يتلاشى قليلا ففي الحكاية عبرة بان هناك اباء يحملن القسۏة كما ان هناك اولاد يحملن القسۏة أيضا مما جعلها تتمتم لها بالدعاء ربنا يجازيكي خير يا بنتي ..مفيش حد بيعمل كده غير اللي عندهم قلب كبير ..وانتي شكلك بنت حلال .. بس برضو لازم تفكري في نفسك شويه علشان بكرة ولاد اخوكي هيكبروا ويتجوزم وانتي هتقاسي الوحدة ..شوفيلك راجل ابن حلال يقف جمبك وجم العيال اليتامى دول .
السائقة بوجل فمن منهن لا تود الاستقرار والزواج من منهن لا ترغب في طفل تحمله في احشائها ولكنها يكفيها الأن اولاد أخيها الذين يلقبوها بماما لبنى او لولو كما ينعتوها مدللين لذلك ارادت ان تبوح لها بأكثر مما قالت لتخبرها قائلة بشجن عارفة ياست الكل ..انا اتقدملي ياما ..لكن كان في واحد بس هو اللي عليه العين ..ولما سافر يكون نفسه وبقى معاه فلوس رجع بس كان شرطه اني اسيب ولاد أخويا وخيرني بينهم وبينه اتاريه كان مظبط مع واحدة تانية خالص من صحباتي اللي كانت تعرف بحكايتنا ..ولما قلتله مقدرش اعيش وولاد أخويا اسيبهم وانت كنت مواعدني اننا هنراعيهم سوا ..اتنصل مني واتهرب وراح خطبها واتجوزها وجاب منها عيلين كمان وانا كملت مشواري مع ولاد أخويا بعد ما قفلت باب الجواز وباب الصداقة لان غدر الصحاب بيبقى اقوى من غدر الحبيب واكملت بسخرية بعدما استشعرت الۏجع مرة أخرى جرلء تذكرها هذا الغادر وهذة الغادرة والا متفرقش كله غدر وجعهم واحد.
ارادت ان تسحبها نحوها الان لتضمها الى صدرها الحنون وتربت عليها كما كانت تربت وتهدهد بناتها ابتهال ورهف لتهتف مؤازرة لها بالحوار وتقص عليها حكايتها بستفاضة لتقابلها بالتعجب من امر هؤلاء الأولاد الذين يضحون بام كهذه ..كيف لهم ان يتجرأو بأن يأذوا مشاعر جنتهم على الارض ليتها ظلت صغيرة ولم تفارق حض امها وابها الذين تركاها وحيدة في هذه الدنيا الغادرة كحال قانتيها فهناك بشړ يحملن للغدر عنوان ..ظل الحوار متبادل بينهن لتقف لبنى على جانب الطريق امام احد المطاعم قائلة ثواني وارجعلك ياست الكل ..اجيب لقمه كده وارجعلك .
لتومي لها السيدة بالموافقة ومالة يابنتي ..براحتك ..لتتوجه الأخري وتقوم بشراء بعض الشطائر تكفي لشخصين وتقوم بشراء زجاجتين من احد انواع المشروبات الغازية الباردة وتتوجه الى العربة مرة اخري وتصتحب السيدة فريدة في طريقها وتصل إلى كورنيش النيل لتقف بجواره لتصف سيارتها بحزر وتطلب من السيدة فريدة مرافتها للجلوس قليلا امام النيل الأزرق الذي رؤيته تسر النفوس العليله وتعطيها الأمل والتفائل لتقابلها السيدة فريدة بالموافقه بعد إصرار الاخرى عليها واستحلفها قائلة بالله عليكي يا أمي تنزلي معايا ناكل لقمة سوا واهو نتونس شويه ببعض ..بالله عليكي .
جلسن يتناولن الشطائر بهدء كما لو كانو يضغطون على انفسهن فليس هناك شئ يفتح الشهية ليتبادلن الحديث بينهن بألفة فلبنى تتطوق لمشاعر البنوة التي استشعرتها من خلال هذه المرأة العطوفة برغم ما تحملة من كيلام وفريدة تتمنى ان تنول بر اولادها الذين يريدون التنصل منها والبعد عنها لتغني كل واحدة للأخرى بما تقاسيه من غدر لتهون بذلك جراح الاخرى فالهمزم تتفرق على الجميع فليس بين البشر من يتمتع بهدوء وراحة البال ..لتقابلها لبني في سؤال هو انتي ملكيش حد عزيز تروحيله غير موضوع دار المسنين دا يا أمي ..حساه مش مريح.
فريدة بيأس وهى تفكر في من تلجأ اليه سوى ابنتها الغائبة رهف ولكن اين هى الأن والله يا لبني يابنتي الوحيدة اللي كان ممكن أروح ليها بنتي رهف ..ولكنها مع الأسف الشديد عايشة مع جوزها برة مصر .
ليومض بداخلها أمل تستمد منه الحنان فأبنتها رهف دوما تكون هى طاقة نورها فهى الأخرى لن تستريح لأمر هذه الدار كما اخبرتها لبني فهى دائمة القلق من مثل هذه الاماكن مع انها أحيانا تكون حل لمن ليس لديهم احد يرعاهم ولكنها سترهق نفسيا اذا قابلت هناك امثالها الذين يقطنون دون ان يأتي احد لزيارتهن .. نعم ستذهب إلى بيت ابنتها رهف فهى تذهب اليه دوما لتطمئن على مقتنياتها كما تطلب هى منها ستتخذ منه سكنا لها مؤقتا بعد أن تخبر ابنتها عبر الهاتف ولكنها الأن ليس لديها شبكة للتواصل ولكنها ستذهب الأن ربما تجد للراحة سبيل هناك وبعدها ستحل أمر الشبكة وتقوم بشحن جوالها لتستطيع التواصل معها هى فقط..لأنها تيقنت انها لم تعد تمثل لهم اهمية الأن وتعلم انهم سيقوموا بالبحث عنها في بلدتها لذلك لن تذهب الى هناك حتى لا يصلوا إليها فيكفيها منهم ما رأت ..ستدعو لهم بالهداية ..نعم فروحها العطوفه ابت ان تدعو عليهم حتى لا يذوقو مر العقاپ
لتخبر لبني بما اتاها من فكر وتقر لها بحسن الفكرة وتشجعها عليها وتقوم بتوصيلها وتتناولها ورقة برقمها حتى تتواصل معها للأطمئنان وحتى تكون في خدمتها اذا ارادت شئ ما