رواية زهرة الفارس بقلم إيمان فاروق من الفصل التاسع عشر إلى الثاني والعشرون
في نفسه :بني كنت أود أن اسعد بزفافك أولا ولكن صمتك اجبرني على الموافقة بأن يتزوج آدم أولا وأيضا كنت اتمني ان تكون انت من يستلم مني زهرة ولكن ..
فارس محدقا لجده :لقد فات الأوان جدي لكي تتفوه بهذا الكلام...
الجد بتشجيع :لا لم يفت الأوان بعد فالوقت مازال بيدنا ان اردنا شئ فعلينا التكالب عليه بني..
قبل فارس يد جده وحدقه بنظرة امل وأردف :غدا جدي سأحاول أن استرجع ممتلكاتي مرة أخري ولكن أخشى رده فعلها .. ولولا هذا التجمع لحدثتها الأن..
الجد بطمئنان :لا تقلق بني فهي ملك لك واحقيتك لها واجبة ...
تهللت اساريرة ونهض عازما على ان يكون غدا أولى خطواته التي سيخطوها معها في بحور عشقهما ودعا ربه ان ييسر لهم الحال فهو عاش على طاعته ويريد أن يكون معها على سنته وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم....
تنهد وزفر راحة من حواره مع جده ولكن خرج للجميع حيث يقطنون والجميع يباركون ويطالبونه بمشاركتهم فالسيدة سارة عندما علمت بامر عقد قران نجلي ناديه فارادت هي الأخرى ان تشاركهم تلك الفرحة وتحول مراسم الخطبة إلي عقد قران نجلها ادم هو الآخر ولما لا وكل شئ مرتب كما كانت تريد ...
صدمة الجمت ادم وزهرة فكيف لهم المواجهة أمام الجميع فمها اتفقا على ان تكون خطبة فقط وها هم الآن في مأزق فهم لن يستطيعا الرفض أمامهم بتاتا والا ستنتهي افراح الجميع بحزن تام فأشار لها أدم وتمتم بجانب اذنيها بالموافقة او بالصمت ...
دلف إليهم متوجها إلى المقعد المجاور لأبيه وزوجته وهو ينظر اليها نظرة اربكتها وجعلتها تتوجه لآدم بالنظر فظن أنها تخبره أنها أصبحت ملك لغيره وله احقيه عليها ولكن هيهات انتي ملكي انا ولكن هناك من يخطط ويدبر فالقت السيدة سارة قمبلتها الموقوته في وجه هذا الفارس وأخبرته بأنهم سوف يعقدون قران أخيه وزهره ..خنجر مسمۏم زرع في قلب الشاب الذي كان يظن أن الوقت معه لكي يستعيدها نظر إليها يستعطفها على هيئة سؤال :هل وافقتي زهرة على هذا الأمر...
لم تجد حل فزاغت ببصرها تتجول في وجوه الجميع اقترب آدم كي يبثها بعض من القوة فظن الآخر أنها النهاية وأن أخيه يجيبه بدلا عنها فأردت :أريد أن أسمعها من فاها هى وليس انت ...
ابتعد آدم وأعطى لها مجال ولكنه شدد على يدها بألا تخرب اليوم الملئ بالمشاعر الجميلة والسعيدة....
توجهت إليه كالمغيبة واردفت في حزن دفين وترقرقت العبرات في عينيها وحاولت جاهدة أن تخرج الكلمات وفي الاخير تفوهت :نعم أوافق...
تري ماذا يكون رد فعل فارس
هل تكتمل فرحة الجميع
هل ستوافق ليلى على حضور عقد قران آدم وزهرة
انتظروني في الحلقة القادمة بامر الله.
الحلقة الواحدة و العشرون
زهرة الفارس
بقلم :إيمان فاروق
ما بين جبر الخواطر و كسرها خيط رفيع يمكننا الحفاظ عليه فهل ننظر لأنفسنا وسعادتنا دون النظر لمشاعر الآخرين ..
اعتدل في جلسته وطلب حفيده ان يضع له الوسادة خلف ظهره واستند بمؤخرة رأسه وطلب منه أن يسرد تفاصيل الموقف بالكامل بعد ان دلف إليه وهو في حالة منهكة من الضيق الذي أصابه جراء ما تعرض له هو وزهرة التي اتطرت هي الأخرى لمجاراته فيما يتعلق بهما حتى لا يفسدا فرحة الآخرين فطالبه أن يهداء ويقص عليه ما حدث فاردف :إهداء بني فلكل مشكلة حل بأمر الله..
