الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية أولاد فريدة بقلم إيمان فاروق من الفصل الثامن عشر الى الواحد والعشرون

انت في الصفحة 8 من 11 صفحات

موقع أيام نيوز

وخليك قريب من اخواتك الولاد .. عاد الى واقعة وهو يزرف الدمع دون ان يشعر فيا ويله لقد خان العهد مرتان مرة لأمه وهو صغير ومرة لأبيه وهو على فراش المۏت لقد تذكر وعهده اليه يابابا امي دي في عنيا واخواتي البنات في حمايتي والصبيان دول وصيهم انت عليا ..وبعدين ياحج ربنا يخليك ليا وليهم وتخلى بالك مننا كلنا ..تذكر وصية ابيه لقد كان سيفقدها ويسلمها بيده للهاوية دون رجعة لقد كاد ان يفقد جنته بعدما وافق بل وشارك في اقصائها من حياتهم ولكن انار الله له الطريق الأن بتلك الإشارة الحمراء التي تنبهنا ان هناك خطړ ما وعلينا الوقوف والتعامل معه بحزر حتى لا نقع في الهلاك..عاد لنفسه متوعدا ان يصلح ما افسده هو بسلبيته امام رغبات زوجته التي يعلم مدى انانيتها فهى دست له السم بعسل كلماتها وتصوير امه له بأنها دوما تفضل اخوته عليه ولكن هيهات فقد زاحت عنه تلك الغشاوة التي تكسو مقلتاه سيسير اليها ولن يذهب لاي من تلك الدور التي لا تليق لها ولا تناسبها لأنها ليست بالوحيدة فهى لديها من الرجال وهو لن يتخلى عنها ابدا.
. . . . . . . . . . . . . .
رءوف شاردا بهذا المنظر الذي استحسنه في تلك الإشاراة الحمراء التي فرضت عليه الإنتظار فتلك السيدة التي شدت انتباهه وهى تحمل طفلها وتتمسك بالاخر جعلته يبتسم فهى الأم دوما تحمل أعباء أطفالها بسعادة تحميهم صغارا وتحافظ عليهم تحت ظلها من عناء الطريق ..ليتذكر امه فكم عانت معه صغيرا في مثل هذه الظروف
ماما شيليني ..انا مش هامشي دا كله .
يارؤوف ياحبيبي امشي جامبي علشان شايلة اختك .
هو بتزمر وپبكاء مصطنع اشمعنى رهف تشيليها وانا امشي كده هو انتي مش بتحبيني زيها .
تجيبه هى بحنو ووهن دا انت روحي بس علشان هى صغننه ..وانت راجل مش هقدر اشيلك واسيبها علشان هى مش هتعرف تمشي .
يهتف پبكاء وضعف قائلا ليستدر عطفها طب انا رجلى بتوجعني قوي ودايخ وقام بوضع يده فوق رأسه بمكر تمثيلي ليرهق به نابضها وقلقها عليه ليكمل قائلا انا تعبان ومش هقدر اعدي الطريق .
تذكر لهفتها عليه وقتها فكم افزعها معاناته وألمه الذي اصتنعه وقتها ولكن رحمتها به جعلتها تحمله في عناء على كتفها من اعلى بعد ان تركت الصغيرة على الأرض ثم رفعتها مرة اخرى لتسكن احضانها لتهداء من حالة البكاء التي انتابتها بعدما تركتها من اجله ..كم كان في نشوة وهو يرى الناس من فوق اكتافها فكم رفعته فوق الجميع وهو اليوم ينزلها من على اعناقه حتى يريح نفسه من حملها الذي لا تحمله هى اياه من الأساس ..فشح زوجته يجعلها تتلاشى التعامل معها وهو يريد الراحة ولكن اي راحة وهو يهوى بها الى حيث لا رجعة فهل يتنصل من غاليته من أجل شح زوجته يا ويله لقد كاد أن يقع في بحر الظلمات ..فكيف له ان ينزل قامته من فوق اكتافه بعدما رفعته هى الى السماء بفضل اعتنائها به صغيرا وتربيتها ودعائها كبيرا ..وعى لنفسه والعبرات تكسو وجنتيه فقد رفعت ستائر الغباء من فوق مرأتيه ..لن يتنصل من مسئوليته تجاهها حتى وان وافق أخويه..ان لزم الأمر سيترك تلك الشحيحة من أجل الاعتناء بغاليته فهو لن يضيع جنته مجددا سيمكث تحت اقدامها لعله يهنئ بقربها من جديد .
وقف يستمتع بهذا المشهد الذي لفت انظار الآخرين ففي وجود الأم راحة وامان تذكر هاربته التي تركته كالتائه الأن فكم اشقاها صغيرا وهو يسير معها في الطرقات ..كم كان يجبرها على اقتناء الاشياء دون النظر لحالتهم المادية وقتها ماما ..انا عايز اللعبة دي .
هى بعطف وحنو حاضر يا حبيبي ..ربنا يسهل واشتريهالك .
هو بعناد يقف ويتزمر ويبكي بصوت عالي ليضغط عليها بمكر طفولته ما ليش داااعواااا ..عاااايز دي وهو يشير الى تلك اللعبة التي لا تمتلك سوى ثمنها وتقتنيها من اجل اسكاته وسعادته وتعود مترجلة وهى تحمل مقتنياتها فهى انفقت كل ما معها من أجل مشتروات بيتها و لم يتبقى معها نقود بفضل انها انفقت المتبقي في جلب لعبته ليبكي وقتها مستغيثا بها ااااه ياماما ..رجلى ..احنا مش هنركب انا رجلي وجعتني قوي .
لم تقسو عليه ولم تعنفه بل حملته برحمتها فوق احد كتفيها وهو يحمل لعبته بسعادة دون النظر الى عنائها المعنوي او المادي فكم كان انانيا وهو صغير وكم ذاد دنائة عندما وافق على تركها المنزل من أجله لقد ضحت سابقا له مرات ومرات وأثرته على نفسها ولم تخزله يوما في طلب له وهو اليوم يخزلها فقد كان دوما يخبرها انه لن يتركها فكيف تركها الأن هل فقد عقله ..لا لن يهنأ له بال الا بعد ان تعود جنته اليه ليستقر تحت اقدامها

انت في الصفحة 8 من 11 صفحات