رواية زهرة الفارس بقلم إيمان فاروق من الفصل التاسع عشر إلى الثاني والعشرون
وضعت الحبل على عنقها بموافقة ادم ومجارته كيف لها ان تردف أمامه بالموافقة على غيرة كيف لها ان تتسبب له في چرح كهذا سبق ان تعرضت له وقاست من أجله الكثير كيف ستصلح ما افسدته الظروف ظلت تهدل العبرات من مقلتيها وتنعي بؤس حالها وتدعو ربها في صلاتها ان يصلح لها الحال وقررت أن تنهي الحال بينها وبين آدم ولكن كيف ستفسد سعادة الآخرين فزفرت ضيقا من حزنها وتنهدت ألما وسلمت أمرها لربها فهو القادر على حل تلك المشكلة وراحت في سبات عميق من شدة الألم
............................................
ظل متماسكا فكيف له أن يهوى أمام الجميع فهو فعلها سابقا فيها وذهب إليها يشكوها هجران غيرها ولكن اليوم اين سيذهب هي من كان يلجاء إليها يشكوها همه ولكن اليوم هو يتألم من أجل جرحه منها فهوا كان يرغب في ان يبثها مشاعرة التي طالما اخفاها عنها بحكم موضعه ..أخطاء لفترة وظن أنه يستطيع الارتباط بغيرها ولكنه ساعدته الظروف وابعدت عنه تلك الحسناء التي كادت أن تؤد بمستقبله فلم يحزن وقتها مثلما حزن على زهرته الآن فكيف لا ېنزف ألما لما أصابه فهى أصابته في مقټل فتدارك موقفها يومها كان يراها حزينه منهكة فتذكر كيف خرجت يومها دون أن تتفوه معه او تحاول ان تطيب خاطرة هل كان بهذا الغباء كيف لم يراعي هذا فضحك سخرية على نفسه وحدثها پألم شديد :هههه أنه القصاص العادل ..ها انا ذا اشرب من نفس الكأس ويجب أن أتحمل الخطاء فأنا المذنب أنا الذي تركتها أولا وليس عليها ملام..ظل يطرق مؤخرة رأسه في عڼف وأغمض عينيه ألما ودلف إلي فراشه يصارع الوسادة التى وضعها فوق رأسه حتى تساعده على النوم إلى أن ذهب في نومه ....
..........................................
توجه آدم إلى غرفته مباشرتا وتعلل بأنه منهك ويريد المثول للنوم ولكن هيهات فكيف لمثله الخلود فالنوم ظل مستيقظا يصارع أفكاره فهو في حياته كلها لم يتعرض لموقف هكذا فحدث نفسه وهو يستند برأسه على جدار شرفته ينظر إلى السماء يستعيد شريط ذكرياته فابتسم سخرية لما أصبح عليه وأردف داخليا :اين انا الان لم أتخيل يوما أن أصبح أسير لموقف هكذا فأنا دوما لم أرى غير نفسي كم كنت متألقا في عالم رجال الأعمال لقد كنت أرى نفسي في القمه دون مساعدة من الآخرين ولكن كل شئ انهار في لحظة واحده وهويت إلى القاع وظننت أنها النهايه فتخذت الهروب وسيلة لمشكلتي التي لم يكن لي دخل بها فهي فرضت علي ولكن برغم اجباري على المجئ إلا أني تعلمت الټضحية فالجميع بلا إستثناء يتعاملون من هذا المنطلق هل هذا اسلوب حياتهم ام ان هناك رابط قوي يربطهم ببعض غير المال فالذي واجهني هنا ليس له دخل بأي شيء مادى هو جعلنى أسير معهم على منهجهم هم منهج لا يستحق الحياة من عاش لنفسه فقط وتوجه إلى فراشه لكي يهرب من الأفكار التي تؤرقه يحارب من أجل الثبات في النوم الي ان وصل مبتغاه ...
............................................
مر اليوم علي الجميع بحلوه الذى عاشه ماهر وسماح ومحمود وأشرقت فهم في طريقهم لبناء مستقبلهم سويا ظلا كل منهم يرسم ويخطط بداخله كيف سيسعد محبوبه إلى أن وصولوا الى سباتهم العميق ينعمون بأحلام سعيدة....
...........................................
