رواية زهرة الفارس بقلم إيمان فاروق من الفصل الثالث والعشرون إلى الخامس والعشرون

به تخبره بقدوم كمال عامل الامن الذي ينتظره..
دلف كمال متفوها السلام عليكم سيد فارس ..
أجابه في هدوء عكس ما بداخله فهو يريد معرفة نوعية المشكلة التي واجهت زوجته في يومها وهو يعلم أنها لن تخبرة بما مرت به ولكن هذا الحارس طلب من ماهر رئيسه بالعمل أنه يريد أن يريد أخباره بامر هام وأهمها ما حدث اليوم فاردف وعليك السلام ورحمة وبركاته ..تفضل كمال أجلس وأخبرني بهدوء ماذا حدث اليوم جعلك تطالب بمقابلتي.. احكي ها انا ذا ...
أجابه كمال بتلعثم سيدي الانسة زهرة طالبتني بألا اتفوه
ولكن اليوم الذي حدث لا يجب السكات عنه ..
فارس مصوب بؤبؤة عينيه يترقب ما يخرجه هذا الكمال من فاه ويخص زهرة في قلق من تلعثمه هذا فمن الواضح أنه حدث هام فأراد أن يطمئنه فاردف تحدث كمال اي ان كان الأمر فأنا أستمع إليك ...
تحدث كمال متفوها سيدي منذ فترة وانا بعض الشباب يتجمعون حول الانسة زهرة عندما تتواجد ويحاولون التقرب إليها والتعرف عليها من خلال صديقتها المقربات ولكنها كانت دائما التواجد مع الانسة أشرقت فلم يكن بإمكان أي أحد الانفراد معها في الحديث وهى كانت تتعامل مع الجميع بمنطلق الزمالة ولم يكن أحد يتوقع أن يحدث هذا الموقف اليوم ...
فارس محاولا كتمان غضبه الهذا الحد هو غافل عنها فتفوه بحنق من الصمت الذي امتلك كمال قلت لك تكلم والا اتخذت معك موقف لن يعجبك كمال .. تكلم وبسرعة وايجاااز...
أردف مسرعااليوم وبعد انتهاء الإختبار لاحظت تأخر الانستين على غير العادة منهن فدلفت إلى الداخل ولكني تفاجأت بالانسة أشرقت تبكي أمام حجرة عميد الجامعة وعندما سألتها اجابتني بأن الانسة زهرة واجهت مشكلة مع زميل لها وهى بالداخل معه أمام العميد ولكن عندما خرجت الانسة زهرة لم تتحدث أمامي بشئ ولكني لم أترك الموضوع واتيت بمعلومات عن هوية هذا الشخص وبياناته الشخصية واعطيتها السيد ماهر لكي يتحرى عن الأمر ..
ضغط فكيه ضيقا ورفع جواله واستدعى ماهر حتى يخبره بملابسات هذا الأمر وحقيقته فمن المؤكد أنه توصل لهذا الأمر بما ان كمال أخبره وأعطى له البيانات الخاصة بهذا الشاب..
........................................................................
تجاهد في فتح مقلتيها فهذا الضوء الذي يعتلي الحجرة بنثقب عليها فيعطل الحركة الطبيعية للعين فجعلها ترمش عدة مرات حتي تمكنت ووضحت الرؤية أمام عينيها.. هي تتسطح أحد الآسرة البيضاء وتحاوطها الأسلاك المتصلة بالأجهزة الطبية تستمع إلى رنين أحد تلك الأجهزة ينم عن افاقتها دلفت إليها أحد الممرضات لتتفقد حالتها ..
الممرضة بابتسامة رقيقةحمدا لله على سلامتك سيدتي ..سأذهب لإحضار الطبيب..
السيدة سارة بوهن انتظري من فضلك..
الممرضة بحبور وسعة صدرامرك سيدتي ماذا تريدين ..
السيدة سارة وهى تحاول أن تستعدل من جلستها فتقدمت إليها الممرضة وقامت بستعدالها بوضع لا يؤثر على الأسلاك المتصلة بالأجهزة وطالباتها بالهدوء حتى لا تتأذى..
سارة متعجبة اين انا ومنذ متى وانا هنا ثم استنشقت الهواء وهى تغمض عينيها تحاول ان تستوعب تلك الحالة التي بها الان ..
الممرضة بتفهم وبإيماءة منها حسنا سيدتي سياتي الطبيب وسيخبرك بنفسه عن كل ما يخص حالتك الان ولكن عليا الذهاب الان واخباره حتى يأتي للاطمئنان عليكي ويخبر جميع احبائك..ثم تركتها وغادرت الحجرة متوجهة الى حجرة مراد فهو من يتولى رعايتها منذ دلوفها الى المشفي ..