آدم بعد ان تنهد ألما هو يعلم ان ما حدث خارجا منذ قليل سيؤثر على مشاعر أخيه وسيزيد من الفجوة بينه وبين زهرة فهما كانا في طريقهما للالتقاء بنقطة واحدة فاردف متوجزا خيفة من رد فعل جده :عزرا جدى فالظروف وضعتني في مأزق فأنا امتثلت لرأيك واقنعت زهرة بأن تقبل بهذه اللعبة ولكن الأقدار تلعب معنا فأمي عندما علمت بأن الجميع اتفقوا على عقد قرانهم اتخذتها فرصة لكي تكبلني بقيد الزواج ولكني لم أشاء في معارضتها حتى لا أفسد مخططك جدي فما الحل الأن من وجهة نظرك!!
حرك الجد رأسه بتفهم وتمعن فيما آلت إليه الأمور بينهم فكل واحد منهم وضعته الظروف في هذا الموقف المؤسف فهل من مخرج هكذا حدث نفسه قبل أن يردف بشئ يجعله يندم قتلوه :بني عليك ان ترتاح الأن ولنا موعد غدا فجدتك ستاتى الآن وأنا لا أريد أن اشركها فيما بيننا...
أردف آدم بقلق من ان يكون جده استسلم للأمر الواقع
ولكن جدي لم تخبرني كيف سأتصرف غدا انا لا أريد أن اخسر اخي ..
:لا تقلق بني ستحل ولكن أريد وقت لاتدبر الأمر.....
............................................
توجه إليها بعد ان استأذن الجميع فعليه الذهاب إلى المشفى لمتابعة بعض الحالات الحرجة وجدها عائدة إلى الداخل ولكنه لم يستطع أن يتجاهل تلك العبرات العالقة بمقلتيها مما جعله يتنهد ألما من أجلها وأردف قائلا بعد أن استوقفها :هل بكي شئ أنستي
لم تستطع أن ترفع رأسها حتي لا يشاهد تلك العبرات العالقة فهى كانت تسير كالتائهة ...
كانت لا تعلم أنه شاهدها بالفعل ولذا اقبل عليها في قلق.
فاجابها متفوها :إذا لماذا أرى حبات الؤلؤ في مقلتيكي..
تداركت انه شاهدها بالفعل فرفعت يدها كي تمحي آثارها في نفي منها :أبدا لست باكية لا شئ يستحق ان نبكي من أجله فكرامتها أبت ان تظهر له ضعفها ولكنها استرسلت :او لقت نسيت ان ابارك من أجلك!!
مراد متعجبا :من أجلي انا وضحك ساخرا ههه تقصدين من أجل سعداء الحظ ماهر ومحمود واخيكي آدم وزفر متنهدا :فأنا إلى الآن لم اذق طعم السعادة ...
تعجبت أروي مما تفوه وجعلها أردف :الم تستعد انت الآخر لخطبتك من ليلى هكذا قالت السيدة والدتك...
صدم مراد مما تفوهت به وأدرك حزنها فاصابه الألم من أجلها ومن أجل قلبه هو الآخر فمن الواضح أن الأم تحدثت ووضعته أمام الأمر الواقع مما جعله يلتزم الصمت فهو لا يستطيع تكذيب امه وچرح انسانه مريضة كابنة خاله وهذه الجريحة التي أسرت قلبه كيف يخبرها الحقيقة فحرك رأسه ألما واستاذن منها وغادر منها الا أنه على عجالة بشأن المرضى فهو غير قادر على مواجهتها في الوقت الحالي فعليه أولا تصليح ما افسدته الأم...
توجهت الي غرفتها وهى متعجبة من ردة فعله فلما تعجب عندما أخبرته بعلمها عن أمر ارتباطه ولما نفى ان يكون سعيدا كحال الآخرين من أمثاله ظلت هكذا ټصارع أفكارها حتي ذهبت في ثباتها
موقف صعب و مأزق شديد كيف لها ان تخرج منه فۏجعها يزداد يوما بعد يوم فهل ستسمح لها الظروف ان تسعد مع من اختاره قلبها ام ستنتهي بها الأقدار أن تقع في زيجة كهذه رغما عنها فهى عندما وافقت على هذه اللعبة كانت لها كطوق نجاه ينتشلها من غباء محبوبها وها هى بعد أن حلقت في السماء وارتفعت إلا كما طارت وقعت من جديد وكأنها كتب عليها الشقاء والبعد عن الأحباب فهى