سعادة اجتاحتها فهى في طريقها لتنفيذ مخططها فسارة التي أحست بنشوة الانتصار دون النظر إلى تلك الوجوه الحزينة التي كانت تزين وجه ابنها وزهرة وفارس وهى ادركتها ولكنها فضلت ان تتجاهلها حتى تصل لمبتغاها فالطمع أغلق عينيها واوصد قلبها لم تعد ترى غير نفسها حتى تعود للقمة من جديد فهى منذ ان خسر زوجها في العمل وهى لديها زعر من ان تذوق الفقر مرة أخرى ونسيت ان الرزاق موجود وهو قادر ان يعيد لها كل شئ دون اكتراث اي جهد منها ولكن النفس إمارة بالسوء فباتت تحلم وترتب وتستعد لأن تكون صاحبة أكبر نسبة من ثروة حافظ بيك فهي سوف ترغم ابنها على البقاء رغما عنه وبذلك لن تذوق عذاب فراقه بعد الآن فستكرث جهدها لأن يتم الزفاف في اقرب وقت ظلت تحارب أفكارها الشيطانية إلى أن ذهبت في سبات عميق دون الشعور بأي ذنب اقترفت......
ظل ينظر إليها في ذهول هل هذه زوجته التي طالما كانت عون له في حياته و التى كانت ترفض الهجرة من أجل ابنه اليتم كيف أصبحت هكذا ټصارع من أجل المال ومن أجل أن تحقق رغباتها دون النظر للآخرين هو رأى تكالبها على إتمام الخطبة وطاوعها هو لأنه مثلها يريد الحفاظ على أبنه مثلها ولكن اليوم شاهد وجه آخر للحقيقة فآدم وزهرة وفارس ليسوا سعداء هناك حلقة مفقودة بينهم وهو كاب لا يريد السعادة لأبنائه جميعا ولا يتحمل ان يرى حزن أحدهم وقلبه ېتمزق من أجل تلك اليتيمة التى رآها باكية وهي تتوجه لغرفتها وعزم على مواجهتهم حتى يفهم ما بين السطور وظل يجاهد هو الآخر مع مجافاته للنوم الي ان ذهب الي سبات عميق.
..............................................
استيقظ الجميع على أمل جديد فكل منهم يحمل في طياته الكثير من أجل الجهاد والبقاء على هويتهم التى كادت تذوب قام سالم بقلب الاب العطوف يتفقد حال أبنائه فتوجه فور انتهائه من أداء فرضه دون أن ينظر إلى تلك المتوسدة الفراش..وذهب إلى غرفة أبنه الكبير يتفقد حاله وحده يؤدي فريضة الله في خشوع فنظر إليه نظرة رضى وتوجه إلى الآخر الذي كان مازال راقدا وكأنه يصارع أحدا في نومه فعلامات الزعر ظاهرة على ملامحه فعلم وقتها ان آدم في صراع داخلى فقام بإيقاظه وطالبه بأن يغتسل ويؤدي فرض ربه ويتوجه إلي اسفل فحرك آدم وجه بايماءة وامتثل لرغبة والده.
............. .. .............. .......
توجه فارس إلي الأسفل فوجد جدته تنتظر استيقاظ الجميع حتى يتناولون وجبه الافطار فتوجه إليها متفوها :صباح الخير جدتي
قابلته في حبور :مرحبا بني واردفت بعد ان نظرت في مقلتيه المهلكة من شدة السهر :ماذا بك بني الم تنم البارحة فعينيك زابلة...
اجابها وهو يقبل يدها :لا ابدأ جدتي بل بالعكس انا نمت جيدا اليوم ولكن أين الجميع ..
دلف إليهم سالم متفوها :ها انا ذا بني واخيك سيلحق بي واروي استيقظت مبكرا وهى تمارس بعض الرياضة بالخارج وخالتك ترتدي ملابسها وستلحق بي هي الأخرى ..
تفوهت الجدة :إذا فكالعادة زهرة دائما يغلبها النوم ...
تفوه فارس بتلقائية :وانا كالعادة ساضطر للجهاد في ايقاظها ولكنه تذكر كيف له أن يدلف إليها الأن فهي لم تعد كسابق عهده معها فهى أصبحت لغيره ومن حقه هو الدلوف اليها بغض هذا الفكر ونفضه من رأسه وفضل الرحيل قبل ان تنهشه ڼار الغيرة وتظهر عليه ويفتضح أمره ...
...........................................
ترجلت السلم الداخلي ودلفت حيث يجتمع الجميع على مائدة الطعام التي كانت مظلمه بدونه فهو الضوء الذي ينير دربها فالتزم الصمت واستكفت بإلقاء السلام ولم يغفل الجميع عن حالها