فاردف ...وهنا ارتفع رنين هاتفه فمتلك كفها بتملك وأشار لها بالثبات قام بالرد :....
سالم بتسأل :أين أنت يا بني فجدك يريدك على الفور ..
أجابه في طاعة :امرك أبي انا سأكون عندك في غضون لحظات ..
توجه إليها وأمسك كفيها بيده وقبلها في آسف وأردف :عزيزتي سأحاول الحفاظ على ممتلكاتي ان كانت بالفعل ممتلكاتي ولم تبتاع لآخر ..
زهرة بعدم فهم :ماذا تقصد
اجابها مسرعا :ساحدثك غدا ..لنخرج سويا واشرح لك الأمر كله ...
وقفت تنظر خلف سراب خطواته هل قبل يدها عشقا ام
أسفا من أجل صغيرته هل هي ممتلكاته التي يقصدها ام ماذا لما لا يكون واضح أمامها لما لابيثها العشق كمثيلاتها فكلهن حصلت على من اختاره قلبها لما هى من كتب عليها الشقاء ..فتوجهت إلى الداخل وفي داخلها امل ان مقابلته غدا ستكون بداية جديدة لعلاقتهم سويا..
............................................
مراد يخرج إلى الحديقة ليتحدث مع والدته عبر الهاتف متفوها :مرحبا امي ..
:مرحبا مراد كيف الحال عندك هل الجميع على ما يرام ..
:الجميع هنا ينعمون بالسعادة فكل منهم يهئ نفسه لأن يتمم فرحته ولي اخبار جديده ستعدكي..
:خيرا بني أخبرني..
:جدي حافظ يطالبنا بالحضور جميعا يوم الخميس القادم لنتمم مراسم خطبة زهرة وادم ..وكان يريد منكي ان يحضر مراسم خطبة سماح وأشرقت ...
الخالة وقد سعدت من أجل ابنة أختها الصغيرة والتي طالما تمنت ان تطمئن عليها ولكن كانت تنتظر ان يكون الخاطب هو فارس فهى ڠصبا تراه الأنسب لها ولكن لا بأس اذا كانت على تراضي .فاردفت سائلة :كيف سيحضر السيد حافظ إلى الاحتفال الم تقل أنه في حالة مرضية شديدة ..
:نعم امي لذلك دون ارغام لكم هو يتمنى أن تتم مراسم الاحتفال هنا بالقصر والسيدة زهرة كانت تريد أن تحدثك بنفسها ...
:ولما كل هذا بني فهم أهل لنا وساخبر سماح وأشرقت حتى لا يكون لديهم اعتراض...
:حسنا امي هناك شئ آخر ..
ضحكت الأم وقابلته بمزاح :اشجيني ماذا ورائك أيها الطبيب الماكر الذي يجعلني أمشى خلفه كظل له...
ضحك لمباغته امه وتفوق :انا ملك لك سيدتي وليس العكس ولو امرتينى أنهي اي قرار سانهيه على الفور ...
ضحكت الأم متفوهة :حسنا بني ما هو الامر الآخر ...
:لقد طلب ماهر ومحمود ان نعقد القران يوم الخطبة حتى لا يكون لديهم مانع من التواجد وانتي تعلمين الوضع وهن فتايات معكي ولن تستطيع أن نحكم تواجدهم فأنا دائم الانشغال كما تعرفين وانا أرجح هذا الأمر ...
الأم بتفهم فهن فتايات وعقد القران سيقف أي أحد يحاول أن يتفوه بكلمة فهى استحسنت هذا القرار...
أنهى مكالمته وتوجه إلى الداخل ليعلن للجميع موافقة الأم ولكن استوقفه هذا المشهد .أروى تفترش النجيلة الخضراء تحت الشجرتين المتشابكتين.. فعتصر قلبه ألما من أجلها فهو يرى في عينيها عشق دفين يقابله هو بعشق أكبر يعتريه ولكن هو الآن في موقف حرج فظروفه تجبره على الصمت فمسئولياته شديدة وعليه الابتعاد عنها الأن فامه صرحت له قبل ذلك بأنها تريد منه ان يرتبط لابنة خاله المړيضة ولكنه تهرب منها فرفض دون ان يبدي أي اعزار مما جعل لديها امل ان تقنعه...
مباركات وتهاني من الجميع فالكل في حالة سعادة يتبادلون الاحضان والدعاء لبعضهم البعض بأن يتمم الله فرحتهم على خير...
دلف مراد إليهم وأخبرهم بموافقة والدته مما اسعد السيد حافظ فطلب منهم التوجه الي مجلس السيدات وأخبارهم بهذا الخبر السعيد وطلب من فارس الانتظار بعد ان يخرج الجميع ..
فارس يتوجه إلى جده ويجلس بجواره في حنو :امرك جدي انا سانفذ لك ما تشاء ساقيم حفلا يليق بأميرتك الصغيرة وسيكون الجميع في أتم الاستعداد لهذا الحفل بامر الله...
الجد بنظرة عطف واشفاق لحال حفيده فأردف في تشجيع له كي يخرج ما يكنه