سارة تحدث نفسها وهى تضحك سخرية احبائي هههه اين هم منذ ان فقت الي الان لم اجد اي احد اين اروى ابنتي واين سالم لابد انهم فقدوا الامل في عودتي
اليهم من جديد ولكن الحمد لله انني لم اجد احدا منهم فليس لي وجه اقابل به احد ..سامحك الله أدم وهداك بني لقد اضعت من يدك فتاة صالحة وصمتت لبرهةمن الوقت واكملت العبرات تترقرق في مقلتيها ..ترى كيف حالها لقد جنيت عليها فانا كنت اعلم ان أدم لا يريد الزواج فليسامحني الله ..وظلت تستغفر ربها عسى ان يغفر لها فعلتها وعزمت على ان تقوم بتصحيح خطئها وتكون بالفعل ام لها ...
دلف إليها مسرعا بعد ان أخبرته أن السيدة سارة فاقت من غيبوبتها التي دخلتها هربا من حالة تأنيب الضمير بعد ان كانت ستسقط فريسة لتلك الجلطة القلبية التي انقذقت من الدخول بها بفضل وجود طبيب مثل مراد في بداية اعتلالها..
تقدم إليها ببتسامته المضيئة متفوها حمد لله على سلامتك سيدتي.. انتي الآن افضل بكثير ..
اردفت متسائلة بارك الله فيك بني .. لكن أخبرني لما انا هنا وأين الجميع وزهرة وفارس كيف حالهم..
ضحك مراد متفوها كل هذا مرة واحدة سيدتي ..حسنا سأخبركي بكل شي يخص صحتكي وسأجيبك على جميع الأسئلة التي تدور في خاطرك ولكن الآن عليكي الهدوء حتى تستعيدي نشاطك من جديد ..قام مراد بالاطمئنان على الصحة العامة لها بقياس مستوي ضغط الډم والسكر وحالة القلب حتي يحدد لها خطة العلاج الجديدة..
كاد أن ينتهي حتى دلف إليهم السيد سالم متوجها إليها في سعادة صادقة فهى رفيقة دربه حتى وان كانت على خطاء فاردف مبارك عودتك لنا ..وتوجه إلى مراد للإستفسار عن حالتها ها بني كيف الحال ..
مراد بود لهذا الزوج الحنون الذي لم يفارق زوجته منذ ولوجها الى المشفى إلا لكي يؤدي فريضته بالجامع الخاص بالمشفى ويعاود إليها حتي يجاورها ويدعوا لها بالشفاء فاردف حالة السيدة في استقرار والحمد لله وعليك انت الآن الراحة حتى تستطيع أن ترحلا سويا غدا باذن الله..
توجه إليها مراد بالحديث مرحبا اطمئنك انا على الجزء الخاص بحالتك الصحية فأنت تتمتعين الآن وبفضل الله بصحة جيدة وتجاوزتي حالة الإعياء التي تملكتكي..وعليكي بالابتعاد عن اي توتر عصبي ..
وجهت إليه حدقيتها في حزن وكيف لها ان تبعد عن الضغط وابنها غائب لا تعرف مرساه وقلبها مفطور على تلك الصبية التي كسرت فرحتها كما تعتقد كيف لها أن تنعم براحة الضمير وتبتعد عن التوتر ..
فأردفت بئيماءة له سأحاول أن شاء الله ولكن أخبروني اين أروى وزهرة وفارس كيف حالهم..
مراد بمرح لقد أنجزت مهمتي وتوجه إلى السيد سالم مردفا وحان وقت مهمتك سيد سالم ..
سالم بحبور حسنا بني ولكن أولا أحب ان أتقدم بالشكر الجزيل لك لولاك لكنا في وضع اسواء الآن..
مراد بخجل عفوا سيدي هذا عملي وانا لم اصنع شئ كله بفضل من الله واعتزر منهم وخرج في سعادة لأجل السيدة سارة ومن أجل ابنتها التي ستسعد كثيرا من أجل استعادتها صحتها من جديد..
ولج إليها وجلس بجوارها يمسد كتفيها برفق ويرفع يدها ليقبل باطنها في حنو بالغ متفوها حمد لله على سلامتك غاليتي ..لقد افتقدناكي كثيرا ..الجميع سيسعدون من أجلك .. فهم يوميا معي وأنا ساخبرهم في طلوع الشمس حتى لا يأتون وسنذهب نحن إليهم .. لان الوقت متاخر الأن...
فأردفت في توتر كيف حال زهرة اهي بخير ..والجميع اعلم أنهم جميعا غاضبون مني ومن آدم الذي لا أعلم عنه شئ...
سالم بحنو عزيزتي رفقا بنفسك ..فزهرة بأحسن حال وتم عقد قرانها بمن هو أحق بها ابنك الأكبر فارس .. والجميع بلا إستثناء